مساراات – سيمفونية الوداع والرحيل الى مزبلة التاريخ !!

مساراات
عبدالقادر العشارى
سيمفونية الوداع والرحيل الى مزبلة التاريخ !!

شهدت السنوات الاخيرة انهيار العديد من الانظمة الديكتاتورية التى تهاوت وخرت صريعة امام ضربات الشعوب واثبتت عدم قدرتها على تحدى الشعوب السياسى والاقتصادى والاجتماعى المشترك ، بالرغم من انه كان ينظر اليها على انها انظمة متوطدة ومنيعة …
فمنذ عام 1980 استطاع تحدى الشعوب الذى تميز فى الغالب ب “الأ عنف ” اسقاط الأنظمة الديكتاتورية فى كل من استونيا ، لادلفيا ، بولندا ، المانيا الشرقية ، تشيكوسلوفاكيا ، سلوفينيا ،  مدغشقر ، مالى ، بوليفيا ، الفلبين  … الخ .
بلا ادنى شك ان ارادة الشعوب اقوى من جميع الاسلحة القمعية التى يمتلكها الجلاد ، فعندما تتحدث الشعوب باللغة التى يفهما الطغاة ومصاصى الدماء فما على الاخير الا ان يدرك انه كان فى غاية السخف وركاكة العقل وسوء التدبير ،وانه لم يكن يمثل الا الانسان التافه الضيق الافق الذى يخشى كل تجديد وكل مبادرة للخروج الامن ، وان دباباته وابراجه العاجية المحصنة لن تعصمه يومها من غضبة الشعب .. وسوء المنقلب ..
ظل البشير ورهطه منذ تسللهم خلسة الى السلطة فى ليل بهيم يجثمون على صدر الشعب – ويكتمون انفاسه متكئين على الالة العسكرية ومستخدمين كل ادوات المكر والخبث والاقصاء لتدجينه والقضاء على اى حراك من شأنه دك اوكار مملكتهم الفاسدة المطليه بدهان الدين .. الا انهم لم ولن يكونو استثناء من انظمة ديكتاتورية فاسدة هلكت وقبرت على ايدى شعوبها ولا اقوى منها عدة وعتادا .
ان الشعب سيتغنى بثورته التى انطلقت من الاطراف وطرب لها الوسط وتفاعل معها المركز الذى سيعزف لحن الختام قريبا فى عاصمة الفساد ” الخرطوم ” بأوركسترا المقاومة على ايقاع الغلابة والنازحين والعطالة والمشردين والجوعى والعطاشى والمظلومين والمقهورين ليشهد الناس .. كل الناس .. زفة البشير وطفيليته بسيمفونية الوداع والرحيل الى مزبلة التاريخ …
ان الاضراب العام والعصيان المدني اداة شعبية وأسلوب سلمي احتجاجي يلجأ إليه الناس لمواجهة السلطة بهدف تغيير القوانين التي يجمعون على أنها غير عادلة وإيقاف الممارسات الظالمة والقهر الممنهج ومظاهر الفساد السياسى والاقتصادى والادارى ..
برز مصطلح الاضراب والعصيان المدنى في القرن التاسع عشر، واكتسب تعريفه في علم السياسة والاجتماع على يد الباحث هنري دافيد ثورو، حين استخدمه في بحث له نشر عام 1849، في أعقاب رفضه دفع ضريبة مخصصة لتمويل الحرب الأميركية ضد المكسيك، بعنوان “مقاومة الحكومة المدنية ..
وفي أوروبا تأخرت صياغة هذا المفهوم ولكن فكرة ” مقاومة قانون جائر أو غير عادل” كانت موجودة قبل القرن التاسع عشر.
وقد استخدم هذا الأسلوب السلمي في حركات مقاومة سلمية عديدة موَّثقة ؛ في الهند “مثل حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية ” ، وحملاته من أجل استقلال الهند عن  الإمبراطورية البريطانية” ، وفي جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري ، وفي حركة الحقوق المدنية الأمريكية.. وبالرغم من اشتراك العصيان المدني مع الإضراب العام في كونهما وسيلتان تستخدمهما الجماهير للمطالبة برفع ظلم أصابها ، إلا أن الإضراب العام كان في بداياته محصورا بحقوق العمال في مواجهة صاحب العمل “والذي يمكن أن يكون هو الحكومة “… وكانت إحدى أكبر تطبيقات الاضراب والعصيان المدني وأوسعها نطاقا في لجوء المصريين إليه ضد الاحتلال البريطاني في ثورة 1919 السلمية…
باختصار، ان الاضراب والعصيان المدني هو رفض الخضوع لقانون أو لائحة أو تنظيم أو سلطة تعد ظالمة وقمعية وتفتقد للشرعية .. بغرض انتزاع الحقوق ورد المظالم …  هذه نبذة قصيرة عن العصيان المدنى والاضراب العام ..
فيبدو عندنا ان القهر والظلم الممنهج الذى تتتعرض له العديد من فئات المجتمع كالأطباء والمعلمين والزراع والمهندسين بلغ نهاياته ويحتاج منا جميعا الى التكاتف والتعاضد وتضافر الجهود للوقوف صفا واحدا فى اضراب شامل وعصيان مدنى كامل الى ان تعود الحياة الى طبيعتها والمياه الى مجاريها .. ويعرف كل احد منا ما له وما عليه ..
واخيرا وليس اخرا دعونا نعزف ونغنى اغنية جماعية مع دكاترتنا فى سيمفونية الاضراب والعصيان الجماعى .. ليعلم الديك ان هناك شعب له كرامة .. تتوسمه الشجاعة ..