الحوار الوطني …الصفر الكبير …

الحوار الوطني …الصفر الكبير …

     قديما قيل (تمخض الجمل فولد فأرا) كناية عن فشل التوقعات  وضياع آمال من ينتظر شيئا كبيرا فيتفاجأ بشئ محبطا لا يمثل ولا نسبة ضئيله مما كان ينتظره أو يتوقعه .
وهاهو نظام الانقاذ يملأ الدنيا ضجيجا وصياحا  عبر حزبه القعيد واجهزة اعلامه المضلله الكاذبه واحزابه المائه المشاركه في المهزله والتي لا يعرف لها اصلا ولا تاريخا والتي جعلت كل المراقبين يتساءلون من أين اتت ؟ومتي وكيف صارت ممثلة لقواعد لا وجود لها ولجماهير وهميه لا توجد الا في خيال من اختلقوها ومن هم الذين يتحدثون ويطلقون التصريحات ويتصدرون عناوين صحف النظام ويطلون عبر شاشات التلفاز ( فضائيات النظام ) .
غضبة سبتمبر المجيده والتي جعلت النظام يتحسس رأسه ويراجع مواقفه في خوف ورهبه كانت هي التي اصابته بدوار وهزة لم يتحسب لها وهي التي دفعت برئيس النظام للجوء لما سمي بالحوار الوطني وهو في الواقع لم يلجأ اليها الا مضطرا متخذا من حواره هذا سبيلا للمزايده والمماطله ، وكسبا لعامل الزمن ، والوقت للبقاء متشبثا بكراسي السلطه
لم تنطل هذه الحيله للقوي السياسيه الحيه والمؤثره لعلمها باساليب النظام وممحاكاته ، وكذلك الحركات الثوريه المسلحه ، والغالبية العظمي من جماهير الشعب فلم تشاركه مهزلته هذه والتي يريد من خلالها ان يبدأ تصفيرا جديدا لنفسه ملتفا علي الجميع دون ان يتنازل من اي شئ .
اللجان التي كونت والشخصيات التي اختيرت لترؤسها مشهود لها بالارتباط بالنظام قدرا ومصيرا ، وتاريخا والشخصيات التي تزعمت ما سمي بالحوار المجتمعي هي الاخري من اذناب الانقاذ التي لا يرجي منها خيرا لجماهير شعب السودان .
اذا اعادة انتاج النظام لنفسه هي الاستراتيجيه التي ينبني عليها هذا الحوار المزعوم والذين يبشرون بالمخرجات المنتظره ماهم الا واهمون ، وكاذبون ومضللون ، ممن ارتضوا لانفسهم هذا الدور المشبوه القذر وموعودون بالمكافأة عبر ما سمي بحكومة الوفاق الوطني بوظائف تعف الكلاب
عن قبولها والا فليذهبوا غير مأسوف عليهم بعد ان يكملوا الدور الذي حدد لهم .
هناك مراكز قوي داخل النظام وأجهزته والحزب الحاكم تعمل آناء الليل واطراف النهار لاجهاض اي اتجاه يرمي للاصلاح ؛ خوفا علي الكراسي ، والمناصب التي يريدون الاستئثار بها ابد الدهر، دون ان تتطالهم يد التغيير وهذه القوى مشهود لها بالدهاء ، والتأثير حتي علي الرئيس نفسه وهو الآخر يعمل لها ألف حساب واكبر دليل علي ذلك تصريح الامين السياسي لحزب المؤتمر الوطني غلام  الوطني حامد ممتاز الذي اكد فيه ، ان لا مكان لرئيس وزراء ولا انتقاص لصلاحيات الرئيس التي يعيشون عليها مما يؤكد صحة ما ذهبنا اليه من أن الموضوع لا يتعدي مجرد كسب للوقت والهاء ولسوف نقول يومها ان الجمل الذي ظل يتمخض منذ يناير ٢٠١٤ وحتي اكتوبر ٢٠١٦ لن يلد اي شئ ولن يجد المنتظرون فأرا ، او حتي نمله وعندها ستهتز الجنبات بالضحك والسخريه واصوات الشماته علي المشاركين الذين اضاعوا وقتا ثمينا علي الوطن وشعبه في ما لا يفيد ولا يجدي .
وسيعود النظام الي سابق عهده اكثر شراسة وتنكيلا بمن يعارضونه ، ومن يحتجون علي سياساته الخرقاء ولا يضيره ان يقتل ويسجن ، ويعتقل ، ويعمل آليات السجن ، والتعذيب لأن الضمير قد مات ، والمشاعر قد تبلدت ، والاحساس  تحجر .
    أيها الناس يوم (العاشر من اكتوبر القادم ) لن يضيف جديدا سوي التأكد من الكذب والخداع ، والتضليل ، واذكر جماعة سبعه زائد سبعه والمجتمعى ، واحزاب الفكه والوهم ، بان الدور قد انتهي وسيعودون الي ما كانوا عليه واسوأ .
(أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ (46)أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (47) النحل
صدق الله العظيم …

Ghalib Tayfour