Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
قصة قصيرة
لم يكد يسحب سريره الى منتصف ما يعرف بغرفته ليتنسم من نسيم مروحة سقف الغرفة ذات السقف البلدي المكون من الحصير والاخشاب والقنا المفروش من فوقها أغصان او اوراق نبات او شجر الموز و كخط تقسيم المياه يشق السقف الى جزئين ذلكم القضيب الحديدي المعروف باسم الكمر وكما هو معروف ان مثل هذه السقوف يستمد رطوبته من اعلاه من الخارج بروث الابقار والأغنام والحمير والحصين الشاربة من موية النيل مع غسق المغارب المعالجة كيميائيا.
كانت الغرفة ذات بابا مطلي باللون البيجي من الخارج والتي من الداخل بقيت على نفس هيئتها الأولى صدئة عارية لم تخرج من بين الصلب والترائب انما كما ولدتها امها في مصانع إنتاج الحديد والصلب. يعلوها الصدا ورغم عن ذلك لم تتأكل وصورته المعلقة في منتصف الحجرة ذات الاطار الاحمر على الحوائط المطلية بالاصفر وثلاث سراير ذهبية الطلاء مقوسة وسماعات الة التسجيل على الحائط وتلفزيون انتيكي ماركة شارب من النوع الذي يحتاج مديدة دخن مع اللبن والبسبوسة اذا راودتك نفسك حمله او تحويله من مكان لاخر.
كان للتو اتي من اكثر مشوار يخشاه ويتجنبه وتعتريه حالة عدائية عندما تناديه والدته في يوم شديد الحرارة يمكن ان تكون بديلا لما نادته من أجله الوالدة هذا الذي يخشاه خصوصاً في شهر مايو وبعد مفاوضات وشد و جذب مع الوالدة استخدم فيه جميع انواع الاحتجاج السلمي وكاد ان يتعداه للاف المحذر منها جهالة في وقته ذاك استخدمت امه معه سلطاتها العليا الحازمة في ذلك الوقت وبلغة صارمة استجاب على مضض.
اتى صديقنا والشمس التي تنضج لحوم البشر واللحوم البيضاء والحمراء وهو يدفع أمامه انبوبة غاز توتال الحمراء يدفعها مرة باليمنى وتارة باليسرى من محل الغاز شمال نادي الامير والخور الكبير وما ان انتهى من إجراءات تركيبها مع البتوغاز وهم بدخول الحمام لمساعدة اجهزة تبريد جسده التي تخلصت من اسمدة يوريا تكفي عريشتين من عنب اليمن ونخلة من شمال بلاده الاقصى ما ان هم بفتح صنبور المياة ففاجئته الحنفية بصوتها ذلك الاجش الذي يشبه صوت شخص يعاني من الجيوب الأنفية وهو نائم.
وهو على هيئته تلك بالشورت الاصفر المكتوب عليه كلية دراسات الحاسب الالي باغتته مروحة السقف هي الاخرى وهي تلفظ انفاسها الاخيرة فقد فارق محركها الحياة بسبب إنقطاع التيار الكهربائي. لم يستطيع السارد تكملة ما حدث بعدها انما يمكنكم ان ترجعوا الى الترجمات المضروبة في كثير من الحالات والمواقف المشابهة بالأفلام الاجنبية بقناة ام بي سي او تلك الصافرات التي تلجأ لها بعض القنوات الفضائية احيانا ايضا.
احداث متتكررة في حياتي من ذكريات ١٩٩٣ وما بعدها
سامح الشيخ
