من تجمع ضباط الشرطة الوطنيين

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالي
ولاتحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم وافئدتهم هواء
صدق الله العظيم .

الحاقا لبياننا السابق  نخاطب اليوم  الإخوة قيادات الشرطة وكل منسوبيها  من ضباط وضباط صف وجنود الشرطة الذين يتعاملون مع التظاهرات التي انتظمت  البلاد  هذه الأيام  ونقول لهم ونذكرهم  بأن رب العزة من فوق سبع سماوات خاطب الخلق بما فيهم الرسل والأنبياء بأن للنفس حرمة مقدسة يجب عدم المساس بها إلا بالحق ، وهو القصاص وحالات أخري فصلتها القوانين  ، اليوم اجتمع بكم رئيس النظام يخاطبكم ترهيبا وتارة  ترغيبا طالبا بل آمرا أن تتصدي الشرطة للمتظاهرين بل افتي بجواز القتل قصاصا في تحريف شائن لمقاصد القران الكريم والرجل الان يرتجف من مآلات الأوضاع السياسية مسدودة الأفق والأوضاع الاقتصادية متردية الحال وهذا بسبب ما اقترفت  يداه وايدي بطانته من اللصوص والقتلة .
الإخوة قيادات الشرطة
نحن إذ نخاطبكم اليوم واضعين نصب أعيننا الموقف الحرج الذي وضعتكم فيه هذه السلطة الغاشمة الظالمة ونود  ان نذكركم بأن مثل هذه اللحظات والمواقف تستبين  فيها معادن الرجال وتتمايز فيها الصفوف حقا وباطلا  ، 
واصطحابا لتاريخ الشرطة المشرف ووقفاتها الوطنية الصادقة وانطلاقا من ارثنا التليد في مواجهة الظلم منذ إضراب البوليس الشهير عام ١٩٥١ووقتها السودان كان تحت استعمار اكبر إمبراطورية شهدها العالم فهذا الاضراب كان شرارة ثورة الاستقلال فيما بعد .
كما خاطب قوش الاعلام وكافة اهل السودان متجنيا  على الشرطة ومحاولا تحميلها  مسؤولية  الأرواح  التي ازهقت  خلال  الأيام  الماضية  فهاهو البشير يريد أن يوردكم موارد الهلاك والصغار ، البشير انسان قاتل ومجرم وملاحق من قبل العدالة الدولية ويائس وحياته وحياة اهله ومن هم حوله مرتبطة  بوجوده على قمة السلطة وهو سوف يدافع عن سلطته بقصد البقاء على قيد الحياة اذن هو صاحب مصلحة في تقتيل الابرياء ومن يرغبون في العيش الكريم  يبقى  منسوبي  الشرطة لا يوجد سبب واحد يجعلهم يستمعون لمخبول وجاهل وغبي مريض بالسلطة وينصاعون  لتعليماته  وينفذون رغباته الدنيئة في تقتيل الناس ليعمر هو في السلطة ويستمتع هو وأسرته  بخيرات بلد على الشيوع ، الشرطة ما زال سجلها نظيف وناصع ومشرف بشهادة الشرفاء من أهل السودان وهذا شيئ يتسق مع تاريخها   الحافل بالأعمال  الجليلة المنحازة تماما  لخيارات الشعب السوداني  ، أي انزلاق في عنف اعمي يريق الدماء  كما يرغب القاتل البشير سوف يخصم  من رصيد  هذه المهنة العظيمة  وسوف يلاحقكم العار وارواح الشهداء  وتحل بكم اللعنات وباسركم وسوف تفجعون  في اعز ما تملكون  وهذا وعد الله للظالمين ، رفقا بأنفسكم  واسركم  أيها الكرام  ،  أفضل  لكم ملايين المرات مغادرة هذه المهنة بشرف بدلا عن تحمل مسؤولية أرواح  بريئة ، لا تريقوا  الدماء فتحل  بكم اللعنات  ودعوة المظلوم  ليس بينها وبين الله حجاب اتقوا الله في اسركم  واولادكم  وصحتكم  ، فاليخرج البشير وإخوانه والقطط السمان ويواجهوا  الشعب الذي اذلوه  وافقروه واذاقوه  الامرين  وليس انتم الذين نعرفكم  ونعرف أن مرتباتكم  لا تكفيكم  لأسبوع  واحد ، القصاص الذي تحدث عنه هذا الجاهل الارعن مكانه سوح المحاكم وانتم لستم  قضاة لتقتصوا  من أحد   ومهنتكم تحتم عليكم حماية أرواح الناس وليس ازهاقها  ، نراهن على حصافتكم  ومروءتكم وانحيازكم للغلابة  والمساكين والجوعى  وليس للصوص والقتلة ، هذا النظام المنحط انفض  من حوله أكثر الناس موالاة  له الم تستمعوا  لتسجيلات  الكودة اخوان  والجميعابي  وصلاح كرار وغيرهم   من القافذين من  المركب الغارق  ، عليه نناشدكم بحق الوطن وأهله الطيبين وبحق زمالة الشرطة المقدسة أن لاتنجروا وراء هذه الخدعة بل الفتنة الماحقة وان أحنيتم ظهوركم  ووطأتم رؤوسكم  لمخطط الحكومة لاراقة دماء اهل السودان فاعلموا أن التاريخ سيسجل لكم موقفكم أيا كان ذلك الموقف ونحذركم مرة أخري أن لكم أبناء وبنات واقرباء فهل ترضون لهم القتل لكي تظل السلطة بيد البشير الذي حكم ثلاثون عاما حسوما ويطمع في المزيد
ناسيا ومتناسيا قول المولي عزوجل :       
وتلك الأيام نداولها بين الناس ،
وختاما نقول للإخوة في قيادة الشرطة أنه قدركم أن توليتم زمام الأمور في هذا المنعطف الخطير والمفصلي فكونوا قدر الامانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها ونعيذكم أن تكونوا من الجهلاء  والظالمين ،
اللهم انها شهادة قد ابلغناها وانت اعلم بما في الصدور ونختم بأن نقول يافعال لما يريد يامن تعلم مانريد
نسألك نصرا عزيزا وفتحا قريبا
رب افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين .
المجد لشرطة  السودان العظيمة  والخزي  والعار  لكل قاتل  وضيع .
تجمع ضباط الشرطة  الوطنيين
٣١/ ديسمبر/ ٢٠١٨ .