*الحلو يتفاوض وفق استراتيجية المؤتمر الوطني في جوهانسبرج وفي ٢٢ نوفمبر الجاري*

مبارك قادم

مثلما اخفى عبدالعزيز الحلو تفاوضه في جوهانسبرج في نهاية اكتوبر الماضي هاهو يستعد لجولة اخرى لم يعلن عنها في 22 نوفمبر الجاري، اي بعد غدا وهي تكملة لجولة جوهانسبرج، والتفاوض لانهاء الحرب امر عادي ومطلوب وليس بغريب، الغريب أمران اولهما ان يتفاوض عبدالعزيز سرا وبعيدا عن عضوية حركته الاي قزمها ويديرها كإقطاعية خاصة به وبعيدا عن اصحاب القضايا والراي العام واجهزة الاعلام التي هي كلها عوامل لمصلحته وصاحبة حق اصيل، وهي تصب في خانة الضغط على المؤتمر وطني، فلماذا يتجاهل كل ذلك ولمصلحة من؟ وها انا اتبرع له ببعض الدروس المفيدة وهي جزء من ارث الحركة الشعبية، على الرغم من تعيينه لاحدى عشر ناطقا رسميا لاينطقون جميعا، وبالذات في قضايا التفاوض وعدد الناطقين يدخلهم موسوعة غينيس للارقام القياسية، فجمهورية  الصين الشعبية لا تمتلك(١١) ناطقا انما هي فوضى تضرب باطنابها.

الامر الاهم من ذلك انه رفض استرتيجية الحركة الموحدة في التفاوض لمدة سبعة سنوات واستخدم الاستراتيجية التي كان يطرحها المؤتمر الوطني على الحركة، دعنا نوضح ذلك.

السياسة قبل الاغاثة :-
في جوهانسبرج قال عبدالعزيز الذي افتعل معركة في بداية الاجتماع برفضه مصافحة فيصل ابراهيم واحتد مع زملائه في وفده نفسهم وهو الذي عمل مع احمد هارون ودبج معه المقالات في الصحف وذهب معه لرحلة خاصة في بورتسودان لمدة اسبوع لمناقشة مستقبل جنوب كردفان على شواطئ البحر الأحمر، مع ذلك يرفض مصافحة فيصل ابراهيم ويسعى للاتفاق معه في نفس الوقت، مع العلم ان كيم جيم اونق قد صافح ترامب، هذه معارك صبيانية تكشف ضعف امكانياته في التعامل مع القضايا الكبرى وقد احرج حتى صاحبه ومعلمه كوكو جقدول منذ تلو الثانوية فاضطر هو وعمار للاعتذار للحكومة عند غياب الفريق عبدالعزيز في مقر الاجتماعات، ولكن الاهم هنا لماذا يجب وضع الاغاثة قبل السياسة؟ للأسباب الاتية :

١. الاغاثة وحماية المدنيين هي واحدة من اركان القانون الانساني الدولي.

٢. منع الاغاثة واستهداف المدنيين جريمة حرب يجب عدم التغاضي عنها وكشف النظام.

٣. الحركة الشعبية شمال- الام (لا حركة عبدالعزيز) تمكنت من الحصول على اقوى قرار للاعتراف بقضيتها وهو القرار ٢٠٤٦ من مجلس الامن ويطالب الحكومة بفتح المسارات الانسانية والتوصل لوقف عدائيات انساني، وتحصلت على ست قرارات من الاتحاد الافريقي ضمنها ٤٥٦ و٥٣٩ بنفس المحتوى وتجاهل هذه القرارات  هو لمصلحة النظام واضعاف لموقف الحركة التفاوضي بعدم استنادها لقرارات اعطتها شرعية افريقية ودولية.

٤. القضايا السياسية بطبعها تاخذ وقت اطول ولايمكن اخضاع القضايا الانسانية للقضايا السياسية فهذا مخالف للقانون الانساني الدولي.

٥. رفض عبدالعزيز الوثائق التي ناضلت الحركة لسبع سنوات للوصول لها وعلى رأسها وثيقة وقف العدائيات والاتفاق الاطاري يضر بقضايا المنطقتين والحل الشامل ويتجه بعبد العزيز نحو حل جزئي، والخبر الجيد هو تمسك الحركة الشعبية بقيادة الرفيق مالك عقار بهذه الوثائق وإلزام الحكومة بها في اي مفاوضات قادمة.

