الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / عملية يوليو الكبرى (72) المذبحة والمجزرة قلب العملية القذائف لم تفرق بين المعتقلين والانقلابيين

عملية يوليو الكبرى (72) المذبحة والمجزرة قلب العملية القذائف لم تفرق بين المعتقلين والانقلابيين

عرض/ محمد علي خوجلي
في مذبحة بيت الضيافة شهداء وناجون, وفسر محللون: أنه عندما اشتد الهجوم المضاد وقذف المدرعات, استعجل حرس المعتقلين ضربهم والهروب بسرعة من الموقع لذلك استشهد البعض ونجا آخرون وأشاروا بذلك الى الضرب بالرصاص وسكتوا عن قذائف الدبابات.
ويهتم هذا العرض بإعادة ترتيب الوقائع التي قد تأتي متعارضة أحيانا. ويستند على شهادات عسكريين في ساحة الأحداث أو قريبين منها, وتوثيقات وتصريحات الناجين من المذبحة والمعتقلين في القصر الجمهوري بما في ذلك توثيق العقيد/ جعفر نميري.
كما يعول العرض على افادات الناجين بأكثر من المحللين ويميل بلا مواربة لشهادات الناجين الأولى خلال الفترة “23-31 يوليو 1971م” بأكثر من الشهادات المعدلة بعد ذلك بسنوات طويلة.
لم يتمكن الناجون من رؤية الجناة
النقيب/ عثمان عبدالرسول من الناجين قال في شهادته الأولى:
“لأول وآخر مرة كان طعام الغداء للمعتقلين ببيت الضيافة فاخراً. وأحضر الحردلو الذي كان مشرفاً على المعتقلين بعد الغداء حقيبة الى عبدالحي محجوب “من الناجين” من والدته بها جلابية سكروتا ومعجون وفرشاة أسنان وزجاجة عطر. وكان الحردلو آخر من رآه المعتقلون”.
“عند العصر سمع ضرب جبخانة صغيرة ثم صوت أسلحة ثقيلة, أكد سعد بحر أنهم جنود اللواء الثاني دبابات, الوحيدون الذين تدربوا على ذلك النوع من السلاح. وأمر الضباط بالانطباح على الأرض.
اقترب صوت ضرب الرشاشات من بيت الضيافة فقال سيد المبارك “من شهداء المذبحة” النميري رجع.
وطلب العقيد/ اورتشي من الشهداء أيضاً من العسكري بالباب “حرس 19 يوليو” اعطاءه البندقية التي يحملها فرفض. وظل المعتقلون ينتظرون. وبعد قليل سمعوا واحداً يصرف الأوامر “بيد الناس الجوه” فدخل الجناة يطلقون الرصاص على المعتقلين ويقلبون السراير وعند سماعهم صوت الدبابات هربوا”.
ولم يتمكن الناجون من رؤية الجناة بسبب أنهم كانوا مستلقين على الأرض وبسبب رائحة الدم الساخن التي انتشرت ورائحة الحريق في المراتب..”.
اذن: التعليمات بالضرب لم تصدر الى الحراس ومنهم حارس الغرفة التي كان معتقلاً فيها النقيب عثمان عبدالرسول والشهيد اورتشي.
ارتكب الجريمة جبارة والحردلو
وقال النقيب/ عثمان عبدالرسول في شهادته الثانية بعد ثمانية وثلاثين سنة “يوم 22 يوليو وعند الضرب كان الملازم/ محمد حسن عباس يقف أمام الباب داخل الغرفة, وقلت ليه ابعد من الباب يمكن تجي طلقة طائشة تضربك وهو أول من قتل في الغرفة عندما ضربه الحردلو وأحمد جبارة.
“وما حدث أن الملازم/ أحمد جبارة قائد الحراسة قال اضربوا الضباط المعتقلين بالرصاص. وتردد الملازم الحردلو. فقال له احمد جبارة هذه تعليمات صادرة الينا ويجب تنفيذها. واذا ما ستنفذ هذه التعليمات سأقوم بقتلك وتصفيتك ثم أقوم بقتل وتصفية هؤلاء المعتقلين”.
