الأحد , مايو 5 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / كي لا تسرق الثورة!

كي لا تسرق الثورة!

في اجواء الثورات عادة ما يكون هنالك متربصون بها لاجهاضها  وبالتالي يسعون بكل السبل لتمكين اخرين من سرقتها وغالبا ما يكون هؤلاء الاخرون قوة عسكرية نظامية او مليشيا عسكرية  قبلية او جهوية  ذات ثقل معتبر! وهؤلاء المتربصون  غالبا ما يكونون من جيوب الردة اي منتمون للوضع المهدد بالسقوط او الوضع المندحر  ولذلك مهمتهم هنا منطلقها ثأري انتقامي بسبب ما سيفتقدونه او ما افتقدوه من مكاسب حققوها من قبل بواسطة الوضع المدحور  ولذلك لن يقفوا مكتوفي الايدى  بل سيقاومون من اجل وجودهم  هذا الوضع الجديد بكل السبل قبل ان ينتصر وايضا بعد ان ينتصر حيث سيمارسون  بكل الوسائل القذرة التشكيك في قوى الثورة الجديدة  اي في ذممهم واخلاقهم ووعيهم  وذلك لاشاعة الفرقة بينهم وتأليب الشارع ضدهم  كي لايتوحدوا  تحت راية واحدة لان وحدة منصات المقاومة تحت راية واحدة لهو الضامن  الاوحد لاستمرار اي ثورة و ايضا الضامن للانتصار وايضا الضامن للتغيير ما بعد الانتصار..
فاذا نجح المشككون المنتمون للوضع المدحور وغالبا ما يكونون افرادا عاديين غير منتمين رسميا وعلنيا للوضع المدحور ولكنهم مستفيدون  منه وبالتالي تحركهم مصالحهم المرتبطة بالوضع القديم من اجل بقائها واستمرارها…ولذلك اذا نجحوا ووصلوا لمنصات المقاومة قبل التوحد حتما سيعملون بكل السبل علي الحيلولة دون وحدتها اي ترسيخ فرقتها كي لاتتوحد وبالتالي لن تنجز الانتصار وهو المطلوب ولكن اذا توحدت هذه القوى تحت منصة واحدة للمقاومة ستقل فرص الاختراق لهذه المنصة النضالية المتماسكة المتحدة  وستكون اقرب الى الانتصار…ولكن لن يتحقق الانتصار في حال اوضاعنا الراهنة في السودان على شاكلة تلكم الهبات التي عايشناها في انتفاضتي( اكتوبر وابريل)لان العصبة المختطفة للوطن عملت منذ مجيئها على سد كل الثغرات التي يمكن ان يتسلل منها ذات يوم  الثوار بغية اسقاطهم !!  ولذلك لاتوجد  لدينا اليوم نقابات حرة  لاستخدامها كاداة ضغط لانجاز  العصيان والاضراب بعدما استولى الطغاة على كل مفاصل الخدمة المدنية! وايضا لا توجد لدينا احزاب قوية موحدة بعد ان اخترقوها ومزقوها وشردوا افضل كوادرها للخارج … وايضا ما عادت القوات النظامية والخدمة المدنية فضاءات  قومية بل تم السيطرة  عليها بسياسات التمكين العقدي التي اتبعتها عصبة الحكم من اول ايام مقدمها الشؤم كي يضمنوا السيطرة امنيا ومدنيا علي كل مفاصل الدولة بواسطة الموالين لهم وبالتالي سيغلقون كل المنافذ التي يمكن ان يتسرب منها الثوار ذات يوم  اذا قرروا اسقاطهم!!
لكن الآن اندلعت هبة شعبية غير مسبوقة في زخمها وتمددها اذ  يتسابق شبابها للموت الكريم بكامل الجسارة والاقدام  وقد تمددت في كل ارجاء الوطن  وهي تحاصر النظام في كل  معاقل تواجده ولكن المعركة الفاصلة ستكون في مستقر  راس الافعي التي ظلت ولازالت توزع الموت باذيالها في كل بقاع الوطن المختطف..