الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان .. : الكنابي قضية رأي عام مسكوت عنها!…مواطنو الكنابي يشكلون 70% من العاملين بالتعدين الاهلي !

أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان .. : الكنابي قضية رأي عام مسكوت عنها!…مواطنو الكنابي يشكلون 70% من العاملين بالتعدين الاهلي !

أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان .. دكتور جعفر محمدين عابدين أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان .. : الكنابي قضية رأي عام مسكوت عنها!…مواطنو الكنابي يشكلون 70% من العاملين بالتعدين الاهلي !

أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان ..
في حوار غير مسبوق و لا تنقصة الصراحة!!

() مؤتمر الكنابي رؤية علمية لمشروع سكن حضاري !

قضية الكنابي في السودان وجدت إهتمام بعض أفراد و جماعات من الشعب السوداني لما تمثله من إشكالية شغلت الرأي العام بعد أن تكشفت الكثير من جوانبها اللا إنسانية وبعض المسكوت عنه بمنطق هذا العصر فهي تشكل قضية حقوق انسان برزت الي السطح أكثر بعد الإنهيار الذي حدث للزراعة والمشاريع الزراعية وعلي وجه الخصوص مشروع الجزيرة ، من منطلق النظرة الاقتصادية الاجتماعية ، يشكلون (طبقة)العمال الزراعيين الذين خلقوا فائض القيمة في الانتاج الزراعي (ينتجون الذهب و نصيبهم التراب) . هذه (الطبقة ) لها القدح المعلي في الانتاج ولكنهم لم يجدوا الاهتمام لا من الحكومة ولا حتي من الكتاب و الباحثين واجهزة الاعلام المختلفة غير محاولات متفرقة هنا و هنالك إلا أن ابرز عمل جاد يمثل رؤية علمية تهدف الي استنهاض هذه الطبقة و تنظيمها لتصبح فاعلة في تغيير علاقات الانتاج التي ساهمت في اضطهادهم و عزلهم عن بقية مكونات طبقات وفئات الانتاج الزراعي ، حول هذا الخصوص كتب الاستاذ يوسف عبدالمجيد قبل نصف قرن تقريبا في سفره العظيم (أجراء الريف ) بحث علمي مميز جدير بالقراءة قائم علي منهج الصراع الطبقي و قوانيته ،تناول طبقة العمال الزراعيين من حيث دورهم في الانتاج و مدي الاستغلال الواقع عليهم تاريخيا منذ قيام الشركات الزراعية و مشروع الجزيرة حتي تدهوره الآن لتبدأ مرحلة جديدة ارتبطت بالأوضاع الاجتماعية التي بدأت تتداخل فيها ابعاد هي الاقرب الي انتهاكات الحقوق الانسانية بعد انهيار العلاقة الانتاجية بسبب ما حدث لمشروع الجزيرة وبقية المشاريع الزراعية الاخري لتصبح قضية العمال الزراعيين قضية انسان يسكن في بيئة الكنابي يواجه حياة متردية لا آدمية تفتقد لأهم و أبسط المقومات التي من المفترض ان توفر للانسان من سكن مناسب و الحصول علي خدمات المياه النظيفة والكهرباء وأبسط الخدمات الصحية والتعليمية وصحة البيئة علي الرغم من وجود هذه الكنابي التي يسكنها هؤلاء العمال الزراعيين في وسط البلاد بالقرب من تمركز كل الخدمات إلا أن واقعهم كمن هم وراء التخلف بقرون . قضية الكنابي تمثل قضية حقوق انسان تبرز للسطح بقوة بعد التحولات النوعية التي طرأت علي انسانها بظهور اجيال جديدة تسلحت بالعلم والمعرفة ساءها الواقع الذي يعيش فيه أهلهم و ذويهم ، بعد أن كان التعبير همسا أصبح الآن بالصوت المسموع وعلي اثر ذلك تكونت تنظيمات مطلبية تجمعت كلها في ما يعرف بمؤتمر الكنابي التنظيم الجامع لكل سكان الكنابي والذي تأسس مؤخرا بالقاهرة وصارت له فروع في كل قارات العالم التي يوجد فيها ابناء تلك الكنابي . حول القضايا الاساسية التي يتبناها مؤتمر الكنابي كجسم جامع كان لنا هذا اللقاء مع الاستاذ جعفر محمدين عابدين أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان لتسليط الضوء علي هموم وقضايا مطلبية تمثل منفستو المؤتمر ، فالي مضابط الحوار :

