الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *في وداع الفنان ابراهيم حسين*

*في وداع الفنان ابراهيم حسين*

*أميرة عمر بخيت  *

فارقنا الحبيب وماكلمنا مالو ..
ما خلي العيون تتأمل جمالو ..
يومن ما سعيد من دنيتنا شالو ..!
في صباحية عادية من صباحيات سبت هادئ طالعت كعادتي الواتس اب وكالمعتاد لم اقرأ رسائل المجموعات فأنا اكتفي بمسح غالبية القروبات مالم ألحظ وجود خبر مهم ولكن ما لفت انتباهي وقتها هو اسم قروب لم اعتاده وهو  “السنين يا حليلنا عدّو” تعجبت ولكن سرعان ما تذكرت عادة قروب منتدى عكس الريح الذي اعتاد اعضاؤه أن يسموا القروب بما يشير  للأحداث المهمة في حينها للفت نظر الأعضاء. قرأت هذا المقطع ولم أفهم المقصود ولكن  اجتاحني شعور عميق بالشجن والحنين وسرحت بخيالي بعيداً وأنا ادندن بالأغنية. فتحت القروب وبدأت مراجعة الرسائل لأفهم سر التسمية حتى فجعت بالخبر الحزين ونعي الفنان ابراهيم حسين.

أشهد أني قد حزنت جدا لوفاة العظيم وردي، تألمت لرحيل زيدان، السني الضوي ومحمدية وبكيت لمرض ووفاة محمود عبد العزيز و لكن رحيل ابراهيم حسين اجرى من عيني دموعاً ساخنة وحنينة بحنية ” نحلّف قلبك القاسي بكل حنان مودتنا .. بافراحنا وبي اشواقنا وبي لهفة محبتنا .. رضينا عذابنا في حبك حرام تتناسى ريدتنا”
جرت دمعتي وانا استرجع ذلك الغناء النبيل   “تعيش انت ويدوم خيرك .. تعيش و الدنيا ما تضيرك ولو جارت عليك أيام تعال لعيونا بتجيرك” و ” يا غيمة نهار الصيف كان لاقيتي غطيهو .. ويا أيام قدر ما تقسي بالحنية لاقيهو .. وكان طلانا من تاني بندّي عمرنا بالفيهو “
ابراهيم حسين فنان تنضح أغانيه رقةً لا تضاهيها رقة أو عذوبة. ما أن تستمع لأغنية من أغانيه الا وتغمرك مشاعر ناعمة وندية وتعتريك نفحة صوفية يتسع لها قلبك ككونٍ قادرٍ على احتواء العالمين.

في 6 يناير 2012 و كمثل كثير من المبدعين تم تكريم الفنان ابراهيم حسين مع نخبة من الشعراء و الفنانين و من لهم يد بيضاء على الإنسانية بواسطة منتدى عكس الريح -لاعضائه أجمل التحايا وأعظم المحبة- في يوم التكريم هذا تساقطت قطرات غالية من أعين الإنسان ابراهيم حسين معبراً بها عن امتنانه وهو لا يعلم أن الإمتنان جله واكمله له هو لما اسعدنا بالشجو و الطرب الأصيل. حكى حينها شقيقي بروفسير معز عمر بخيت، رئيس المنتدى عن حادثة ملهمة حدثت له مع مريضة بحرينية تدعي نجمة وانها كانت مصابة بصداع رهيب و انه لما علم بأن لحالة المريض النفسية بالغ الأثر  في هذا الصداع مازحها بأغنية “نجمة نجمة الليل نعدّو و السنين يا حليلنا عدّو و انت ما عارف عيونك لما تسرح وين بودّو ” حكى كيف ضحكت و انفرجت اساريرها و بادلته عذب الحديث عن الفن والشعر والغناء الى أن هدأت نفسها و طابت وتعافت من أوجاعها والآلام. شكره د. معز نيابةً عنا واصفاً اياه بطبيب القلوب فصفق الحضور بوجدانهم قبل اياديهم تقديراً لهذا الفنان العملاق و رددوا أغانيه حتى طربت كل ذرات الهواء.

سيدي ابراهيم حسين عشت هادئاً و رحلت هادئاً لكنك لم تعلم كم اثرت بإبداعك هدير مشاعر فياضة وكم آنست بلطيف شجوك قلوباً منهكة وملتاعة وكم مسحت بجميل النغم عنهم رهق الوجدِ والإشتياق فنم قرير العين هانئاً بقدر ما اسعدتنا واطربتنا و لتعلم أننا سنظل ننهل من “حنانك يا معذبنا” ما نفتقده في زمان لا يحتويك و لتعلم أننا سنردد بعدك ما حيينا “عشناك غنا يا أجمل منى ان شاء الله في عشة هادية فرحة تلمنا” و يا الله في جنة عالية فرحة تلمناالا رحم الله الفنان ابراهيم حسين و عفا عنه و ادخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين

و

رحلتو بعيد نسيتو الريد و الحنان
الإلفة الجميلة والسعد اللي كان
لكن فرقتنا أقدار الزمان

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.