السبت , مايو 11 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / وثائقيات سودانية / كلمة رئيس الجبهة الثورية السودانية بمناسبة عيد الاستقلال الستين للبلاد

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة رئيس الجبهة الثورية السودانية بمناسبة عيد الاستقلال الستين للبلاد
تهنيء الجبهة الثورية السودانية الشعب السوداني الأبي في قطاعاته كافة بمناسبة المولد النبوي الشريف و عيد ميلاد المسيح عليه السلام و رأس السنة الميلادية الجديدة و تحييه تحية إعزاز و تقدير بمناسبة مرور ستين عاماً على خروج المستعمر الأجنبي من أرضنا الطاهرة و أيلولة  أمر البلاد إلى بنيها.

كلمة رئيس الجبهة الثورية السودانية بمناسبة عيد الاستقلال الستين للبلاد

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة رئيس الجبهة الثورية السودانية بمناسبة عيد الاستقلال الستين للبلاد
تهنيء الجبهة الثورية السودانية الشعب السوداني الأبي في قطاعاته كافة بمناسبة المولد النبوي الشريف و عيد ميلاد المسيح عليه السلام و رأس السنة الميلادية الجديدة و تحييه تحية إعزاز و تقدير بمناسبة مرور ستين عاماً على خروج المستعمر الأجنبي من أرضنا الطاهرة و أيلولة  أمر البلاد إلى بنيها.
تكمل بلادنا عامها الستين من خروج المستعمر الأجنبي و الحروب دارت و ما زالت تدور رحاها في في مساحات شاسعة من أرض الوطن، و طائرات النظام تصب حممها على الأطفال و النساء و الشيوخ في القرى الآمنة، و مليشياته من البرابرة يعيثون في الأرض فساداً و يهلكون الحرث و النسل، و تقتتل القبائل فيما بينها بسلاح النظام و آلياته و تدريبه و تمويله، و الملايين من أبناء الوطن و بناته لا يزالون يرزحون في معسكرات الذل نازحين و لاجئين، و يهلك شبابه في الصحاري و البحار في بحث مستميت عن حياة آمنة و مستقبل واعد.
إن كان الاستقلال يعني التحرر بمعناه الواسع، فقد مضت ستة عقود كاملة منذ خروج المستعمر الأجنبي من أرضنا و شعبنا اليوم أحوج ما يكون إلى الحرية. بلادنا تدخل عقدها السابع من نيل الاستقلال السياسي و ما زالت زنازينها ملأى بسجناء الضمير، و حرية التعبير و التنظيم و الاجتماع و الانتقال ملك النظام المستبد و أجهزته الأمنية يمنّون بها على أهل الولاء و يصادرونها عمن سواهم أنى شاءوا. خرج المستعمر من بلادنا قبل عقود ستة و لم يتحرر شعبنا بعد من الجوع و الخوف و المرض و الجهل!
تستقبل بلادنا عيد استقلالها الستين، و لا يجد شعبنا للعيد طعماً و هو يتلوى من المسغبة و العيش الضنك الذي فرضته عليه سياسات النظام الاقتصادية. فقد صنعت هذه السياسات الرعناء التي تسخّر للحرب كل ما يتبقى من نهب المفسدين من إمكانات البلاد، و لا تضع ل”قفة ملاح” المواطن حساباً في أولوياتها، صنعت هذه السياسات طبقة صغيرة من الأثرياء المتخمين، و أحالت غالب الشعب إلى جيوش من البؤساء الذين يلهثون ليل نهار لتوفير ما يسدون به رمق أطفالهم و لا يفلحون. و مما يزيد الأمر ضغثاً على إبالة نذر المجاعة و المحل الكاسح الذي يتهدد قطاعات عريضة من الشعب و ماشيتهم في العام الجديد. تستقبل بلادنا عيدها الوطني الستين و قد أخذ الحصار الاقتصادي و العزلة الدبلوماسية بتلابيبها، و رهنت أمرها إلى صندوق النقد الدولي الذي يفرض من الوصفات ما يعين على استرداد ديون المقرضين دون مراعاة للعنت الذي يقع على المواطن جراء هذه الوصفات، و عادت صفوف الخبز و الغاز و البنزين اللعينة تزيّن ما تبقت من ساحات العاصمة و المدن الكبرى و طرقاتها. يحل علينا عيد الاستقلال المجيد هذا العام و قد لحقتنا لعنة الاعتماد على سلعة صادر واحدة، و حفيت أقدام الحكّام يستجدون التمويل بكل الوسائل و وفق كل شروط السخرة دون جدوى.
