الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / حزب البعث العربي الاشتراكي "الأصل" / صعود الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا: رصد وتوقعات

#الهدف
صعود الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا: رصد وتوقعات
===============================
بقلم : الأستاذ محمد عثمان ابوشوك .

تشهد دول الإتحاد الأوروبي نموا متصاعدا لنفوذ الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة.. ففي حين كانت هذه الأحزاب والحركات قبل ربع قرن من الزمان تمثل مجموعات مبعثره لا وجود لها تقريبا في برلمانات الدول الأوروبية، يلاحظ المراقب للحراك السياسي في أوروبا تصاعد نمو هذه الأحزاب والحركات الى

صعود الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا: رصد وتوقعات

#الهدف
صعود الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة في أوروبا: رصد وتوقعات
===============================
بقلم : الأستاذ محمد عثمان ابوشوك .

تشهد دول الإتحاد الأوروبي نموا متصاعدا لنفوذ الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة.. ففي حين كانت هذه الأحزاب والحركات قبل ربع قرن من الزمان تمثل مجموعات مبعثره لا وجود لها تقريبا في برلمانات الدول الأوروبية، يلاحظ المراقب للحراك السياسي في أوروبا تصاعد نمو هذه الأحزاب والحركات الى القوة السياسية الأولى في بعض بلدان أوروبا أو القوة الثانية في بلدان أخرى والقوة الثالثة في بلدان أوروبية اشتهرت بأنها معقل للأحزاب الإشتراكية  الديموقراطية..
نحاول في هذا المقال تتبع هذا المنحى من خلال الإحصائيات الحقيقية وتوقعات المراقبين في عدد من الدول الأوروبية..
النمسا:
يمثل حزب FPÖ معقل اليمين المتطرف في النمسا، وبلغت القوة الانتخابية هذا العام قمتها حيث خسر مرشحه لرئاسة الدولة بعدد قليل من الأصوات في مواجهة مرشح القوى اليسارية واللبرالية..
تصاعدت حصة هذا الحزب من أصوات الناخبين النمساويين في السنوات الماضية على الوجه التالي:
عام 2002  10%
عام 2006  11،3%
عام 2008  17،5%
عام2013  20،5%
عام2016  33%
المانيا:
على أنقاض الأحزاب المتمسكة بالماضي النازي لألمانيا و حركة يقيدا التي تدعوا للوقوف ضد أسلمة  المانيا ، نشأت في 2013حركة بديل لألمانيا AFD   و هي حركة سياسيه  تغلف اتجاهاتها النازية و العنصرية  بشعارات تدعو للحفاظ على الهوية الألمانية بوقف الهجرة  و الابتعاد عن سياسات الإتحاد الأوروبي ،في سنة تأسيسها 2013 دخلت إنتخابات  البرلمان الاتحادي و حصلت على 4،7% من أصوات الناخبين و لم تستطع دخول البرلمان  نسبة لعدم حصولها على نسبة  ال 5% التي يحددها الدستور الألماني للتمثيل في البرلمان الاتحادي ، غير أن انتخابات برلمانات عدد من الولايات الألمانية التي جرت في هذا العام  شهدت  تقدما كبيرا  لهذه الحركة  تفاوت من 10% من أصوات الناخبين الى 20% من الأصوات ، وفى العاصمة برلين المعروفة بيسارية ناخبيها حققت الحركة 19،5% متجاوزة  حزب المستشارة الألمانية  ميركل ، بحيث أصبحت الحركة القوة الثانية في برلمان برلين ..يتوقع المراقبون أن تحصل الحركة على أصوات  13% من الناخبين في انتخابات البرلمان الاتحادي العام القادم ..جدير بالملاحظة أن هذه التوقعات جرت في مايو الماضي  قبل إنتخابات ولايتي ساكسونيا العليا و برلين ، و بالتالي فإن حظوظ الحركة في انتخابات 2017 قد تتجاوز بكثير نسبة ال 13%، و في كل الأحوال فإن المانيا  ستشهد لأول مرة في تاريخها الحديث صعود ممثلين للإتجاه اليميني العنصري الى البرلمان الإتحادي ، الأمر الذى لم يحدث منذ القضاء على الحزب النازي سنة 1945..
بريطانيا العظمى:
التوجه اليميني العنصري يمثله حزب Ukip الذي تأسس في 1993
وزنه الانتخابي تصاعد على الوجه التالي:
العام 2012  9%
العام 2013  10%
العام 2014  13%
العام 2015  12%
العام 2016  17%
ويتوقع المراقبون أن تتزايد نسبة ناخبي هذا الحزب في الانتخابات القادمة في ضوء تصويت الناخبين البريطانيين لصاح الخروج من الاتحاد الأوروبي..
فرنسا: Front National
اكتسح هذا الحزب الإنتخابات المحلية التي جرت هذا العام في فرنسا.. وهو حزب يميني عنصري معاد للأجانب ويدعو الى خروج فرنسا من الإتحاد الأوروبي.. تصاعدت قوته الانتخابية على الوجه التالي:
العام 1997  14،9%
العام 2002  11،3%
العام 2007  4،3%
العام 2012  13،8%
العام 2017  30% (توقع)

بولندا: حزب الحق والعدالة (PIS)
تأسس في 2001 ودخل الإنتخابات البرلمانية في نفس العام محققا نسبة 9،5% من الناخبين، في انتخابات 2015 حقق الحزب نسبة 37،6% من الناخبين ويحكم الآن منفردا في بولندا.

