الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / خطبة الجمعة للسيد الصادق المهدي اليوم، أعادت إلى ذاكرتي الكثير من مواقفه فى لحظات النضال المفصلية

خطبة الجمعة للسيد الصادق المهدي اليوم، أعادت إلى ذاكرتي الكثير من مواقفه فى لحظات النضال المفصلية

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الجمعة للسيد الصادق المهدي اليوم، أعادت إلى ذاكرتي الكثير من مواقفه فى لحظات النضال المفصلية، كإنتفاضة شعبان الشهيرة و ما صاحب محاولة سبتمبر عام 1976 من فشل، رغم توفر كل أسباب النجاح السياسية و اللوجستية.
أضف إلى ذلك، إنسلاخه من الجبهة الوطنية فى أدق لحظات المواجهة مع النظام المايوى، و التوجه منفردا إلى بورتسودان وعقد إتفاق ما سميت بالمصالحة الوطنية مع الطاغية نميري، دون ان ينجز من خلالها أى شأن وطنى، بل مصالح شخصية وأسرية و وصل به الحال بأن ينضم إلى مستنقع الإتحاد الإشتراكي المقبور بإسم الصادق الصديق عبد الرحمن! !!

كان جزءا أصيلا من التجمع الوطني الديمقراطي و الذى كان يقود النضال ضد هذا النظام، فخرج عليه فى وقت كان  الناس في أحوج الحالات للقاء والتوافق. و كررها مرة أخرى عندما إنفصل عن قوى الإجماع الوطني فى ظروف مشابهة.

السيد الصادق المهدي هو رئيس وزراء السودان الشرعى. و الإنقاذ لا تملك أى شرعية دستورية ديمقراطية، فهى نظام إنقلابى يحكم بوضع اليد و عبر ترتيبات مزورة إرادة الشعب، وكان من المفترض ان يكون موقف السيد الصادق هو البوصلة و المنارة التى تقود الشعب إلى العمل و الكفاح بلا هوادة أو ترد أو تخاذل حتى تحقيق إعادة الديمقراطية والحريات والتى سرقت من تحت أرجله وأمام ناظريه، وهو كان المسؤول الأول عن تأمينها و الحفاظ عليها.
ظلت مواقفه و منذ البداية مهزوزة و مرتبكة ومحيرة للجميع، فكل ما إستوت المواقف النضالية و أصبحت قاب قوسين أو أدنى من النصر، ينسل ويبتعد ويخلط الأوراق بمهارة يحسد عليها.

لبى كل دعوات النظام في التفاوض، و عقد معه أتفاق جيبوتي، مرورا بكل اللقاءات الخاصة والعامة و وصولا إلى حوار الوثبة.
و أصبح  على رأس نداء السودان، المبشر بالتفاوض مع النظام وجلس معه في أديس و باريس و برلين ولم يحصد غير الريح. و كانت آخر محطاته فى يناير الماضي فى أديس حيث ذهب بروح المتفائل،  الواثق بالإتفاق مع النظام و عبر عن ذلك علانية. و فشلت المحادثات برفض الجهة الراعية لمشاركة بعض أعضاء وفده، و ليس لخلاف حول المواقف السياسية. و من المضحك المبكى ان يكون إبنه عبد الرحمن أحد أعضاء الوفد الحكومى في ذلك اللقاء.

الجميع لن ينسى وصف الرجل لإنطلاق الثورة، بالقدح المهين ، الامر الذى سبب  إستياءآ و غضبا على نطاق واسع من الشعب السوداني،  وكنت أتوقع من سيادته أن يتواضع ويعتذر، لعل ذلك يخفف حزن أمهات و آباء الشهداء ويعزز صمود الثوار.

فى الوقت الذى وصل المد الثورى إلى كل أصقاع السودان في القرى والمدن و البوادى،  و أصبح فعلا يوميا و الهتافات علت و سمت بالحرية والعدالة و السلام وصارت الجنينة و كسلا و حلفا و كرمك كأنها أحياء فى مدينة واحدة تصدح بأهازيج النصر القريب، طلع علينا السيد الصادق -كعادته القديمة والمتجددة دوما – بإقتراح مفخخ و مشبوه، اسماه بميثاق الخلاص والحرية والمواطنة ،ضمن خطبة الجمعة، و هو يتكون من عدة محاور كلها تصب في إضعاف الثورة و شل حركتها. و طالب سيادته الفعاليات السياسية الأخرى بالتوقيع عليه.

أن السيد الصادق المهدي هو رئيس نداء السودان الموقع على إعلان الحرية و التغيير. وهو رئيس حزب الأمة القومي الموقع على نفس الإعلان.
و أن الحراك الثوري و الشعبى يقوده تجمع المهنيين وكل القوى السياسية الموقعة على الإعلان، هو بقيادة شباب و شابات يمثلون  كل الطيف السودانى بلا قبلية أو جهوية أو طائفية بل المواطنة السودانية فى تلاحم و توافق و إنسجام عز مثيله.

إن هذا التجمع المبارك نال ثقة الشعب و أثبت صدقه وتجرده وتفانيه و إخلاصه وجمع حوله كل العناصر الحية والفاعلة. و أثبت جدارته في التخطيط و القيادة والريادة.

وهو يرسم خطى الطريق النضالى من خلال معطيات الواقع و مجريات الأحداث و الحراك، وقراءتها تحليلها و إتخاذ القرارات و التكتيكات المناسبة. و قد نجح حتى الآن نجاحا باهرا. و لا يوجد أى مبرر لطرح رؤى جديدة خارج أطر تجمع المهنيين، و إذا كانت هناك رغبة حقيقية و صادقة لأثراء الفعل النضالى ينبغي ان تقدم عبر قنوات التجمع وليس عبر خطب الجمعة.

أنا أطالب السيد الصادق أن يلتزم بمواقف و قرارات تجمع المهنيين و هو موقع على بيان الحرية و التغيير ، ولست في حاجة بأن أذكره بأن  هذا من أبجديات العمل التنظيمى و أى إخلال به يضر ضررا بليغا بالقضية الوطنية في هذا المنعطف الحرج.

أن المواقف اللينة و الضبابية والإخراجية في أغلب الأحيان لا تليق بهذه المرحلة. و لا محاولة الهبوط الناعم ستجد مدرجا آمنا. لن نكرر عفا الله عما سلف ولكن لكم فى القصاص حياة يا اولى الألباب.

وإنى أحذر و بشدة الفعاليات السياسية من الوقوع في الفخ و التوقيع أو حتى الإلتفاتة إلى ما سمى بميثاق الخلاص والحرية والمواطنة. هو محاولة للتشويش وإبعاد الحراك عن مساره المرسوم وجره إلى مزالق إنصرافية.

المجد و الخلود للشهداء والشفاء للجرحى والمصابين و الحيرة للمعتقلين. و إنها لثورة حتى النصر المؤزر بإذن الله تعالى.

د.على إبراهيم.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.