بشر للبيـــــــع

بشر للبيـــــــع

ان العنوان اعلاه ليس بغرض التشويق او الإثارة  ، هذا هو واقع الحال في الكثير من دول العالم العربي او الدول الناطقة بالعربية ، او الدول التي تأثرت بثقافتهم الغالبة وهي النظرة الدونية للمرأة ، وترتيب المجتمع حسب الحسب و النسب و اللون و القبيلة ، تلك الثقافة التي هي وصمة عار في جبين الانسانية قبل ان تكون وصمة عار في جباه المغالين في الخطاب الديني ، ( أينما وجد رجل دين عالي الصوت يبالغ في مظاهر التدين ، كان ظله فساد نفسه  ) .
انثي للبيع :-
مغربية تبلغ من العمر ٢١ عاماً تباع وتشتري كما كان يحدث في أسواق النخاسة قديماً ، كان اعلان البيع كالاتي : مغربية للبيع مهنة الاقامة خادمة تبلغ من العمر ٢١ عاماً و تم اضافه صفة ( حنونه ) عليها ، تباع بمبلغ ٥ الف ريال لمدة ٤ ايام التجربة ، و اذا لم تنفع معك يمكنك إرجاعها مع خصم و إستعادة ٤ ألف ريال ، هنا يقودني حدسي الأمني والصحفي الي اشتمام رائحه البغاء و الدعارة ، لان هذة الانثي التي للبيع ( حنونه ) ويمكنها خدمة جميع سكان المملكة لمدة ٤ ايام توزعها بينهم طوال عمرها ، دون ملل او كلا فهي تقوم بخدمة المجتمع ( الوهابي الرائع ) .
وهنالك غيرها من الإناث يتم عرضهم للبيع في أسواق نخاسة المملكة العربية السعودية ، من قبل تجار البشر و الدين ، و يتفاوت سعر الجارية ( الخادمة ) علي حسب جنسيتها ، إبتداءً من ٥ ألاف ريال للمغربية و وصولاً حتي ٣٠ الف لصاحبة الجنسية الفلبينية .
كيف نعيش في هذا العالم المتسخ الذي يتم بيع وشراء البشر فيه كيف نستطيع ان نغمض أعيننا عن هذة البشاعة و التجارة القذرة ، التي يشارك فيها ضعاف النفوس من كل الدول بالتساوي مع ذئاب المال و تجار البشر في السعودية و الخليج .
وحتي لا تختلط المفاهيم و يتم وصفي  بالتحامل علي السعودية ، انا لا أنكر ان هنالك في تلك البلاد شعب طيب متحضر محافظ علي حقوق الكرامة الانسانية بلا نظرة التعالي الكاذبة لكنه ايضاً مشارك في هذة الجريمة لسكوته عليها .

ليس فقط النساء هم المتاجر بهم ( علناً ) في تلك البلاد ، وكلمة علنا اقصد بها ان في دول اخري مجاورة ( للسعودية ) يتم الاتجار بهم لكن سراً ، لانه لا يوجد لديهم حماية من طبقة رجال الدين ، الذين يحاولون و بشتي السبل و الوسائل ان يجعلو تجارة الرقيق شرعية و بمباركة الرب و النصوص الدينية ، و انا لا اعرف عن اي رب يتكلمون ، او اي رب يعبدون ، وهل نسخة الدين التي عندهم غير النسخه التي عندنا ام ماذا ، و حتي لا نتشعب كثيراً في الجدل حول الدين و التدين ، سأعتذر للخراف لاني سأستخدمها لضرب هذا المثل ( الخروف كثيف الصوف دائما ما يكون قليل اللحم ، وكثافة اللحية لا تعني علي الإطلاق التدين او غزارة الفهم ) .
رجال للبيع :-
يتفاخر سعودي اخر ويعلن عن امتلاكه ( استرقاقه ) لرجل سوداني ( محاسب ) و يعلن عن بيعه لأعلي سوم ( اعلي سعر ) و وبعد مجادلات في السعر يأتي سعودي أخر ويطلب أن يستأجر المحاسب السوداني . يبيعون ويشترون في البشر و ( بانكي مون ) لم ولن يعبر عن قلقه عن ما يحدث في تلك الدولة النفطية ، وذلك لان المتاجر بهم ليسو من دول العالم الاول او اصحاب الجنسيات والجوازات الاروبية او الامريكية .
وعشرات الإعلانات التي صارت تنزل بصورة شبه يومية علي الانترنت ، يعرضون فيها البضاعه البشرية بصورة سافرة جداً ( للتقبيل ، للتنازل ، للبيع ) .
ولكن اذا القينا اللوم علي دول الخليج والسعودية فقط في هذة التجارة، سنكون كمن ينظر من زاويته فقط لأن كل الحكومات التي تسمح لمواطنيها بالسفر للعمل بهذة الدول وفق قوانين العمل التي تسمح لمواطني دول الخليج بالتجارة في البشر هم مشاركون في الجريمة ايضاً .
ولكن اذا كانت بعض الأنظمة تتاجر بجنودها وتبيعهم للسعودية و الامارات كالنظام الفاشي السوداني الذي باع جنوده مقابل حفنه من الدولارات فهل يهم تلك الحكومة امر ذلك المواطن البسيط الذي يباع ويشُترى فيه كيفما السلع في تلك البلاد .
اذكر انني في تلك البلاد كانت لي تجربة قاسية جداً علي كل الأصعدة ، كل ما احاول ان اكتب عنها أشعر بالألم لاني لم اتعافي بعد من تلك التجربة المؤلمة ، فعلي سبيل المثل انني و بحكم تعودي علي التبرع الطوعي بالدم في بلادي ، ذهبت في احد الايام للمستشفي في السعودية و أخبرتهم بأنني اود ان اتبرع بالدم ، و بحكم لون بشرتي واني تكلمت مع الممرضة الهندية  بلغة انجليزية بسيطة حتي تفهمني الممرضه فقامت الممرضه و هي سعيدة بمبادرتي الغريبة عليهم بملاء استمارة التبرع معي و ما إن وصلنا لخانة الجنسيه حتي ارتبكت و اعتذرت وقالت لي ان جنسيتي غير مسموح لها بالتبرع ، سالتها لماذا قالت انها لا تعرف ، وهنا جاء المدير الطبي ( السعودي ) و اعتذر وقال ان المواطنين يرفضون استقبال هذة الدماء لأسباب قبلية بحته .
نعم انهم يرفضون استقبال الدماء لكنهم يشربونها و يتاجرون بها بلا حسيب ولا رقيب .
وحتي لا يتهمني البعض مرة اخري فأني أعلن انني احارب تلك القوانين التي تسمح لضعاف النفوس بإسترقاق البشر في بلاد الخليج او في اي مكان ، فإما ان اعيش كإنسان و استمتع بمشاعر الانسانية و المساواة و أناضل من اجلها ، او اموت بعد ان اكون قد مهدت الطريق لإزالتها .
سأكتب في المقال القادم عن مكاتب الاستقدام في السودان و هي شريك اساسي في عمليه تجارة البشر ، و سأكتب ايضاً عن عدد من القصص التي اخبرني بها صديقي السعودي الذي كان شريك في مكتب معاملات و لكنه ترك ذلك العمل بعد علم ان ما يقومون به ليس سوي رق .
كل ما كتبت عنه و سأكتب عنه لاحقاً لدي مستندات و صور و شهادات تؤكد صحه كلامي و انا مستعد للتصعيد مع تجار البشر الي اقصي حد .
azammorsi-28@hotmail.com