نستقبل عيد الاستقلال المجيد، و قد صار شعبنا و بلادنا رهينة لرئيس هارب من العدالة الدولية، و صار اسم بلادنا في رأس كل قائمة مذلّة للوطن و المواطن، و في ذيل كل قائمة يكون فيها البلاد مكان فخر و إعزاز، و لم تكن بلادنا في يوم من الأيام أقرب إلى الدولة الفاشلة من يومنا هذا. 
و لكي نخرج من الدائرة الخبيثة التي نحن فيه، و يكتمل استقلالنا بحق و يهنأ به شعبنا، و يجد مسوغاً للاحتفاء به، لا بد من الآتي:
إيقاف الحرب المدمرة التي أتت على الأخضر و اليابس في دارفور و النيل الأرزق و جنوب كردفان عبرعملية سلمية جادة تتوافر على إرادة سياسية  حقيقية تخاطب جذور المشكلة السودانية المتمثلة في الفشل في إدارة التنوع و استثماره إيجاباً و الركون إلى التهميش و الاقصاء السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي للغالبية العظمى من سكان البلاد، و العمل على إزالة آثار الحرب و ما ترتب عليها من نزوح و لجوء و احتلال لأراضي الغيربجانب تعويض المتضررين على المستوى الفردي و المجتمعي و الوصول إلى ترتيبات أمنية تضمن الأمن و الاستقرار في البلاد.
العمل على استعادة الحريات العامة و الديموقراطية و دولة القانون و المواطنة المتساوية و احترام حقوق الإنسان عبر تحقيق السلام الشامل و الحوار الحر المتكافيء المفضي إلى قيام حكومة انتقالية تتولى تنفيذ اتفاقيات السلام و مخرجات الحوار. و لن يتحقق مثل هذا الحوار دون مشاركة كافة القوى السياسية و تنظيمات المجتمع المدني في مؤتمر تحضيري جامع يضع أسس الحوار و ضوابطه و يضمن حياده و تنفيذ مخرجاته و ذلك وفق قرارات مجلس السلم و الأمن الإفريقي رقم 456 و 539.
خيار الحل السلمي الشامل و الحوار المتكافيء المنتج هو الخيار الإستراتيجي الراجح و الأقل تكلفة بالنسبة للوطن، و لكن إذا تمادى النظام في اعتماده على الحلول العسكرية الأمنية، و الصفقات الجزئية، و أصرّ على تمسُّكه بحوار الذات الذي يجري في قاعة الصداقة و المراد به تزييف إرادة الشعب و اعادة انتاج الانقاذ بشيء من مساحيق التجميل ، فلا مناص من تعبئة شاملة تتولد عنها انتفاضة شعبية عارمة تسقط النظام و تنقل البلاد إلى عهد ديموقراطي جديد.  
لن يتحقق السلام الشامل و لا الحوار الجاد إلا بمعارضة قوية موحدة على أساس برنامج حد أدنى ، و تنظيمات مجتمع مدني تحسن أداء مهامها. مثل هذه المعارضة هي وحدها القادرة على استنهاض الشارع العريض و فرض إرادتها على النظام و على المحيط الإقليمي و الدولي. و لن يتحقق وحدة المعارضة و تنظيمات المجتمع المدني إلا باحترام العهود و المواثيق المبرمة بين هذه القوى، و الحفاظ على التحالفات التي تكونت على أساسها و آخرها قوى نداء السودان. و يجب ألا تتوقف رحلة توحيد المعارضة السودانية عند محطة قوى نداء السودان بمكوناته الحالية، بل يلزمنا العمل على توسيعه و تطويره ليكون قادراً على القيام بمهمة التغيير المنوطة به والتعبير عن تطلعات الشعب و آماله في دولة ديموقراطية حرة و مزدهرة.
 
إلى حين تحقيق السلام العادل الشامل، علينا جميعاً العمل على استعادة كرامة الإنسان السوداني في معسكرات النازحين و اللاجئين في دارفور و جنوب كردفان و النيل الأزرق و في دول الجوار بتوفير الماء و الغذاء و الكساء و المأوى و العلاج و لهم و ضمان تعليم أبنائهم عبر استنهاض طاقات المجتمع السوداني المتكافل من جهة عبر منظمات الإغاثة المختصة المحلية و الدولية من جهة أخرى.
و أخيراً و ليس آخراً، أهنيء القابضين على الزناد و المرابطين في الثغور من ضباط و ضباط صف و جنود الجبهة الثورية بكل المناسبات السعيدة التي توالت هذه الأيام، و أجدد العهد مع الشعب السوداني نيابة عنهم بأننا رهن إشارته و لن نخون العهد و الوطن أبداً.
أمنياتنا الخالصة بعام جديد مليء بكل خير، و السلام عليكم و رحمة الله

د. جبريل إبراهيم محمد
رئيس الجبهة الثورية السودانية
31 ديسمبر 2015

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.