حوار / حسن وراق

نبذة تعريفية حول مؤتمر الكنابي ؟
مؤتمر الكنابي حركة مطلبية تتبني قضايا انسان الكنابي في الوسط (دائرة الإقليم الاوسط السابق) ، تكون المؤتمر في مارس 2013 من كل الكيانات الموجودة في الكنابي من شباب و شيوخ وادارة أهلية ولجان شعبية ، مزارعين وعمال وطلاب بغض النظر عن خلفياتهم العقائدية و الطائفية وتوجهاتهم السياسية حيث يمثل المؤتمر قوس قزح التنوع الاثني و الثقافي والفكري لكل مكونات سكان الكنابي .
اللمحة التاريخية لقيام هذه الكنابي ؟
ظهور سكان الكنابي في وسط السودان بالأخص ولاية الجزيرة قديم كقدم المشروع أو قبل قيام مشروع الجزيرة .الهجرة الاولي بدأت في عهد الثورة المهدية فبعد فتح الخرطوم عام 1885 تدفقت مجموعات كبيرة من أبناء دارفور وكردفان مناصرة للثورة المهدية فسكن البعض منهم في الخرطوم والبعض الآخر انتشروا في المناطق المجاورة للعاصمة بعد أن ضاقت أمدرمان . بعد سقوط الدولة المهدية انسحب الكثير من ابناء دارفور وكردفان بعد أن قطع عليهم الجيش الانجليزي طريق العودة إلى الغرب فكانت هذه أول دفعة تسكن ولاية الجزيرة حتى قبل قيام مشروع الجزيرة وتحديدا عام 1911 في طيبة الشيخ عبدالباقي اول تجربة لقيام مشروع الجزيرة بالطلمبات .الدفعة الثانية من سكان الكنابي ..دخلت الجزيرة مع بداية قيام مشروع الجزيرة سنة 1924الي 1936 أغلبهم امتلكو حواشات إلا أنهم رغم ذلك يعانون من التهميش والإقصاء ونقص في الخدمات إلى يومنا هذا . المجموعة الثالثة دخلت الجزيرة عام 1984 بسبب الجفاف والتصحر الذي ضرب غرب السودان آنذاك وتعتبر هذه المجموعة من أكثر مجموعات الكنابي تهميشا وأكثرهم معاناة في كل المجالات الخدمية ، يقتلهم الفقر والجهل والمرض .

و ماذا عن التحوالات الديموغرافية سكان الكنابي في الجزيرة
تعداد سكان الكنابي في ولاية الجزيرة حسب احصائية أجريت في سنة 2008 كان عبارة عن 3.585.270 نسمة اما اليوم يقدر التعداد السكاني لولاية الجزيرة وفق نظرية الاسقاطات السكانية بعض انفصال الجنوب يقدر بحوالي 5مليون .أما تعداد سكان الكنابي وفق إحصائيات قامت بها مجموعة من ناشطين سياسيين وحقوقيين من قيادات مؤتمرالكنابي وبعض المنظمات الدولية الحقوقية يؤكدون بأن تعداد سكان الكنابي في الجزيرة بلغ عددها 2.373.524 نسمة يسكنون في كنابي عددها 2095كمبو منتشرة على امتداد محليات الولاية بينما يبلغ عدد قري الجزيرة أجمع 1572 الف قرية هذه الصورة تؤكد مدى الانفجار السكاني الضخم في هذه الكنابي الامر الذي يتطلب اهتمام مبكر قبل ان يحدث ما لم يكن متوقعا .
ما هي حقيقة الأوضاع الراهنة فى الكنابي
أزمة الكنابي تتنامي كل يوم من سيئ إلى الأسوء والأوضاع الإنسانية والصحية فيها مزرية للغاية وتعدت حد الاحتمال وبدأت ملامح هذة المعضلة قبل ثمانية عقود ونيف من الزمان ولم يسلط الضوء على هذة المشكلة طيلة هذة الفترة لأسباب كثيرة ومتعددة وسنعرض لاحقا لمجمل الأوضاع اللا إنسانية السيئة المتراكمة التي التصقت بالكنابي في السكن والصحة والتعليم. بالإضافة الي الإقصاء والاستعلاء .كل هذه الاوضاع انعكست في الشعور بالظلم و التهميش والذي سيشكل منهج في تفكير الاجيال القادمة ونحن في مؤتمر الكنابي نحاول بقدر الامكان ان نزيل هذه الصورة الشائهة والسالبة .
الاسباب والدواعي والأهداف لقيام مؤتمر الكنابي ؟
الشعور بالتهميش والإقصاء في الحياة العامة و النظرة الاستعلائية التي يشعر بها انسان الكنابي بالاضافة الي المحسوبية والمحاباة وتغييب انسان الكنابي في كافة النواحي السياسية والاجتماعية حيث صار انسان الكنبو مجرد صوت لا ينطق تتهافت عليه القوي السياسية في موسم الانتخابات مقابل وعود لا تر النور وكان لابد من وقف هذا التردي و مسح الصورة السلبية و المفاهيم الخاطئة عن انسان الكنابي من أجل ان يحتل مكانته الطبيعية في المجتمع مثل سائر التكوينات المجتمعية والتعامل بالبعد الانساني مع قضية انسان الكنابي من أجل ازالة الفوارق الاجتماعية المتوهمة و توفير الحد الادني من المطلوبات في الخدمات كالمياه النظيفة والكهرباء وصحة بيئة وعلاج و توفير وسائل الانتقال و المواصلات خاصة في فترة الخريف حيث يتعذر الوصول الي المستشفيات في الحالات الطارئة .
ماهي ابرز التحولات التي طرأت علي انسان الكنابي خلال الفترات السابقة ؟