ولكن هذه الانتفاضة الشبابية  الباسلة  تحاصر الافعى من راسها  حتى اذيالها بحس وطني عال ذوب كل خطابات الفرقة التي حاول تبعيضنا وتمزيق وحدتنا  بها هؤلاء السفلة الطغاة… ومن هنا  تبدو لي انها انتفاضة ذكية مدبرة بتخطيط ماهر اي ليست امرا عفويا بحت كما ظللنا نتوهم  ذلك وكأن من يقودونها قاصرون   ولحسن الحظ يقودها جيل مقدام  متفتح في زمن العولمة الذي تشابكت وتثاقفت وتلاقحت  فيه معارفهم وخبراتهم  مع معارف وخبرات رصفائهم من شعوب شتى لها ايضا خبرات مقدرة في دروب النضال..ولكن التحدي السوداني في ان  شباب هذه الثورة الباسلة هم شباب  ولدوا وترعرعوا وتربوا في كنف دولة الهوس والارهاب والتدجين بغسيل الادمغة بخطابات الدين التضليلية  وهو ما ( جهجه) واربك  حسابات الطاغية الذي كان يحسبهم انهم  من الداجنين والمدجنين وايضا ( جهجهوا)  حساباتنا نحن ( جلاكين) النضال الذين لازلنا نعتقد حتى اليوم في ( المنفلة) كافضل خيار لتحريك عربة الثورة!!
  ان تظاهرات اليوم في بلادنا  هي الاقوى  والاذكى في تاريخ السودان الحديث ما بعد استقلاله  وهي تنطلق في ظل تحديات خطرة حيث لازالت العصبة فيها تهيمن على كل مفاصل الدولة عسكريا واقتصاديا وامنيا واعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا  وفي ظل انعدام  تام لكل المعينات التي ساعدت في انتصار هبتي ( اكتوبر وابريل) !!لكن ينشا هاهنا سؤال مشروع  حول كيفية الانتصار النهائي  في ظل هذه التحديات العظيمة وايضا ماهية فرص اجهاض وسرقة هذه الانتفاضة؟
نعم ستجهض هذه الانتفاضة اذا عجزت هذه القوى الثورية من الان  في انجاز وحدتها الكبرى على قواسم  واضحة تمثل البديل المعبر عن تطلعات الشعب لان وحدة  المقاومة المرتكزة على بديل واضح ستظل هي الضامن الاوحد  لاستمرار هذه الهبة التي يمكن ان تتحول الى ثورة حقيقية تنجز التغيير المنشود اذا استطاعت ان تقنع  الجماهير للوقوف خلفها بالبديل القادم المعبر عنها حينها ستدعمها بقوة هذه الجماهير لطالما ارتسمت امامها ملامح صورة البديل القادم  المعبر عن تطلعاتها وبالتالى ستبذل هذه الجماهير ولاءا عظيما لهؤلاء الثوار الحاملين لتطلعاتها ..ولكن هذا وحده لايكفي بل لابد من تحشيد الشارع لبناء الكتلة  المليونية الشعبية الساحقة التي ستكون سلاح هذه القوى الثورية في اكتساح اي قوة مدنية او عسكرية تحاول ان تلتف على الثورة لاجهاضها وسرقتها!
فلو استطعنا ان  نحشد هذه الكتلة المليونية الشعبية الساحقة  قطعا سننتصر وننجز التغيير المنشود وهو امر ممكن في عاصمة صارت تضم ثلث سكان الوطن تقريبا وهم اكثر من عشرة ملايين مواطن هم مجموع تعداد قاطنيها اليوم حسب خارطتها السكانية الجديدة  خاصة بعد نزوحات معلومة من بؤر  الحروب الجائرة في بعض هوامش الوطن المسكونة بالموت الرسمي حيث اضطرت للانتقال لذات العاصمة الموبوءة بالطاغية وكلابه  وهذا رصيد عظيم لبناء هذه الكتلة  الشعبية المليونية  الضخمة بدماء  ثورية جديدة عاشت الموت والجوع والاحزان والالام في مناطق اقاماتها التي شردت منها و لازالت تحت مرمى طائرات وراجمات الطاغية..وحتما نزوحها وقربها اليوم من جحر الطاغية وكلابه سيحفزها اكثر للثأر والانتقام  وبالتالي لن يتوانوا في رفد مسيرة الثورة المندلعة الان  بالثوار الشجعان لبناء هذه الكتلة الشعبية المليونية الساحقة للطغيان في قلب الخرطوم ( مكان الريس بنوم والطيارة بتقوم) وحينها سيكون النصر حليف الثوار الاحرار !!
هشام هباني

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.