“فتحوا الباب وأول من ضربوه الملازم/ محمد حسن عباس كان يقف امام الباب داخل الغرفة. وقام الملازمان باطلاق النيران علينا من بنادقهم الرشاشة وقلت لهم: لا تقتلوا رفاقكم العزل.
أحمد جبارة قال للحردلو: اقتل عبدالرسول وإلا قتلتك ثم قتلت عبدالرسول معك. وضربت بثلاثة مجموعات ذخيرة واصبت اصابات بالغة..”.
(المصدر: جريدة الصحافة 26/7/1971م/ توثيق عبدالماجد بوب/ الرأي العام 10/10/2009م الخرطوم الجديدة سبتمبر 2009/ مراجعات الطاهر حسن التوم/ أبحاث عبدالله علي ابراهيم)
لا علاقة للحردلو بوقائع القتل
الملازم/ أحمد عبدالرحمن الحردلو من ضباط القيادة الشرقية بالقضارف, وحضر الى الخرطوم مساء 19 يوليو في مهمة رسمية وصادف الانقلاب فشارك فيه وكان مسئولاً عن حراسة المعتقلين في بيت الضيافة يوم 22 يوليو وغادر موقعه بعد انهمار النيران عليه واعتقل يوم الجمعة 23 يوليو. والحردلو وأحمد جبارة صديقان وعند حضور الحردلو من القضارف يوم 19 نزل مع جبارة في ميز الحرس الجمهوري بالقصر.
وشهد النقيب/ مأمون حسن محجوب “من الناجين واستمر في خدمة القوات المسلحة حتى رتبة الفريق ركن” في محاكمة احمد عبدالرحمن الحردلو بأن:
-لا علاقة للحردلو بوقائع القتل في بيت الضيافة..
-التصفية بدأت بضرب دبابات. وأول من استشهد كان العميد/ سيد حمودي, عندما سقط عليه جزء من سقف الغرفة ببيت الضيافة ولم يمت برشاشات الكلاشنكوف.
لاحظ: الملازم/ الحردلو من المشاركين بعد التنفيذ سواء كان حضوره يوم 19 يوليو مصادفة أو بالاتفاق.
-أعقب ضرب الدبابات التمشيط والتصفية الداخلية.
“النقيب/ مأمون حسن محجوب أكد على “القوة الثالثة” أو الانقلاب في الانقلاب المضاد التي ضربت بالدبابات أولاً ثم أكملت العملية بالتصفية الداخلية وهو شاهد عيان “لم يستنتج” و”لم يخبره أحد عن طريق الاشارة”!! ونفى – ايضاً النقيب/ عبدالحي محجوب “من الناجين” التهمة عن الحردلو “وحكمت المحكمة ببراءته من تهمة القتل وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات وحتى الاعدام كما قرر محرك الأحداث ونفذت أدواته!!”.
(ده انقلاب جديد)
وفي توثيق اللواء كسباوي قال:
“تحركت ثلاثة دبابات ت55 من الشجرة اتجهت دبابة صوب القيادة العامة والدبابتان ضربتا القصر من جهة ميدان كتشنر, واحدة ضربت بيت الضيافة ثم انضمت للأخرى لضرب القصر. وكانت التصفية مقصودة (ده انقلاب جديد) وبعد كده دخلوا عليهم وتموا الباقي بالرصاص العادي.
أعرف بعض جنود الدبابة
“الضابط/ عزت فرحات كان يسكن الخرطوم شرق. عند القيادة العامة سمع ضرب مدافع الدبابات جهة القصر. تحرك بسيارته الى القصر وكان بالزي الملكي. وجد دبابة أمام القصر وتطلق مدفعيتها صوب مبانيه. عرف بعض جنود الدبابة وعرفوه.
فقال لهم: ان بالقصر بشراً والأفضل اقتحام القصر واحتلاله لانقاذهم بدلاً عن هذه الطريقة.
فقالوا له: “جنابك خليك بعيد وأحسن تنسحب من هنا “ففعل”.