معروف أن هنالك فئات من سكان كنابي مشروع الجزيرة تحسنت أوضاعهم لاهتمامهم بالزراعة التي أهملها أصحاب الحواشات ليصبح سكان هذه الكنابي بالمشروع مرتبطين بالزراعة و بعد أن كانوا شركاء مع المزارعين بدأوا يتجهون نحو (الدّنْقَدَة) وهي إجارة الأرض من أصحابها ليقوموا بزراعتها . يمثل سكان هذه الكنابي كميونة أسرية اقتصادية متكاملة تشتمل علي الإنتاج النباتي والبستاني والحيواني ولعلهم قد نجحوا في ما قد فشلت فيه إدارة المشروع بالتالي أي محاولة لإصلاح مشروع الجزيرة ما لم تتخذ من تجربة سكان هذه الكنابي مدخل لعلاج أزمة المشروع لن يكتب لها النجاح و فوق كل هذا بدأ يلوح واقعا جديدا لهذه الكنابي جدير بالتوقف حياله ، قيام اعداد من الاسر الاهتمام بتعليم ابنائهم واصبح ذلك هدف اساسي اثمر عن ظهور اجيال متعلمة في كافة المجالات العلمية المختلفة فيهم الاطباء و المهندسين و والفنيين والحرفيين وغالبيتهم هاجر واغترب ساهموا في الاهتمام باهلهم سكان الكنابي .
كيف إنطلقت فكرة الكنابي واصبحت وقعا الآن ؟
من خلال وسائل التواصل المختلفة بين تكوينات انسان الكنابي في الداخل والخارج تم التوصل الي الي ضرورة تكوين جسم مطلبي يضم كل اطياف مجتمع الكنابي بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية من أجل توفير الحد الادني من العيش الكريم . إنطلاقة المؤتمر من القاهرة في مارس 2013 رغم ان الفكرة اختمرت منذ 2003 .
ما هي نتائج و مقررات مؤتمر القاهرة ؟
تناول المؤتمر مجمل قضايا انسان الكنابي المتعلقة بالتهميش وتوصل الي ضرورة توفير الخدمات الاساسية بالمشاركة في كافة الفعاليات من اجل اعلاء قضية انسان الكنابي باعتبارها قضية رأي عام و نادي المؤتمر ايضا بضرورة تكوين اجسام مطلبية في الداخل والخارج حيث اسفر عن تكوين مكتب للشرق الوسط و مقره القاهرة بالاضافة الي مكاتب في الامريكتين واستراليا و مكتب الاتحاد الاروبي بالإضافة الي مكتب الداخل المكون من أمانات الولايات في الجزيرة ، سنار ، النيل الابيض ، النيل الازرق ، الشرق (كسلا وبورتسودان ) والقضارف والخرطوم . كل هذه الامانات تنبثق منها فروع في المحليات والوحدات الادارية وكلها تتبع لمؤتمر عام الكنابي الذي تقوده الامانة العامة وهي حاليا امانة مكلفة الي حين انعقاد المؤتمر العام الذي من المؤمل انعقاده في القريب العاجل .
ماهي طبيعة القضايا العاجلة التي تواجه مؤتمر الكنابي ؟
مجموع عدد كنابي الولايات الوسطي بلغ حوالي 3 الف كنبو تتمركز حول المشاريع الزراعية واهمها مشروع الجزيرة الذي تقدر عدد الكنابي به 2095 كنبو يسكنها حوالي 2 مليون و 495 الف مواطن جميعهم يعانون من عدم توفر المتطلبات الاساسية في السكن والصحة والتعليم و مياه الشرب . السلطات التنفيذية التي لم تبد أي تعاون او إهتمام بل علي العكس تدخلت السلطات بمنع مواطني بعض كنابي الجزيرة من البناء في اراضي قاموا بشرائها من حر مالهم وتم ازالة ما قام من بناء مثل ما حدث في كنبو 84 ودعابد المناقل و كمبو قنطرة الفقرا بالحصاحيصا وكمبو دار السلام المغاربة في المعيلق و كنبو طيبة جابر في قبوجة الجاموسي علي سبيل المثال .
ماهي الجهود التي بذلت في مؤتمر الكنابي تجاه هذا الشأن ؟
لجأنا الي تشريعي ولاية الجزيرة عبر رئيسه الدكتور جلال من الله والسيد خورشيد نائب رئيس المؤتمر الوطني الذان لم يتجاوبا معنا ولم يوافقا حتي علي الجلوس معنا في طاولة واحدة وقد تبين لنا انهما لايريدان حل لقضية الكنابي .
مشروع السكن الاضطراري لتجميع الكنابي أين وصل الآن ؟
فكرة السكن الاضطراري تمت في عهد الوالي الاسبق الفريق عبدالرحمن سرالختم في عام 2005 وتم تخصيص مكتب لتنفيذ الفكرة من قبل سلطات اراضي الولاية وللاسف بعد أن جمعت الرسوم (مليارات) و وعود اطلقت تم حل جهاز السكن الاضطراري ولم تعد سيرة لهذا المشروع ولم يعرف حتي هذه اللحظة أين ذهبت الاموال التي جمعت لهذا المشروع وعموما الفكرة من اولها بغيضة من كلمة إضطراري حيث يستحق سكان تلك الكنابي سكنا مستقرا غير اضطراري .
ما هو الدور الذي يلعبه انسان الكنابي في دعم الاقتصاد القومي ؟
انسان الكنابي ارتبط من البداية بالزراعة في القطاعين المروي والمطري وهم الآن عماد العمال الزراعيين في السودان و علي عاتقهم يقع عبء ترقية الانتاج والانتاجية في المشاريع الزراعية بعد ان هجر معظم المزارعين العمل بالزراعة ليقوم سكان الكنابي وخاصة المرأة بدور كبير في انتاج المحاصيل الزراعية الرأسمالية والغذائية الاخري وفي سبيل ذلك تحملوا كل تبعات الظروف السيئة بالمشروع و تأثيرات التعرض المباشر وغير المباشر للمبيدات السامة و ظهور الكثير من حالات السرطانات والفشل الكلوي و امراض الكبد الوبائي . بعد انهيار المشاريع الزراعية حدث تحول ديموغرافي وسط سكان الكنابي بالنزوح الي المدن واشباه المدن لمزاولة الاعمال الهامشية وقطاع كبير منهم اصبح يشكل 70% من جملة العاملين في التعدين الاهلي عن الذهب لتحل المرأة في الكنابي مكانهم كعاملات زراعيات.العمال الزراعيين في تلك الكنابي اصبحوا المنتجين الرئيسيين للخضر و تزويد العاصمة والمدن المجاورة باحتياجاتهم .
ماهي الحلول العملية التي طرحها مؤتمركم لمشروع نهضة الكنابي؟ ..

