البحر وطنا” …

كل يساءل نفسه ويضاجع الليل الطويل&&&
ونموت مرة ألف مرة ماعادت الاموات تحظي بالعويل ¿¿¿
سيري وشقي سفينتي حزن المخاوف فالحب يحظي بالرحيل ¿¿¿
دقي طلاسيم الزمان شقي ليالي المترعات ما عاد في الدنيا طريقا مستحيل  ¿¿¿

      عندما نبدأ بقراءة اي مقال أو رواية ، نبدا بمعرفة المنهج المتبع للراوي او الكاتب ، والمامه بالتفاصيل الدقيقة ، التي توصف لك مدي أحساسه الصادق بما يكتبه ، والموهبة التي يتميز بها ، في توصيل المعلومات البسيطة التي يستمتع بها القارئ، وانسياقه في الإمساك بتلابيب القصة والرواية ، بين شد وجذب ، حتي تبعدك عن العالم الخارجي ليدخلك داخل إطار الرواية ، وتتعمق فيها حتي النخاع بكل تفاصيلها ، ويبرع الكاتب الماهر  في قيادتك ، بهدوءورصانة ويبحر بك ، ويستعرض لك موهبته التشكيلية ،والسردية والتوضيحيه، في سرد واقع معاش أمامك بدقة حية ، وقد يكون مآساوي ، أو مفرح ،أو مضحك ،او اي نوع من أنواع الأدب القصصي.

وفي كثير من الأحوال تبقي رؤيتك الحياتية خالية من المنطق الوجداني في كتابة عن تجربة لم تخضها بنفسك ، وذلك لعدم احساسك الصادق بالتجربة ذاتيا” ، والمعني الواضح هو عدم خوضك للتجربة بنفسك ، والشعور بلحظاتها من حيث تدرجها شعوريا“، ونفحاتها  النفسية عن تقلب مساراتها اثناء التقمص لحقائق إنسان آخر  .
وكل الحالات  بغض النظر عن  انها مفرحة او محزنة ، او مآسوية ، او اسلامية .
فتبقي الكتابة عنها مبتورة لعدم وجود الاحساس الحقيقي ، واستسقاء المشاعر لفئة أخري ،  التي تكون ترجمتها  من معالم وتصاوير و ألسنة  المجربين الخائضين غمارها ، لذلك حق عليها البتر .
وهذا ما يولد في اعماق الكاتب ، او الراوي الدخول الي عرين التجربة بإحساس الإنتصار الفكري ، والخروج بخلاصة ممتعة ، تعكس السعادة للقارئ وتشبع الكاتب بسبق الي انتصار وجداني  يشعرك بانك خلدت خلفك فكرا” .
وانا أكتب هذه المقدمة وتلك الافكار التي راودت غيري في خوض التجارب المآسوية لتنهش في حياة مرفوضة مجتمعيا مقبولة إنسانيا” ، لايهمك فيها رأي المجتمع ، وحديثنا يندرج في تجربة  البحر الابيض الذي اسقط كثيرا” من خيرة شبابنا الأماجد ، الذين ساقتهم التجربة للأهوال  والموت المكتوب،  تحدوهم آمالا”  عراض لمستقبل متغير ، وحياة مليئة بالرفاهية ، وطعم يلفظ عذاب التفرقة والعنصرية ،ومغبة المساواة ،  وتبقي الرؤية أمامك هي الحرية الحقيقية في العالم الآخر ، ليسكنوا  في بعض  الأحيان جراء هذه الرحلة  العالم الآخر  .

( ( هذه مجموعة تجارب شباب سودانيين عبروا البحر الابيض ، او حاولوا عبوره ، بحلوها ومرها ، اكتبها عن تجربة ، بتجرد كامل ، واسال الله أن يوفق من عبر ، ويغفر لمن قبر ، داخل المحيط ، يحمل داخله ، طموح عظيم له ، ولأسرته ))