الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الطريق لانتصار الثورة علي الفاشية، اسقاط النظام واستلام السلطة.

الطريق لانتصار الثورة علي الفاشية، اسقاط النظام واستلام السلطة.

تحية لكل الواقفين علي خطوط النار في الصفوف الامامية سعيا للحياة بكرامة.

1/ من البديهيات معرفة ان طبيعة اي مشكلة هي التي تحدد طبيعة حلها، او الحلول. والمدخل لهذا لابد من تعريف حقيقة ما يجري بالضبط في السودان.

2/ الشوارع في كل مدن السودان التي تحت قبضة عصابة الانقاذ انتفضت وخرجت في تظاهرات سلمية منذ ثلاث أسابيع ولاتزال مستمرة. من يحرك الانتفاضة اليوم هم فقراء المدن، ومهمشي السودان، سكان ما يسمي بالأحزمة السوداء من النازحين والذين همشوا اقتصاديا. العمال وارباب المعاشات ومفصولي الخدمة المدنية. لا غرو ان قلنا انها تطورت لتشمل معظم قطاعات الشعب السوداني. فالانتفاضة تحولت من حراك مطلبي لأجل أوضاع اقتصادية أفضل الي المطالبة بالحياة بكرامة، فصار الحد الأدنى للمطالب هي رحيل النظام … وبس.

3/ قوبلت هذه التظاهرات على سلميتها بالقمع المفرط بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية التي أدت لاستشهاد عشرات المتظاهرين. لايزال الإصرار من عصابات النظام على الاستمرار في قمع التظاهرات باستخدام مزيدا من العنف، وعبر عن ذلك صراحة راس النظام عمر البشير ونافذين فيه، بما فيهم علي عثمان محمد طه واخرين.

4/ رغم ان الأغلبية الكاسحة في الشوارع اليوم هم فقراء المدن ومهمشي السودان، سكان ما يسمي بالأحزمة السوداء من النازحين والذين همشوا اقتصاديا لمواقفهم من النظام، الا ان ال(قيادة) المنظمة التي لحقت بالحرك وتقدمته تغلب عليها النخب الشمالية. والخلل ليس في انهم (نخب شمالية وحسب) انما في الاجندة التي تم طرحها وتمريرها على انها اهداف هذه الانتفاضة واهداف التغيير. فالنخب الشمالية لاتزال تطرح نموذجا للتغيير على نمط مابعد انتفاضتي أكتوبر 1961، ومارس/ ابريل 1985. تغييرا يناسبها هي وليس بالضرورة يعبر عن كل السودان بتعدده. من المهم التأكيد على ان تجربتي أكتوبر ومارس /ابريل اديا الي تغييرا شكليا فاشلا، فكلاهما لا يعبر عن التغيير ذات المعني الذي يحقق الوحدة والعدالة الي كل السودان ومواطنيه بما في ذلك الهامش، والدليل الواقع الذي امامنا اليوم. وهذا يجب الانتباه اليه.

5/ ما يتم طرحه الان من قبل النخب هنا وهناك لن يقود لبناء وطن حديث يستجيب لتحديات القرن الواحد والعشرين عامة ولا لتحديات تداعيات النظم السياسية التي تعاقبت على السودان منذ الاستقلال وهذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى ما يتم طرحة الان يتجاوز حقيقة وواقع ما تحقق للثورة في كلا من دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، ترتب على الثورة في هذه المناطق تداعيات كبيرة لا يمكن تجاوزها او القفز عليها. فقد سبقت هذه المناطق المدن المنتفضة اليوم في الثورة وحققت من الانجازات ما يجب استصحابه في أي مشروع للتغير في السودان.

معرفة طبيعة المشكل هي اولي شروط حلها، ومعرفة طبيعة النظام هي اولي شروط تغييره.

6/ نظام الانقاذ، حكم السودان لثلاثين عاما بأيدولوجية إسلامية فاشية مكتملة الشروط. والفاشية تختلف عن تجربة ديكتاتوريتي إبراهيم عبود وجعفر النميري. تتجلي فاشية الانقاذ في السيطرة على كل مناحي الحياة في الدولة، والسعي بالقوة لتشكيل المواطنين السودانيين بمواصفات بعينها، فتم طرح المشروع الحضاري الاسلامي، تم فرض مظاهر الاسلام علي كل مناحي الحياة في الدولة السودانية، وبحجة ان الإسلام (صالح لكل مكان وزمان) تمت اسلمة المناهج والمؤسسات التعليمية، ووسائط الاعلام التي تمتلكها الدولة والمؤسسات الخدمية والجيش والشرطة والامن والسجون ولم تكتف العصابة الحاكة فأنشأت مليشيات إسلامية إضافية. اي سيطرت على كل مناحي الحياة في الدولة وافسدتها بايدولوجيتها.

فنحن نعرف هذا النظام بالنظام الفاشي لأنه ارتقي الي ما تعنيه الفاشية، فدولاب الدولة يسير اليوم بعناصر النظام وفقا لسياسات التمكين بعد ان فعل سياسات الإبادة العرقية والدينية والتهجير.