أولا.. لابد من الاعتراف بأن الكنابي جزء من النسيج الاجتماعي تعتبر قوة اقتصادية دعايمة للاقتصاد الوطني
ثانيا.. لابد من مسح ميداني لكل الكنابي الموجودة في طول المشروع عرضة .
ثالثا..اعادة توزيع الكنابي ذات المساحات الصغيرة على الكنابي ذات المساحات الكبيرة
رابعا .. تحديد حرم لكل كمبو حتى إضافة الكنابي الموجودة داخل البراقين
خامسا …في كل محلية لابد من انشاء مكتب مختص لشؤون الكنابي يكون بإشراف من المكتب الولاية
سادسا .. تعين لجان لكل كمبو تكون للجنة مسؤولية مباشرة لعملية حصر الكنابي بالتنسيق مع المكتب الولاية
سابعا .. دمج الكنابي في المجتمع المحلى منعا للخلافات والاحتكاكات مع أهالي القرى
ثامنا .. إشراك أبناء الكنابي في السلطة التشريعية والتنفيذية في مشاركة العملية السياسية في البلاد

هذه بعض التوصيات والحلول العملية بموجبها يتم تحويل الكنابي إلى قري نموذجية وبالتالي سيتم معالجة قضية الكنابي وانسانها بشكل عصري متقدم كما يري بذلك مؤتمر الكنابي في خارطة الطريق التي وضعت لقضية الكنابي بالسودان .
في حوار غير مسبوق و لا تنقصة الصراحة!!