٦. في بداية التفاوض والذي استمر الي (١٨)  جولة ١٥ منها رسمية وثلاث غير رسميات كانت الحكومة ترفض التوصل لوقف عدائيات قبل حل القضايا السياسية والترتيبات الامنية، وهذا هو مربط الفرس، فعبدالعزيز الان تخلى عن حزاء الحركة الشعبية ونزل الملعب لبسا  حزاء الحكومة، وهو الان يطالب بما كانت تطالب به الحكومة وهي السياسة قبل الاغاثة، والسؤال الي عبدالعزيز الحلو الذي لايعطيك حتى الطعام هل يمكن ان يعطيك تقرير المصير والجيشين؟ اولا يعلم عبدالعزيز ان القضية الإنسانية هي القضية التي يمكن ان تجد مساندة داخلية واقليمية ودولية للضغط على الحكومة وهي المفتاح للحلول السياسية، وحينما تجد شخص ينزف عليك وقف النزيف قبل معرفة اسباب النزيف، وهاهو يطالب باستمرار النزيف حتى يتم تشخيص اسباب النزيف، وهي حماقة لم يشهدها تاريخ اي تفاوض، وعبدالعزيز نفسه يعلم ان جون قرنق قد وضع اتفاق بيرغن ستوك -سويسرا لوقف اطلاق النار الانساني في جبال النوبة في ٢٠٠٢م كمفتاح لكامل اتفاقية السلام الشامل في السودان التي وقعت في ٢٠٠٥م، ولكن جنرال طبانجا قدراته لاتؤهله لإدراك ذلك وبمزاجه الشخصي يفرض على وفده قليل الحيلة والخبرة مايراه.

عبدالعزيز حتى الان لم يدخل في معركة حقيقية مع النظام لا في التفاوض او الحرب بعد انقلابه، المعركة الوحيدة هي معركته لتقسيم المهمشين في النيل الازرق وعليه ان يدرك انه لم يلتقي بعد باساطين المكر في التفاوض من المؤتمر الوطني، وهو يلعب في ايديهم بوضع السياسة قبل الاغاثة، وهم كفيلين في ادخاله في دوامة صعب ان يخرج منها، وهذا تلاعب بقضايا المنطقتين، والخبر الجيد الاخر انه لن يكون وحده فالجناح الاخر من الحركة يمتلك خبرة واسعة في التفاوض وفي التعامل مع المعطيات الداخلية والاقليمية والدولية، وكثيرين يدركون ذلك الا الفرعون الذي يراه الناس عاريا ويظن نفسه في كامل ملابسه.

قطع عبدالعزيز زيارته الي اوروبا واختصرها على لقاء يتيم مع الخارجية النرويجية والجنرال ولهمسون، الم يسمع عبدالعزيز ان للحركة الشعبية علاقات في النرويج مع الاحزاب التقدمية والنقابات ومنظمات حقوق الانسان وشخصيات كبيرة فكيف له يسمع وهو يزور في المتاحف ؟ ولماذا قطع زيارته لفرنسا واعتذر للفرنسيين من المطار مما اغضب بعض الذين كانوا لهم معه مواعيد في فرنسا، بمافي ذلك الذين خدعهم بانه مع اسقاط النظام والذين ظنوا انه احد ابطال الوقوف ضد ما اسموه الهبوط الناعم ولاعزاء لهؤلاء جميعا.

لماذا لا توضح الي الناس انك اتفقت مع فيصل ابراهيم للقاء مرة اخرى في ٢٢ نوفمبر الجاري وانك محتار أحيانا تريد ان ترسل عمار واحيانا تريد تأجيل اللقاء الي مطلع دسيمبر، وان فيصل في الخرطوم يسخر من طريقة تفاوضك وضألة قدراتك ف والاهم ان هذه القضايا تهم الملايين فلماذا تفاوض في جنح الظلام.