7/ اليوم توجد عدة قوي رئيسية في السودان الشمالي، منها:

ا/ الشارع المنتفض، وعماده فقراء المدن والمهمشين والشباب والذي لا قيادة معروفة له حتى الان، وهو الأغلبية.
ب/ القوي المنظمة وجماهيرها، والتي التحقت قياداتها بحركة الشارع وطرحت نفسها قيادة لمن تمثل وللشارع الغير منظم علي حد سواء. هذه القوي قياداتها من النخب الشمالية التي تتراوح مواقفها ما بين التقليدية والمحافظة. وهذه النخب تتبني وستسعى لتغيير يحافظ على امتيازاتها التاريخية، علي وضع متميز لها في أي تغيير قادم. ومن اصداراتها لا تقترب من القضايا الكبرى التي تختبر بنية الدولة الاسلامية
ت/ بقايا الحركة الإسلامية بتسمياتها المختلفة، وحلفاءها الذين تخلوا عن المؤتمر الوطني مؤخرا، هؤلاء لا يزالوا يحلمون بتغيير يضمن لهم مواقع في الحياة السياسية ما بعد سقوط الانقاذ.
ث/ المليشيات المختلفة من دعم سريع الي مليشيات الحركة الإسلامية
ج/ القوات النظامية من جيش وشرطة وامن.

8/ في سياق الانتفاضة المشتعلة الان لا يمكن للشارع ان يحقق أي من أهدافه بدون قيادة تدرك أهمية وكيفية استخدام عمليات تفكيك دولة الانقاذ العميقة وتصفية ايدولوجيتها وطرح بدائل فورية على المستويين التشريعي والتنفيذي. قيادة برؤية اثناء الانتفاضة وبعد انتصارها. وهذا يفضح دعاوي تكوين سلطة من ال(التكنقراط) والتي قد يختصر دورها علي الإصلاحي لا تتبني بالضرورة برنامج لتغيير بنية الدولة السودانية.  بدون قيادة (برؤية) سينجح النظام او القوي الموالية او المتواطئة معه بدرجات مختلفة، سينجحون مجتمعين او منفردين في اخماد أي حراك يهدف لتغيير بنية الدولة السودانية، وسينجحوا في تخدير ثورة الجماهير بتحقيق انفراج محدود في القضايا المطلبية والاصلاحية، وإعطاء مساحات خادعة للحريات السياسية. والقيادة الحالية للانتفاضة لم تطرح ما من شانه ان يدفع للثقة في رؤيتها وقدرتها بانها ستتمكن من قيادة تغيير ذات معني لكل السودانيين.

واما في حالة التسوية مع النظام مباشرة او جيشه السوادني او مع قوي السودان القديم في تحالفها مع النخب الشمالية، سينجح هذا التحالف في تسويف القضايا الكبرى التي تهم قطاعات كبيره وفاعله في هذا الانتفاض مرة اخري كما حدث بعد انتفاضتي أكتوبر ومارس/ ابريل… ومن هذه القطاعات التي يهمها الحسم الفوري للقضايا الكبرى الشباب والنساء وغير المسلمين والعلمانيين، والمهمشين. ومن القضايا الكبيرة التي سيتم تسويفها من قبل التحالفات أعلاه، العلاقة ما بين الدين والدولة، يجب الإقرار بعلمانية الدولة، والمحاسبة لكل من أجرم في حق الشعب السوداني، وتسليم راس النظام عمر البشير الي المحكمة الجنائية الدولية، وإعادة الاموال المسروقة ومراجعة الاستثمارات، وحل المليشيات، وتطهير الجيش السوداني من عناصر الإسلاميين من كل الرتب، وإعادة اللاجئين والنازحين الي أراضيهم وتعويضهم ماديا ومعنويا. قضايا الهامش من تنمية وتفضيل إيجابي منتج بضمانات إقليمية ودولية، وحق في تقرير المصير، وحكم ذاتي واعتذار تاريخي من الدولة تجاه كل الظلم التاريخي… الخ… هذا لان جميع (المعارضين) متفقين على اسقاط النظام وبسط الحريات وتحسين الخدمة المدنية والاوضاع المعيشية. توحيد البلاد في هذا الوقت يتوقف على استعداد أي سلطة انتقالية قادمة علي عكس قضايا الوطن برمته في برنامج المائة يوم الاولي.

لا الشارع المنتفض في عفويته، ولا المعارضة المنظمة في التحالفات التي قدمت نفسها كقيادة لهذه الانتفاضة لديها رؤية واضحة في كيفية الاستيلاء على السلطة او انتقال السلطة اليها، وعليه فان المرشح لاستلام السلطة في هذا الوقت هو الجيش السوداني. فمالم يتم تفعيل هذه الانتفاضة وتحويلها الي الايجابية – مراكز القوي في الرادار: النائب الاول بكري حسن صالح، قائد الدفاع ابنعوف، ورئيس جهاز الامن صلاح قوش. وكل من هؤلاء سيقدمون نموذج إصلاحي يحافظ على بنية الدولة السودانية ويحافظ على مؤسسات الانقاذ وهذا تغيير غير ذات معني.