() مؤتمر الكنابي رؤية علمية لمشروع سكن حضاري !

قضية الكنابي في السودان وجدت إهتمام بعض أفراد و جماعات من الشعب السوداني لما تمثله من إشكالية شغلت الرأي العام بعد أن تكشفت الكثير من جوانبها اللا إنسانية وبعض المسكوت عنه بمنطق هذا العصر فهي تشكل قضية حقوق انسان برزت الي السطح أكثر بعد الإنهيار الذي حدث للزراعة والمشاريع الزراعية وعلي وجه الخصوص مشروع الجزيرة ، من منطلق النظرة الاقتصادية الاجتماعية ، يشكلون (طبقة)العمال الزراعيين الذين خلقوا فائض القيمة في الانتاج الزراعي (ينتجون الذهب و نصيبهم التراب) . هذه (الطبقة ) لها القدح المعلي في الانتاج ولكنهم لم يجدوا الاهتمام لا من الحكومة ولا حتي من الكتاب و الباحثين واجهزة الاعلام المختلفة غير محاولات متفرقة هنا و هنالك إلا أن ابرز عمل جاد يمثل رؤية علمية تهدف الي استنهاض هذه الطبقة و تنظيمها لتصبح فاعلة في تغيير علاقات الانتاج التي ساهمت في اضطهادهم و عزلهم عن بقية مكونات طبقات وفئات الانتاج الزراعي ، حول هذا الخصوص كتب الاستاذ يوسف عبدالمجيد قبل نصف قرن تقريبا في سفره العظيم (أجراء الريف ) بحث علمي مميز جدير بالقراءة قائم علي منهج الصراع الطبقي و قوانيته ،تناول طبقة العمال الزراعيين من حيث دورهم في الانتاج و مدي الاستغلال الواقع عليهم تاريخيا منذ قيام الشركات الزراعية و مشروع الجزيرة حتي تدهوره الآن لتبدأ مرحلة جديدة ارتبطت بالأوضاع الاجتماعية التي بدأت تتداخل فيها ابعاد هي الاقرب الي انتهاكات الحقوق الانسانية بعد انهيار العلاقة الانتاجية بسبب ما حدث لمشروع الجزيرة وبقية المشاريع الزراعية الاخري لتصبح قضية العمال الزراعيين قضية انسان يسكن في بيئة الكنابي يواجه حياة متردية لا آدمية تفتقد لأهم و أبسط المقومات التي من المفترض ان توفر للانسان من سكن مناسب و الحصول علي خدمات المياه النظيفة والكهرباء وأبسط الخدمات الصحية والتعليمية وصحة البيئة علي الرغم من وجود هذه الكنابي التي يسكنها هؤلاء العمال الزراعيين في وسط البلاد بالقرب من تمركز كل الخدمات إلا أن واقعهم كمن هم وراء التخلف بقرون . قضية الكنابي تمثل قضية حقوق انسان تبرز للسطح بقوة بعد التحولات النوعية التي طرأت علي انسانها بظهور اجيال جديدة تسلحت بالعلم والمعرفة ساءها الواقع الذي يعيش فيه أهلهم و ذويهم ، بعد أن كان التعبير همسا أصبح الآن بالصوت المسموع وعلي اثر ذلك تكونت تنظيمات مطلبية تجمعت كلها في ما يعرف بمؤتمر الكنابي التنظيم الجامع لكل سكان الكنابي والذي تأسس مؤخرا بالقاهرة وصارت له فروع في كل قارات العالم التي يوجد فيها ابناء تلك الكنابي . حول القضايا الاساسية التي يتبناها مؤتمر الكنابي كجسم جامع كان لنا هذا اللقاء مع الاستاذ جعفر محمدين عابدين أمين عام مؤتمر الكنابي بالسودان لتسليط الضوء علي هموم وقضايا مطلبية تمثل منفستو المؤتمر ، فالي مضابط الحوار :

