المسيح قام…المسيح قام…بالحقيقة قام.

المسيح قام…المسيح قام…بالحقيقة قام.
………
شكرا لكل من راسلني مهنئا بالاعياد…أعياد تشمل الاستقلال وبداية العام والكريسماس وقبلها مولد المصطفى المعصوم (ص).
………
ليلة الامس وحتى فجر اليوم كانا عصيبين ..كنت وحدي وأسئلة تبعثرني بعثرة…هل نحن صادقون؟.
هل نحن صادقون سؤال تنشطر منه آلاف الاسئلة تشمل كل سعينا..وقولنا..وفعلنا..وفكرنا الذي نرميه على أسماع الناس بلا مقدمات ولا مناسبات…ونحرص ان يهزوا لنا رؤوسهم ويقولوا حسنا…نحن معكم.
……….
سألت نفسي…هل انا صادق؟؟؟
هذا السؤال مزقني تمزيقا…
عممته على كل ما أؤمن به..وكل ما أنادي به.. وكل ما أفعل فيه..
……….
وكم هي عصية الاجابة عليه…آلاف المواقف تمر بي لتحدد لي نتائج الامتحانات…لي..ولغيري.
……….
ما دفعني للكتابة هو كم الرسائل المهولة واطنان التبريكات والبطاقات الموردة التي تم تداولها يوم وليلة الامس حول الاستقلال ورأس العام…وقبلها الميلادين المجيدين… كنت اتأمل محتواها…وما بها من أمنيات طيبات…
آلمني جدا أن يكون بعضها قص ولصق…وشكرا.
وكذلك هو حال السنين التي مضت…والاعوام الماضية.
……….
سأجد تبريرات لا متناهية حول ما أكتب..ولن تخرج عن كونها تبريرات…سأجد ردودا..وهي ليست سوى ردود.
………
للذين ينتمون بذواتهم لكل الذوات…لمن آمن بالانسان والإنسانية حد الانصهار..للذين في ارواحهم ونفوسهم وقلوبهم وعقولهم بذرة إنتماء للغير..للذين يعتقدون أن الغد صناعة يؤيدها القدر وتؤيده…لمن يؤمن بذاته ذاتا في ذات الغير.. وللمنتمين للانسان والاخلاق والمعرفة…للمنتمين بلا حدود ولا قيود ولا شروط للآخرين ويؤمنون بحتمية وضرورة التغيير :
لكم أيها الأماجد أكتب :
إن مناسبات كالاعياد وذكرياتها ومحتوياتها ومدلولاتها ما هي الا ايام تترى ما لم تحمل بداخلها معانيها المحققة وجدانا والمؤكدة واقعا حسيا ومحسوسا…المعقول ما طابق العقل.. وكان معقلا له…وما لاطف الذهن واستلطفته النفس.. غير ذلك فليس سوى مستوحش الواقع وافرازاته ونتائح افعال اخرى تراكمت حتى كونته.
إن الركون لذلك إستسلام وتماهي وتحايل وتعايش قسري أقرب لبيت الطاعة المحكوم بقسر قضائي يحتكم لعرف سمج.
إن ما لا يتطابق وعادل تطلعاتنا ورغباتنا وآمالنا وحقوقنا ما هو إلا تبرير للذات المهزومة امام الواقع المفروض فرضا بعدة عوامل أهمها على الاطلاق هو ركون ذات الفرد للانكسار وتسمية ذلك تسليم…بينما هو إستسلام وهزيمة وانكسار وتباضع وتبعض…تجزؤ وتشظي وتفتت للذات حد الفناء…رحلة في السقوط والاستسلام تتصاعد حتى تنتج من فعل الرفض حالة لتقمص حالة الاضطهاد وادواته ووسائله وانظمته…حالة تمضي بالمضطهدين درجة ان يتقمصوا سلوك الذي اضطهدهم.. حتى يكونوه.
………
هل نعايش ونعيش الآن هذا الواقع في كلياته؟
نعم.
……..
اننا نرسل في التبريكات والامنيات والدعوات الطيبات لبعضنا البعض ونتبادلها في تداول لا يخرج من اطار الهيروين العظيم الذي يثخن عقولنا بوعي…في اللاوعي.
لن يجدي الكلام..ولن تجدي الاماني..ولا غيرها ما لم نعتبر ما نتمناه هدفا يجب ان نسعى لتحقيقه.
………
نتمنى اعواما حافلة بكل جميل..واياما سعيدة واوطانا حره…
ثم ماذا؟.
لا شي…امنيات فقط…
ثم نعاود في اول الساعات التي تلي هذه الفعاليات لنفس الروتين الممل…
………
للمنكمشين في كهوف جنوب كردفان-جبال النوبة-.
للمتكدسين في المعسكرات بدارفور…
للمحروقين في النيل الازرق…
للمهجرين في شمال البلاد…المناصير وعبري وعموم متأثري السدود..دال وكجبار.
للجوعى والفقراء بشرق البلاد…
للمجرفة مشاريعهم بالجزيرة..والنيل الابيض…
للمرضى بالمستشفيات…ولمن لا مستشفيات لهم…
للذين يطحنهم الغلاء في عموم الوطن…
للذين تطفر منهم الدموع وهم يغادرون الفصول بعد عقابهم لعدم إيفاء آباءهم بجبايات مكاتب التعليم…
لمن يغادرون قاعاتهم في الجامعات نتيجة العوز والفاقه…
للمشردات والمطاردات امام هجمات المحليات ومتحصليها…
لماسحي الاحذية…المشردين واللاجئين والهاربين…
للمعتقلين والمضطهدين والمهمشين والمهشمين…
للقابضين على الزناد بيقين النصر…
……..
لسودان المهجر…
……..
لارواح شهداء الوطن.
………
لغيرهم ممن انحاز بلا هوادة لثورة تنبش جذور الطغيان وتسحقها سحقا…ثم تعيدنا للوجود بنحت من فولاذ ولحن من دماء.
………
لمن كفر بالحوار وتمسك بكامل الحقوق واولها القصاص وتعويضات المتضررين من الحروب ورد الحقوق العامة والخاصة وانصاف من طاله الظلم وأولهم المفصولين تعسفيا.
……….
لمن لا يراهن بغير ثورتنا الظافرة…
………
لكم جميعا يا أصمد الاحرار وانبل الشرفاء…
مضى يوم اعقبه يوم ونحن جميعا على وعد لن نخلفه…
ثورة ولو على جماجمنا تهيئ للقادمين واقعا لا حياد عنه…
ثورة يصنعها فعلنا الذي لا مفر منه ولا منها.
………
إنني أيها الكرام قضيت ليلتي بينكم..ووسط آهاتكم أختبر صدقي… ووجدت أن النتائج هي التي تحمل الاجابات…الاجابة ليست معي ولا معكم…بل مع نتائج ما سنفعل معا.

………
لكم كامل انتمائي.

علاء الدين الدفينة.