الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *سيناريوهات قادم الأيام وصراع الإرادات*

*سيناريوهات قادم الأيام وصراع الإرادات*

*د. أحمد بابكر*

عند تضييق الخناق على الأنظمة الديكتاتورية الفاشلة والتي تطاول بها الأمد والفشل، وعند ظهور علامات انهيارها وعزلتها عن الجماهير، تكون هناك عده سيناريوهات للتغيير خاصة في بلد مهم واستراتيجي مثل السودان، فجميع أصحاب المصالح يحاولون تجيير وتوجيه التغيير لمصلحتهم، سواء النظام وحلفاءه أو القوى الدولية المهيمنة أو بعض القوى الإصلاحية التي تريده  تغييراً شكلياً لايمس مصالحها ووضعيتها التاريخية.
لذلك هناك سيناريوهات محتملة للتغيير في السودان بعد وضوح دلائل وإشارات انهيار  نظام الحركة الإسلامية:

*أولاً: سيناريو إنقلاب قصر* وهو تغيير يتم من داخل بيت النظام مستخدمين فيها اسم القوات المسلحة، مستغلين فيه رغبة الشارع في التغيير، وهو تغيير هدفه الأساسي الحفاظ على استمرارية هيمنة الشريحة التي استفادت من فترة الإنقاذ واغتنت، مع استخدام تكتيكات شبيهة بتكتيكات المجلس العسكري إبان فترة ما بعد إنتفاضة مارس/أبريل المجيدة، حينما تمت محاكمات شكلية، وتم الإبقاء على كل مرتكزات بقايا وسدنة نظام مايو الذين انقضوا على الديمقراطية في 89 واختطفوا البلاد إلى يومنا هذا.

*ثانياً: سيناريو بديل إسلامي من ذات الجماعة* ولكنهم يعملون الآن تحت مسميات مختلفة، وهؤلاء سوف يحاولون الوصول لتفاهمات مع الغرب ودول الإقليم بالحفاظ على مصالحهم أو على الأقل إتاحة مساحة لهم للتواجد في الساحة السياسية وهؤلاء شكلوا تجمع يمكن مستقبلاً أن تنضم اليه القوى الطائفية، هذا التغيير يكون مصحوباً بلغة تصالحية مع الجميع وفيه قطيعة مع الإنقاذ كتكتيك يساهم في قبوله.

*ثالثاً: هناك سيناريو بدأ بتكوين نداء السودان وانتهى بتفكيكه* حيث تم وضع الحركات في مسار إتفاق برلين، وتم استبعاد تنظيم عقار /عرمان والمؤتمر السوداني ومعهم بعض المسميات الهلامية من المعادلة القادمة، وسيكون الإمام الصادق المهدي رقماً مهماً في هذه المعادلة ويكون الحشد المتوقع لاستقبال الإمام الصادق المهدي بمثابة رسالة مهمة بموقعه في المعادلة السياسية ولإلباسه مشروعية تخوله لقيادة حوار باسم المعارضة مع النظام، يفضي لتسوية تساهم في ترقيع النظام واستمراريته، غالباً بعدم وجود البشير مع إيجاد ضمانات له بعدم ملاحقته من المحكمة الدولية وكذلك ضمانات لأسرته وحاشيته للاستفادة مما نهبوه طيلة ال30 عاماً، دعاة هذا التغيير قد يتوافقون مع دعاة السيناريو التاني وهم الإسلاميين.
ضمن نفس السياق نلاحظ في لقاء أديس الأخير المحاولات المستميتة من الحركة الشعبية عقار/عرمان ومعهم المؤتمر السوداني على تماسك ووجود منظومة نداء السودان لذلك كان إصرارهم على أن يكون الحديث باسم نداء السودان وأن تضم الاجتماعات جميع أعضاء نداء السودان لأنهم اكتشفوا أخيراً أنهم لم يكونوا سوى أدوات تم استغلالها، والآن انتفت الحاجة لهم، خاصة بعد أن رموا بكل  ثقلهم وراء الإمام ليكون لهم دور في التسوية، وهذا يوضح عدم قراءتهم لتعامل الإمام الصادق المهدي في التحالفات ولو رجعوا لتجربة تحالفه مع الشريف حسين الهندي في الجبهة الوطنية وتجربته مع التجمع الوطني الديمقراطي وتجربته في قوى الإجماع، لما حدث لهم ماحدث الآن، لكن بعض الساسة السودانيون يحفظون التاريخ ولكنهم لايفهمون دلالاته.
هذا السيناريو يعتبر الأخطر لأنه سيحافظ على كل مرتكزات النظام وسيرهن البلاد بشكل كامل للشركات الأمريكية والأوربية وسيكون من يحكم مجرد وكلاء لهذه الشركات.

*رابعاً: هناك سيناريو الثورة الشعبية* الذي تعبر عنه قوى  التغيير الجذري،وهو تغيير إذا حدث، فهو العاصم من أي ردة مما يشكل ضمانة لنجاح التغيير ووصوله لأهدافه وتحقيق غاياته، وكذلك يشكل حصانة من أي انحراف بالثورة من قبل قوى الردة، ويمنع تدخلات وتداخلات القوى الدولية المضرة بالقضية وبالمصلحة الوطنية.
لذلك يجب الحرص على تنفيذ السيناريو الأخير وهو السيناريو المعني بالتغيير الجذري والذي ينسف كل سيناريوهات المؤامرة على الشعب والوطن، وتوفير كافة مستلزماته وآلياته.
*وكما كتب د.عمر كبير مستنهضاً قوى الإجماع* بإعتبارها تدعو لإسقاط النظام ونسف كل مرتكزاته، كتب مستنهضاً لها:
*(قوي الإجماع الوطني الآن الآن وليس غدا هو زمن حوبتكم يا تتقدموا الصفوف يا بتبقوا انتوا والنواعم في أديس ابابا واحد ولا فرق بينكم وبينهم الا بالصبر.. الشارع استوى فهل من طليعة تتقدمه؟)*
ماسيحدث في قادم الأيام سيكون *صراع إرادات* كبير، سيكون الشعب والطليعة المؤمنة بالتغيير هي رمانة الميزان في هذا الصراع، فإذا حدث أي خلل في عمل الطليعة والعمل الشعبي الثوري سوف نرجع للمربع الأول وهو تزييف التغيير وتزييف إرادة الجماهير.

*خاتمة:*
*إذا استبق الحراك الجماهيري أي تسويات مع النظام هذا التحرك يضع قوى التغيير الجذري أمام مسؤوليات ضخمة وتاريخية وعليها أن تتحملها مهما كانت التضحيات لحماية التغيير من السرقة كما حدث في أكتوبر وأبريل وهنا يجب عليها عدم المساومة في عزل قوى التغيير الشكلي والسطحي تحت أي مبررات كانت.*

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.