(عبدالله علي ابراهيم/ الصحفي/ محمد عبدالسيد)
تنظيمان لكل دبابته
الرائد/ عبدالقادر أحمد محمد من الضباط الناجين من مذبحة بيت الضيافة, وبعد نجاته خرج وقام باحتلال القيادة العامة وهو من “احرار مايو” قال:
“سمعنا الضرب.. الضرب اقترب.. ضرب سقف الأودة.. كان ضرب دبابة. سقطت الاودة على رأس العقيد/ حمودي. الدبابات خشت جوه بعد ما كسرت الحيطة.
“بعد مدة سمعنا نيران عرفناها. دي دباباتنا. خرجنا واستقبلنا الجنود بالأحضان”
(جريدة الصحافة الاحد/ 25 يوليو 1971م/ عبدالماجد بوب)
أنظر:
النقيب/ عبدالقادر أحمد محمد تحدث عن دبابات تنظيمين وانقلابين:
تنظيم تاني جاء لانقاذ المعتقلين “هل هي دبابة أحمد جبريل”؟
دبابات اللواء الثاني مدرعات
النقيب/ عبدالحي محجوب من الضباط الناجين وشهد:
“يوم الخميس 22 يوليو 1971م حوالي الساعة الثالثة والنصف سمعنا صوت طلقات قوية فذكر العميد/ سعد بحر أن هذه الطلقات هي طلقات دبابة ت55 التي تتبع جميعها للواء الثاني مدرعات الذي يقوده سعد بحر نفسه. فسألته هل اللواء الذي قام بالحركة الفاشلة “مجموعة 19 يوليو” معه من هذا النوع. فأجاب بالنفي واستبشرنا خيراً..”.
(صحيفة الأيام الاربعاء 28 يوليو 1971م/ توثيقات عبدالماجد بوب)
ذهبت الى بيت الضيافة بدبابة أحمد جبريل
الملازم/ محمد علي كباشي من الضباط الذين اطلق سراحهم من معتقل بيت الضيافة قال:
“اجتمع بنا العقيد/ سعد بحر وقال ان اللواء الثاني غير راض بالوضع الحاصل وانهم مجردون من السلاح, ومتوقع اطلاق سراح بعض الضباط الصغار منا, فمن يطلق سراحه عليه الاتصال باللواء الثاني., وفعلاً كنت أول من اطلقوا سراحه, واتصلت باللواء الثاني وبعض الرقباء والجنود اخبروني انهم على استعداد للقيام بالحركة “المضادة”.
وفي يوم 22 يوليو وفي طريقي الى الشجرة سمعت صوت ضرب وقابلتني دبابة بها الرقيب احمد جبريل وركبت فيها وذهبت الى بيت الضيافة ووجدت ان دبابة قد وصلت من قبل وضربت. وعندما دخلت وجدت بعض المصابين ووجدت العقيد/ سعد بحر مصاباً واخذته الى الشجرة.
أنظر:
عند ترتيب وقائع زيارة الدبابات/ التنظيمات لبيت الضيافة يوم 22 يوليو نلاحظ:
1-شهادة الملازم/ محمد علي كباشي تشير الى ان تنظيمه “تنظيم/ الرقيب احمد جبريل أو احرار مايو” هو التنظيم الثالث الذي زار بيت الضيافة.
2-شهادة كباشي تتسق مع الافادة الأولى للعقيد سعد بحر 28/7/1971م “ان الانقلاب المضاد لحركة 19 يوليو قاده تنظيم ضباط الصف والجنود الوطنيين وهو التنظيم العسكري للأحزاب والذي بدأ تكويناته الأولى عقب انقلاب 25 مايو, وأبرزهم حماد الأحيمر ومحمد محمد التوم وعيسى أحمد عيسى”.
3- وتتطابق شهادة الملازم/ محمد علي كباشي والعقيد/ سعد بحر مع شهادات أخرى ظهرت في 1975م وأخرى.
فتكون الدبابات التي زارت بيت الضيافة يوم 22 يوليو هي دبابات:
1/ الزنوج الأحرار أو الجبهة القومية 2/ ضباط صف وجنود الجبهة الوطنية 3/ أحرار مايو.