عبدالعزيز والحل الجزئي:
واحد من اسباب الانقسام الذي حدث في الحركة الشعبية ان بعض الدوائر الخارجية والمؤتمر الوطني كانوا غاضبين من قيادة الحركة في اصرارها على الربط بين الحل الشامل وقضية المنطقتين، التقى عبدالعزيز بهذه الدوائر مرات عديدة في كينيا حينما رفض العودة لجبال النوبة لعامين وترك القيادة السياسية والعسكرية في الجبال، والتف حوله جزء من كادر الحركة الذي يرغب في الحل الجزئي بمافي ذلك عمار امون احد مدبري الانقلاب والذي له لقاءات سرية سابقة مع المؤتمر الوطني،وعزل عبدالعزيز لحركتهم  من التحالفات مع القوى المعارضة وتفاوضه سرا وصمته وامتناعه عن الحل الشامل كل ذلك يصب في خانة الحل الجزئي، وهذا هو سر رغبة المؤتمر الوطني في التفاوض مع عبدالعزيز رغم رفعه لشعار تقرير المصير والجيشين، فالنظام يدرك انها شعارات للتعبئة وان الاهم منها انزلاق عبالعزيز للحل الجزئي، ولكن الذي لايدرك المؤتمر الوطني ان كثيرين ممن تلقفوا هذه الشعارات والدوائر الخارجية بامكانها الاطاحة بعبد العزيز نفسه للاستمرار بهذه الشعارات، والمؤتمر الوطني لاينفعل بالمصالح الإستراتيجية للسودان، والاكيد ان عبدالعزيز متجه نحو الحل الجزئي، وسيجد عرض المؤتمر الوطني اقل من الحل الجزئي.    

اخيرا عمار امون الذي كان عبدالعزيز الحلو يصر على فصله من الحركة بحجة انه التقى وفد من المؤتمر الوطني برئاسة الفريق جرهام عمر في البحرين سرا ودون معرفة قيادة الحركة هو نفس الشخص الذي سيرأس وفد عبدالعزيز الي المفاوضات القادمة ودون اعلان ايضا، ماهذا التطابق العجيب! ولكي يدرك الشعب السوداني وخاصة اهل جبال النوبة كيف يفكر عمار اليكم هذه الوثيقة التي تتحدث عن نفسها وهي تلخص التنوير الذي قدمه عمار امون للمكاتب الخارجية في حركته وهي حركة اثنية اقليمية لاعلاقة لها برؤية السودان الجديد، حتى يعلم الشعب السوداني عن ماذا يخطط عبدالعزيز وعمار والدوائر الخارجية التي خلفهم بمافي ذلك مؤتمرهم الديني الاخير في جبال النوبة الاسبوع الماضي الذي يستلفون فيه بضاعة المؤتمر الوطني في تقسيم النوبة الي مسلمين ومسيحيين ففي التفاوض والسياسة يشترى عبدالعزيز من المؤتمر الوطني، واليكم تنوير عمار.

*نص تنوير عمار …*

(  مقتطفات من تنوير عمار آمون  الى عضوية امريكا
اهم النقاط
*التفاوض الاخير مفروض علينا من المجتمع الدولى ونسعى الى كسب الوقت
* القيادة العسكرية  متحدة خلف  الرئيس المنتخب وهى قد فوضته للتفاوض المباشر
* حراك النيل الازرق  تقوم به مجموعة معزولة وذات صلات مشبوهة للنظام وغير مؤثر  و الرفيق جوزيف متوافق مع رؤية الرئيس  حول شروط التفاوض
* حق تقرير المصير  هو الحد الأعلى فى سقف التفاوض  وقد نرتضى فترة انتقالية مربوطة بعملية استفتاء تتيح لنا الانضمام لجنوب السودان   وسوف نصبح  كتلة مؤثرة فى العمل السياسى والعسكرى  وسط  الدينكا والنوير والشلك وربما تتيح لنا التحالفات المستقبلية رئاسة جنوب السودان
عكس وجودنا فى شمال السودان حيث  ستحصل لنا عملية إذابة داخل  المجموعات الاخرى وسنفقد كثير من المزايا التفضلية  ويفقد مشروع السودان الجديد زخمه فى الشمال  مع تصاعد الكتلة الدارفورية
* نقبل وساطة سلفاكير اذا اقرت المجموعة المنشقة الترتيب القيادى الجديد ووجودهم داخل الحركة كأفراد وليس قادة فى  المرحلة الانتقالية
* العملية الانسانية  ليست مقدمة
حيث ان مخاطرها كثيرة وقد نفقد كثير من السيطرة  من حيث تسلل عناصر أمنية تكشف  الأوضاع داخل المنطقتين
وخطورة ظهور تيار موالى الى  المجموعة المنشقة  والوضع الغذائى مطمئن وسنحل مشكلة التمويل عبر لجنة العلاقات الخارجية  مع الاصدقاء من الدول الداعمة لنا وعمليات التسليح لم تتوقف رغم  سريان  وقف إطلاق النار  والجيش الشعبى متحسب الى نهاية ديسمبر  واحتمال اندلاع الحرب من جديد .
📞تم التنوير يوم الأحد الساعة الرابعة بتوقيت واشنطن . )