حوار / حسن وراق

نبذة تعريفية حول مؤتمر الكنابي ؟
مؤتمر الكنابي حركة مطلبية تتبني قضايا انسان الكنابي في الوسط (دائرة الإقليم الاوسط السابق) ، تكون المؤتمر في مارس 2013 من كل الكيانات الموجودة في الكنابي من شباب و شيوخ وادارة أهلية ولجان شعبية ، مزارعين وعمال وطلاب بغض النظر عن خلفياتهم العقائدية و الطائفية وتوجهاتهم السياسية حيث يمثل المؤتمر قوس قزح التنوع الاثني و الثقافي والفكري لكل مكونات سكان الكنابي .
اللمحة التاريخية لقيام هذه الكنابي ؟
ظهور سكان الكنابي في وسط السودان بالأخص ولاية الجزيرة قديم كقدم المشروع أو قبل قيام مشروع الجزيرة .الهجرة الاولي بدأت في عهد الثورة المهدية فبعد فتح الخرطوم عام 1885 تدفقت مجموعات كبيرة من أبناء دارفور وكردفان مناصرة للثورة المهدية فسكن البعض منهم في الخرطوم والبعض الآخر انتشروا في المناطق المجاورة للعاصمة بعد أن ضاقت أمدرمان . بعد سقوط الدولة المهدية انسحب الكثير من ابناء دارفور وكردفان بعد أن قطع عليهم الجيش الانجليزي طريق العودة إلى الغرب فكانت هذه أول دفعة تسكن ولاية الجزيرة حتى قبل قيام مشروع الجزيرة وتحديدا عام 1911 في طيبة الشيخ عبدالباقي اول تجربة لقيام مشروع الجزيرة بالطلمبات .الدفعة الثانية من سكان الكنابي ..دخلت الجزيرة مع بداية قيام مشروع الجزيرة سنة 1924الي 1936 أغلبهم امتلكو حواشات إلا أنهم رغم ذلك يعانون من التهميش والإقصاء ونقص في الخدمات إلى يومنا هذا . المجموعة الثالثة دخلت الجزيرة عام 1984 بسبب الجفاف والتصحر الذي ضرب غرب السودان آنذاك وتعتبر هذه المجموعة من أكثر مجموعات الكنابي تهميشا وأكثرهم معاناة في كل المجالات الخدمية ، يقتلهم الفقر والجهل والمرض .

و ماذا عن التحوالات الديموغرافية سكان الكنابي في الجزيرة
تعداد سكان الكنابي في ولاية الجزيرة حسب احصائية أجريت في سنة 2008 كان عبارة عن 3.585.270 نسمة اما اليوم يقدر التعداد السكاني لولاية الجزيرة وفق نظرية الاسقاطات السكانية بعض انفصال الجنوب يقدر بحوالي 5مليون .أما تعداد سكان الكنابي وفق إحصائيات قامت بها مجموعة من ناشطين سياسيين وحقوقيين من قيادات مؤتمرالكنابي وبعض المنظمات الدولية الحقوقية يؤكدون بأن تعداد سكان الكنابي في الجزيرة بلغ عددها 2.373.524 نسمة يسكنون في كنابي عددها 2095كمبو منتشرة على امتداد محليات الولاية بينما يبلغ عدد قري الجزيرة أجمع 1572 الف قرية هذه الصورة تؤكد مدى الانفجار السكاني الضخم في هذه الكنابي الامر الذي يتطلب اهتمام مبكر قبل ان يحدث ما لم يكن متوقعا .
ما هي حقيقة الأوضاع الراهنة فى الكنابي
أزمة الكنابي تتنامي كل يوم من سيئ إلى الأسوء والأوضاع الإنسانية والصحية فيها مزرية للغاية وتعدت حد الاحتمال وبدأت ملامح هذة المعضلة قبل ثمانية عقود ونيف من الزمان ولم يسلط الضوء على هذة المشكلة طيلة هذة الفترة لأسباب كثيرة ومتعددة وسنعرض لاحقا لمجمل الأوضاع اللا إنسانية السيئة المتراكمة التي التصقت بالكنابي في السكن والصحة والتعليم. بالإضافة الي الإقصاء والاستعلاء .كل هذه الاوضاع انعكست في الشعور بالظلم و التهميش والذي سيشكل منهج في تفكير الاجيال القادمة ونحن في مؤتمر الكنابي نحاول بقدر الامكان ان نزيل هذه الصورة الشائهة والسالبة .
الاسباب والدواعي والأهداف لقيام مؤتمر الكنابي ؟
الشعور بالتهميش والإقصاء في الحياة العامة و النظرة الاستعلائية التي يشعر بها انسان الكنابي بالاضافة الي المحسوبية والمحاباة وتغييب انسان الكنابي في كافة النواحي السياسية والاجتماعية حيث صار انسان الكنبو مجرد صوت لا ينطق تتهافت عليه القوي السياسية في موسم الانتخابات مقابل وعود لا تر النور وكان لابد من وقف هذا التردي و مسح الصورة السلبية و المفاهيم الخاطئة عن انسان الكنابي من أجل ان يحتل مكانته الطبيعية في المجتمع مثل سائر التكوينات المجتمعية والتعامل بالبعد الانساني مع قضية انسان الكنابي من أجل ازالة الفوارق الاجتماعية المتوهمة و توفير الحد الادني من المطلوبات في الخدمات كالمياه النظيفة والكهرباء وصحة بيئة وعلاج و توفير وسائل الانتقال و المواصلات خاصة في فترة الخريف حيث يتعذر الوصول الي المستشفيات في الحالات الطارئة .
ماهي ابرز التحولات التي طرأت علي انسان الكنابي خلال الفترات السابقة ؟

