استراحة محارب …

قال تعالى: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم}
      (آل عمران:167)

وسفينة البلاد تسير لمرافئ الحوار الوطني مع قوة نداء السودان ، والاجتماعات تدور علي قدم وساق ، ويتصدرها الامام الصادق المهدي ود.جبريل وعقار ومناوي وعرمان ودقير وهلم جر .. وآمالهم لا تحدها حدود في إكتمال المفاوضات والسير بهذه السفينة الي بر الأمان ، بعد ان تاهت في بحور الظلمات وتمزقت أشرعتها ، وفقدت بوصلة الذهاب او العودة .
   ورغم صدق النوايا من رجالات نداء السودان والجدية المفرطة ، والمساعي الحسيسة لرتق ولم الشمل ، إلا ان حكومة البشير تجتهد في الجانب العكسي وهي تستفيد من إستراحة المحارب التي تمنحها لهم الجلسات الحوارية في هذا الوقت  وتنطلق لشراء الدبابات الروسية التي أوردتها كبري الصحف العربية والسودانية والتي حددت حتي عددها (170) دبابة ، وبعض الطائرات الهيلكوبتر المقاتلة ، فتختلف النوايا وتوضح الرؤي للكيانين ، بين المأمل والمتحفز .
النمط الدائم لنظام حكومة البشير امسى معروفا ، يقدمون لك يدا تسالم  وتطعنك بالأخري ، وكيف لا وهم من صنعهم  المتأسلمين ، فغدروا بهم وقذفوهم في قوارب  النجاة من هذه السفينة ، ظنا منهم بأكتمال دورهم في الإبحار ، فيجب عليهم أن يفرحوا بما اوتوا ، ولكنا لا نظن ان المتأسلمين يكتفون ايضا ، فلا زالت قواعدهم الهالكة ، تفتح افواهها للرضاعة من ثدي البلاد ، الذي نضب من الامتصاص ، وبداوا يتزمرون ويلوحون بالتهديدات ، حتي مستهم اسنان المعتقلات ونكل بهم البشير واعوانه الجدد حتي اذاقوهم ما اذاقوه  للشعب السوداني المسالم ، وكانت الايام لهم دول ، فتجرعوا كأس كانوا قد سقوها لغيرهم ، فخنعوا واستكانوا ، فبدوا منقسمون بين المعارضات  سبعة زايد سبعة وجزء اكتفي بوظائف تقيه الحوجة ومبالغ طائلة نهبوها سابقا اودعوها لليوم اسود ، لامحالة ان هذا اليوم آت آت .
  الاخوة الزعماء.. قادة نداء السودان هل هنالك بصيص أمل في ان تجدوا من هذا النظام المستبد الذي فرم الوطن ومزقه باسنانه المسنة ، وباع تراب وطنه بأبخس الاثمان ، ونحر نصف إخوته بسكين صدئة بنهج العقول الحيوانية التي لا تعرف الرحمه ولا الرأفة ، وتقوقع في الفساد حتي ارتوي ، وأستشري في المطامع حتي شبع ، ان يتقبل شروطكم ، ويتنازل عن حكمه بلا دماء؟؟ !!! ويسلم نفسه للمحاكمة والمحاسبة ؟؟!! ويتقبلكم بوزارات سيادة ، تجعل منكم اندادا له !!!
اذا حدث ذلك فتكون احد العجائب  تضاف الي العجائب السبع الموجودة في التاريخ ، وليست السبعة زايد سبعة المعارضة !!
لا ندري هل انتم متفاءلون حقيقة بان هنالك بصيص أمل لذوبان جليد الفساد ؟؟ لينهمر فيكم غاسلا ما أفسده الدهر .
سوف تنتهي المفاوضات إما بقبولكم وزارات بلا اعباء ولا تكاليف ، أو تخرجون لتجدوا استراحة المحارب قد إوتيت آكلها ، فحكومة البشير استعدت جيدا ، وهي المؤمنة بان السلام هو الابادة للمعارضة ؛ بكافة الوانها واشكالها .
  فالمبالغ التي اضاعوها في شراء الدبابات والطائرات ، لو كانوا يؤمنون بالحوار ، كان يجب ان تكون مناديل بيضاء للسلام ، كان يجب ان تكون معدات طبية وادوية حتي ترفع البلاء الذي حل بالبلاد .
كان يجب تكون بديلا عنها زارعات وحاصدات ، كان يجب تكون بديلا عنها مواد للتعمير ، كان يجب ان تكون بديلا عنها طرمبات مياه لساقية المواطن داخل الخرطوم وسقاية الارض .
كان يجب أن تكون بديلا عنها غاز كان يجب ان تكون بديلا عنها شوارع ، مصانع ، مدارس ، مستشفيات  …..
  من يشتري الدبابات والطائرات الحربية سيبيع اي حوار واي سلام  …