9/ الجيش السوداني النظامي اليوم هو جيش فاشي، مرتزق ويعبر عن ايدولوجية النظام العنصرية. رغم الدعوات المتكررة له بالانحياز للشعب السوداني الأعزل الا انه اختار ولايزال تنفيذ أوامر الجلاد، وهذا استمرار لمواقف الجيش السوداني. فعبر الثلاثين عاما الماضية نجح الفاشي الاسلامي في السيطرة عليه، فتحكم في كيفية الالتحاق بهذه المؤسسة خاصة على مستوي الضباط، تم تدريب عناصر الجيش علي ايدولوجية الفاشي الإسلامي.

طوال الثلاثين عاما المنصرمة نفذ الجيش السوداني أسوا الجرائم التي عرفها العالم في القرن الواحد والعشرين ضد الانسانية ارتكب وجرائم الحرب الموثقة تجاه السودانيين في دارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة. فالجيش السوداني ليس مؤهلا للوقوف مع الشعب ولا الانحياز له، غير مؤهل لقيادة البلاد ولو لمرحلة انتقالية. تقدم الجيش السوداني او اي من عناصره بتولي مقاليد الحكم سينتج (الانقاذ 2).

10/ كيف ينتصر الشارع ويضمن الاستيلاء على السلطة رغما عن انف جيش الانقاذ الفاشي واجهزته الأمنية ومليشياته المختلفة، ورغما عن انف كل من يتواطأ باي درجة مع النظام وكل من يقايض بالحقوق الكاملة والغير منقوصة لكل اهل السودان؟
اعتماد النضال السلمي (الايجابي).

ما يجري الان هو التظاهرات السلمية التي تجوب الشوارع، يعبر الناس فيها عن رغبتهم ثم ان لم تتم اصابتهم يرجعوا الي منازلهم ليواصلوا الشيء نفسه في اليوم الثاني. ما قد يدفع بعمليات الكر والفر هذه ويضمن وضع قوة مستدامة تسمح للثوار بالتقدم لاستلام السلطة هو يخلق المتظاهرون وضع مستدام.  ان يحتل المتظاهرون مؤسسات الدولة والمصالح الحكومية والحيوية في كل المدن السودانية وفي وقت واحد. إحدى شروط اسقاط النظام هي تعطيل دولاب الخدمة المدنية في الدولة. فالنظام انتبه لذلك مبكرا وعمد على تصفية كل العناصر المهنية من كل مؤسسات الدولة. فالانتصار على النظام يكون بتجريده من هذا الامتياز. احتلال المرافق الحيوية في الدولة من وزارات الي مباني حكومة وصالح خدمية الي سجون الي مكاتب الامن …. الخ.

في هذا الوقت، نعتقد بان هذه الانتفاضة قد نضجت، وإنها بلغت نقطة اللاعودة.  اقطاب وقيادات النظام الذين يصدرون الاوامر لاستخدام الذخيرة الحية لاغتيال المتظاهرين السلميين يعيشون في الاحياء السكنية المختلفة، يجب احتلال منازلهم، يجب القبض التحفظي عليهم وتعطيل فعاليتهم الي حين ساعة الحساب.

فترك مؤسسات الدولة والمرافق الحيوية في المدن المختلفة في حالة فعالية تعيق من اسقاط النظام واستلام الجماهير للسلطة، كذلك ترك من يصدر الاوامر لقمع المتظاهرين حرا طليقا يؤدي الي سقوط المزيد من الضحايا الابرياء. لذلك من الضروري تفعيل الانتفاض الايجابي، بالاستمرار في السلمية وفي نفس الوقت القيام بفعل إيجابي من شانه ان يضمن تمركز أصحاب المصلحة في التغيير في المؤسسات والمصالح الحيوية والسيطرة عليها، وفي نفس الوقت قبضهم التحفظي على قيادات الانقاذ سيحفظ الكثير من أرواح المنتفضين.

11/ التقدم بهاذين الفعلين الايجابيين سيضمن موقع قوة للثوار أكبر من مواقع كلا من نائب البشير او قائد الجيش او جهاز الامن والمخابرات، او غيرهما، وحينها الجهة التي تستطيع تنظيم هكذا فعل يهزم الفاشي ماديا ومعنويا ويستولي على مؤسساته ومرافق الدولة ويقبض علي رموزه ستكون اهلة لاستلام السلطة وإحداث تغيير ذات معني في بنية الدولة السودانية. ففقراء المدن ومهمشيها ومهمشي السودان من قاطني ما يسمي بالأحزمة السوداء أصحاب مصلحة حقيقة في تغيير بنية الدولة السودانية ولهم ان ينظموا أنفسهم حتى لا يتم تهميشهم في تغيير قادم هم من صناعه مرة اخري.

النضال مستمر والنصر اكيد

خالد كودي، بوسطن 9/01/2019

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.