معروف أن هنالك فئات من سكان كنابي مشروع الجزيرة تحسنت أوضاعهم لاهتمامهم بالزراعة التي أهملها أصحاب الحواشات ليصبح سكان هذه الكنابي بالمشروع مرتبطين بالزراعة و بعد أن كانوا شركاء مع المزارعين بدأوا يتجهون نحو (الدّنْقَدَة) وهي إجارة الأرض من أصحابها ليقوموا بزراعتها . يمثل سكان هذه الكنابي كميونة أسرية اقتصادية متكاملة تشتمل علي الإنتاج النباتي والبستاني والحيواني ولعلهم قد نجحوا في ما قد فشلت فيه إدارة المشروع بالتالي أي محاولة لإصلاح مشروع الجزيرة ما لم تتخذ من تجربة سكان هذه الكنابي مدخل لعلاج أزمة المشروع لن يكتب لها النجاح و فوق كل هذا بدأ يلوح واقعا جديدا لهذه الكنابي جدير بالتوقف حياله ، قيام اعداد من الاسر الاهتمام بتعليم ابنائهم واصبح ذلك هدف اساسي اثمر عن ظهور اجيال متعلمة في كافة المجالات العلمية المختلفة فيهم الاطباء و المهندسين و والفنيين والحرفيين وغالبيتهم هاجر واغترب ساهموا في الاهتمام باهلهم سكان الكنابي .
كيف إنطلقت فكرة الكنابي واصبحت وقعا الآن ؟
من خلال وسائل التواصل المختلفة بين تكوينات انسان الكنابي في الداخل والخارج تم التوصل الي الي ضرورة تكوين جسم مطلبي يضم كل اطياف مجتمع الكنابي بمختلف توجهاتهم السياسية وانتماءاتهم الطائفية من أجل توفير الحد الادني من العيش الكريم . إنطلاقة المؤتمر من القاهرة في مارس 2013 رغم ان الفكرة اختمرت منذ 2003 .
ما هي نتائج و مقررات مؤتمر القاهرة ؟
تناول المؤتمر مجمل قضايا انسان الكنابي المتعلقة بالتهميش وتوصل الي ضرورة توفير الخدمات الاساسية بالمشاركة في كافة الفعاليات من اجل اعلاء قضية انسان الكنابي باعتبارها قضية رأي عام و نادي المؤتمر ايضا بضرورة تكوين اجسام مطلبية في الداخل والخارج حيث اسفر عن تكوين مكتب للشرق الوسط و مقره القاهرة بالاضافة الي مكاتب في الامريكتين واستراليا و مكتب الاتحاد الاروبي بالإضافة الي مكتب الداخل المكون من أمانات الولايات في الجزيرة ، سنار ، النيل الابيض ، النيل الازرق ، الشرق (كسلا وبورتسودان ) والقضارف والخرطوم . كل هذه الامانات تنبثق منها فروع في المحليات والوحدات الادارية وكلها تتبع لمؤتمر عام الكنابي الذي تقوده الامانة العامة وهي حاليا امانة مكلفة الي حين انعقاد المؤتمر العام الذي من المؤمل انعقاده في القريب العاجل .
ماهي طبيعة القضايا العاجلة التي تواجه مؤتمر الكنابي ؟
مجموع عدد كنابي الولايات الوسطي بلغ حوالي 3 الف كنبو تتمركز حول المشاريع الزراعية واهمها مشروع الجزيرة الذي تقدر عدد الكنابي به 2095 كنبو يسكنها حوالي 2 مليون و 495 الف مواطن جميعهم يعانون من عدم توفر المتطلبات الاساسية في السكن والصحة والتعليم و مياه الشرب . السلطات التنفيذية التي لم تبد أي تعاون او إهتمام بل علي العكس تدخلت السلطات بمنع مواطني بعض كنابي الجزيرة من البناء في اراضي قاموا بشرائها من حر مالهم وتم ازالة ما قام من بناء مثل ما حدث في كنبو 84 ودعابد المناقل و كمبو قنطرة الفقرا بالحصاحيصا وكمبو دار السلام المغاربة في المعيلق و كنبو طيبة جابر في قبوجة الجاموسي علي سبيل المثال .
ماهي الجهود التي بذلت في مؤتمر الكنابي تجاه هذا الشأن ؟
لجأنا الي تشريعي ولاية الجزيرة عبر رئيسه الدكتور جلال من الله والسيد خورشيد نائب رئيس المؤتمر الوطني الذان لم يتجاوبا معنا ولم يوافقا حتي علي الجلوس معنا في طاولة واحدة وقد تبين لنا انهما لايريدان حل لقضية الكنابي .
مشروع السكن الاضطراري لتجميع الكنابي أين وصل الآن ؟
فكرة السكن الاضطراري تمت في عهد الوالي الاسبق الفريق عبدالرحمن سرالختم في عام 2005 وتم تخصيص مكتب لتنفيذ الفكرة من قبل سلطات اراضي الولاية وللاسف بعد أن جمعت الرسوم (مليارات) و وعود اطلقت تم حل جهاز السكن الاضطراري ولم تعد سيرة لهذا المشروع ولم يعرف حتي هذه اللحظة أين ذهبت الاموال التي جمعت لهذا المشروع وعموما الفكرة من اولها بغيضة من كلمة إضطراري حيث يستحق سكان تلك الكنابي سكنا مستقرا غير اضطراري .
ما هو الدور الذي يلعبه انسان الكنابي في دعم الاقتصاد القومي ؟
انسان الكنابي ارتبط من البداية بالزراعة في القطاعين المروي والمطري وهم الآن عماد العمال الزراعيين في السودان و علي عاتقهم يقع عبء ترقية الانتاج والانتاجية في المشاريع الزراعية بعد ان هجر معظم المزارعين العمل بالزراعة ليقوم سكان الكنابي وخاصة المرأة بدور كبير في انتاج المحاصيل الزراعية الرأسمالية والغذائية الاخري وفي سبيل ذلك تحملوا كل تبعات الظروف السيئة بالمشروع و تأثيرات التعرض المباشر وغير المباشر للمبيدات السامة و ظهور الكثير من حالات السرطانات والفشل الكلوي و امراض الكبد الوبائي . بعد انهيار المشاريع الزراعية حدث تحول ديموغرافي وسط سكان الكنابي بالنزوح الي المدن واشباه المدن لمزاولة الاعمال الهامشية وقطاع كبير منهم اصبح يشكل 70% من جملة العاملين في التعدين الاهلي عن الذهب لتحل المرأة في الكنابي مكانهم كعاملات زراعيات.العمال الزراعيين في تلك الكنابي اصبحوا المنتجين الرئيسيين للخضر و تزويد العاصمة والمدن المجاورة باحتياجاتهم .
ماهي الحلول العملية التي طرحها مؤتمركم لمشروع نهضة الكنابي؟ ..