المجر: حركة Fades حصلت في آخر إنتخابات عام 2014 على نسبة 44،5 من أصوات الناخبين وتحكم حاليا منفردة في المجر.

فنلندا: حزب الفنلنديين الحقيقيين تصاعدت قوته الإنتخابية على الوجه التالي:
العام 1999  0%
العام 2003  1،6%
العام 2007  4،1%
العام 2011  19،1%
العام 2015  17،7%

الدنمارك: حزب الشعب الدنماركي، حقق في إنتخابات 2015 نسبة 21،1% من أصوات الناخبين.

السويد: حزب الديموقراطيين السويديين الذي ترجع أصوله الى حركة سويدية متطرفة تسمى نفسها (حافظوا على السويد سويدية)..
العام 2010  5،7% من أصوات الناخبين
العام 2014  13%
حسب إستطلاعات الرأي في هذا العام فإن 23،6% من الناخبين السويديين يفضلون التصويت لهذا الحزب في الانتخابات القادمة.

سويسرا (ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي): حزب الشعب السويسري اليميني المعادي للأجانب والإتحاد الأوروبي حصته من الناخبين السويسريين بلغت في آخر إنتخابات فدرالية نسبة 31% من الناخبين ، وهو الحزب الأكبر في البرلمان الفدرالي ويقف هذا الحزب وراء معظم القرارات والسياسات المعادية للأجانب.
أن هذا الاتجاه المتصاعد لنمو قوة الأحزاب والحركات اليمينية المتطرفة يمكن ملاحظته أيضا في بلدان أوروبية أخرى مثل بلغاريا، تشيكيا، رومانيا، اليونان، سلوفاكيا، إيطاليا واسبانيا والبرتغال، وهو أمر يشبه الى حد كبير تصاعد نمو الحركات الإسلامية في البلدان العربية والإسلامية.

الأسباب:
ثلاثة عوامل رئيسيه قد تكون وراء نمو هذا الإتجاه اليميني المتطرف في أوروبا:
• العامل الأول هو تصاعد ازمة النهج الرأسمالي في أعقاب تبنى سياسات النيولبراليه.
هذه الازمه يمكن تشخيصها في تواتر الأزمات المالية ولجوء القيادات السياسية في أوروبا إلى إجراءآت تقشفيه صارمه أفرزت حالة من انكماش الصرف العام وتخلى معظم الدول الأوروبية عن مقومات دولة الرفاهية العامة مما أدى الى ازدياد مؤشرات العطالة وتدنى الخدمات الاجتماعية.

• العامل الثاني:
إزدياد موجات الهجرة غير الشرعية الى أوروبا، الأمر الذي يرى فيه فلاسفة اليمين المتطرف تهديدا مباشرا لهوية أوروبا المسيحية وقيمها اللبرالية. ويتجاوز الأمر ذلك الى تحميل المهاجرين وزر العطالة وتفشى الجريمة وغيرها من الموبقات.

• العامل الثالث
أن الإتحاد الأوروبي في تأسيسه قام على أكتاف قيادات لبرالية مرتبطة بشكل كامل بالمؤسسات الصناعية والمالية الأوروبية ، أدى ذلك الى صياغة مؤسسات هذا الإتحاد بشكل يشابه الى حد كبير الاشكال التنظيمية للشركات فأصبحت مؤسسات الاتحاد الأوروبي مؤسسات موغلة في البيروقراطية والمركزية التي يعتبرها المواطن الأوروبي العادي قيودا تخنق حرياته وحقه في اتخاذ القرارات التي تلائم وضعه ، لذلك نلاحظ تزايد الإتجاه للإنسلاخ من الإتحاد الأوروبي والتي بلغت قمتها في قرار بريطانيا الإنسحاب من الإتحاد الأوروبي.
هذا الاتجاه موجود أيضا في فرنسا والمانيا والدنمارك في شكل مشاريع لطرح عضوية هذه البلدان في الإتحاد الأوروبي للإستفتاء الشعبي في الأعوام القادمة..
استنتاجات:
بصرف النظر عما ستؤول اليه الأمور في الانتخابات التي ستجرى في الأعوام القادمة في البلدان الأوروبية، سواء عززت هذه الإنتخابات مواقع اليمين المتطرف وصعدت به الى السلطة التنفيذية او لا، فإن الأمر المؤكد أن السياسة الأوروبية الداخلية والخارجية لن تكون كما كانت في الأعوام الماضية، وستشهد الساحة الدولية مواقف أوروبية تتلاءم والوضع الذي افرزه النمو المتصاعد لليمين المتطرف..
ما يهمنا كبشر في العالم الثالث وتحديدا في افريقيا والوطن العربي، إن أوروبا ستلجأ بشكل متزايد الى التخلي عن التبشير بقيم الديموقراطية وحقوق الانسان وتتجه الى البحث عن مصالحها القريبة سواء كإتحاد أوروبي او كدول منفردة.
ملامح ذلك بدأت في الظهور منذ الآن متمثلة في بناء الأسوار العالية لوقف تدفق اللاجئين وبالاتفاقيات السرية والعلنية مع حكام عرب وافارقه على النموذج التركي لوقف الهجرة غير الشرعية وتجاهل تام لكون هؤلاء الحكام كانوا وحتى الأمس القريب حكاما دكتاتوريين معادين للديموقراطية.
ما يهم أوروبا المتحدة أو غير المتحدة الآن وفي المستقبل المنظور هو مصالحها القريبة والبعيدة دون النظر الى مصالح وطموحات أقطار العالم الثالث وبشكل خاص أفريقيا والبلدان العربية.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.