وكتب محجوب عمر باشري/ اعدام شعب
“يظن بعض الناس أن حماد الأحيمر هو الذي احبط الانقلاب ولكن حماد الاحيمر كان متواطئاً مع فريق آخر ضد هاشم العطا وابي شيبة وجعفر نميري وزملائه. دخل حماد الاحيمر التاريخ وظن الناس انه منقذ لثورة مايو..”.
القذائف لم تفرق بين المعتقلين والانقلابيين
شهد الرائد/ مأمون عوض ابوزيد رئيس جهاز الأمن القومي ومن المعتقلين في القصر الجمهوري بالآتي:
“بدأ قصف الدبابة على القصر الجمهوري عند الرابعة عصراً وهذا القذف اربك ضباط 19 يوليو المكلفين بالحراسة, حيث كانوا هم أيضاً هدفاً للنيران.
وأعضاء مجلس قيادة الثورة المعتقلين لم يكن تخوفهم من الضباط الذين يشرفون على اعتقالهم بل من الدبابات التي ترسل قذائفها ولا تفرق بين الانقلابيين والمعتقلين”.
(المصدر: صحيفة الأيام 30 يوليو 1971م/ عبدالماجد بوب)
ولهذا السبب نفسه استطاع مأمون الخروج من معتقله من خلال فوضى القذائف.
أنظر:
تقارير الاستخبارات العسكرية بعد 22 يوليو أشارت الى ان بعض الفصائل العسكرية التي ارسلت قذائفها نحو القصر الجمهوري وبيت الضيافة كانت تعمل على تصفية الجميع.
وكتب زين العابدين محمد احمد عبدالقادر في مذكراته “مصدر سابق”
“في الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر يوم 22 يوليو بدأنا نسمع ازيز الرصاص وقصف الدبابات كلها بما فيها ت55 وكان الشيوعيون قد تعمدوا سحب الابر من الدبابات كلها. وانطلقت دبابات من مدرعات الشجرة. وانطلقت أول دانة من دبابة الملازم عبدالله خيرالله والرقيب أول/ حماد الاحيمر من كبري الحرية ضربت القصر الجمهوري”.
أنظر:
برأ زين العابدين كما مأمون عوض ابوزيد الشيوعيين من قذائف الدبابات وكذلك فعل جعفر نميري! كما سنعرض.
ونختم الجزئية بتوثيق العميد م/ محمد المنير حمد “مصدر سابق”
“أول مدرعة أرسلت قذيفتها من كبري الحرية نحو القصر الجمهوري اهتزت فيها المباني. وتبعتها مجموعة من الطلقات المكثفة. واتجهت المدرعات نحو القصر الجمهوري بقيادة الملازم/ عبدالله خيرالله ورقيب أول حماد الأحيمر.. فأراد حارس نميري النجاة من الهجوم المضاد والمحاسبة فأطلق سراح نميري وساعده على القفز من السور الغربي للقصر.
وخرج الرشيد نورالدين وركب مدرعة. وهرب الحراس “مجموعة 19 يوليو” وخرج معتقلو القصر: ابوالقاسم هاشم, زين العابدين محمد احمد عبدالقادر, ابوالقاسم محمد ابراهيم ومأمون عوض ابوزيد.
ووصل الرائد/ ابوالقاسم محمد ابراهيم الى مبنى الاذاعة السودانية وتلا بياناً قال فيه:
“ان الثورة صامدة وستواصل القوات المسلحة المسيرة بارادة الشعب السوداني البطل” ثم أعلن:
ان مجلس قيادة الثورة الذي يرأسه جعفر محمد نميري قرر اعلان حالة الطواريء في جميع انحاء السودان كما قرر فرض حظر التجوال.
وجاء بيان الرائد/ ابوالقاسم محمد ابراهيم بعد مخاطبة المقدم/ صلاح عبدالعال مبروك وقبل خطاب اللواء/ جعفر محمد نميري.
ونواصل: الانقلابات داخل الانقلاب المضاد
للتواصل والمشاركة في هذا التوثيق الجماعي: موبايل 0126667742 واتساب 0117333006 بريد khogali17@yahoo.com

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.