أولا.. لابد من الاعتراف بأن الكنابي جزء من النسيج الاجتماعي تعتبر قوة اقتصادية دعايمة للاقتصاد الوطني
ثانيا.. لابد من مسح ميداني لكل الكنابي الموجودة في طول المشروع عرضة .
ثالثا..اعادة توزيع الكنابي ذات المساحات الصغيرة على الكنابي ذات المساحات الكبيرة
رابعا .. تحديد حرم لكل كمبو حتى إضافة الكنابي الموجودة داخل البراقين
خامسا …في كل محلية لابد من انشاء مكتب مختص لشؤون الكنابي يكون بإشراف من المكتب الولاية
سادسا .. تعين لجان لكل كمبو تكون للجنة مسؤولية مباشرة لعملية حصر الكنابي بالتنسيق مع المكتب الولاية
سابعا .. دمج الكنابي في المجتمع المحلى منعا للخلافات والاحتكاكات مع أهالي القرى
ثامنا .. إشراك أبناء الكنابي في السلطة التشريعية والتنفيذية في مشاركة العملية السياسية في البلاد

هذه بعض التوصيات والحلول العملية بموجبها يتم تحويل الكنابي إلى قري نموذجية وبالتالي سيتم معالجة قضية الكنابي وانسانها بشكل عصري متقدم كما يري بذلك مؤتمر الكنابي في خارطة الطريق التي وضعت لقضية الكنابي بالسودان .

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.