السبت , أبريل 27 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / سقوط الإسلام السياسي في السودان(1)

سقوط الإسلام السياسي في السودان(1)

بدأ مشروع الإسلام السياسي في السودان بكذبة كبرى وخواء فكري وحماس شديد من “الدكتور الترابي” سرعان مع تطور هذا “المشروع الوهمي” حينما وجد بعض “تلامذته” المتحمسين بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، في مواجهة مع العقلانية والحداثة والحرية، وازداد الحماس حينما وجد هؤلاء أن المجتمع السوداني مهيأ دينيا لاستيعاب فكرة إقامة دولة إسلامية فبدأو بنشر أفكارهم وأراهم وسط المجتمع ،والشباب حتى اكتسبوا المزيد من “المهوسيين” ثم انقضوا على السلطة، مستغلين ضعف النظام القائم انذاك ، وتفرق ،وضعف  الكيانات السياسية والفكرية التي كانت تتصدى لهم ، فكريا وسياسيا ،وبدأت فصول جديدة من الرعب والجهل، والابتزاز، و الاحتكار، والتدخل في شؤون القضاء، وقمع الإعلام، وتقيد حرية التعبير، واخيرا فصل الوطن إلى جزئين، “شمال وجنوب” والقتل على أساس الهوية والدين ،كما حصل في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق،
أسباب سقوط الإسلام السياسي في السودان:
-فشل الحركة الإسلامية في تقديم مشروع دولة ،تتصرف كدولة مؤسسات لا أشخاص، وتتمثل في دولة العقد الاجتماعي التي بمقدورها أن تفصل بين حقوق المواطن الفرد والدولة، ومن خلال تقديم مشروع قائم على منظومة من الأسس الاقتصادية وبناء مؤسسات الرعاية الاجتماعية للأفراد، بشكل يساهم في امتصاص حدة الفوارق الطبقية والثقافية.
-تمسك دعاة المشروع السياسي الإسلامي في السودان، بخطاب مرتبط بالماضي هذا الماضي الذي يبنى في الخيال يختلف عن واقعنا الاجتماعي والسياسي، وهذا الخطاب يهرب من مواجهة الواقع ولا يعترف بأننا لسنا في عهد الخلفاء الراشدين حيث يسعى إلى تقديم تصورات حول عوالم مثالية يحلم دعاته بتطبيقها دون النظر إلى الحقيقة المأثلة أمامنا،
-كما أن استخدام الدين في السياسة اوصل الكثير من الانتهازيين بل والمخادعين إلى مراكز متقدمة في قيادة، تنظيم الحركة الإسلامية في السودان بفروعها المختلفة” بحثا عن السلطة والجاه بوسائل بدائية قائمة على التظاهر بالتدين الشكلي. وترك جوهر الدين الحقيقي
كل هذه الأسباب، أدت إلى أن يمر الإسلام السياسي في السودان بمأزق حقيقي في مواجهة الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي في السودان ، على الرغم من وجود الإسلاميين على سدة السلطة حتى الآن لكنهم غير قادرين على صياغة مشروع واقعي للحكم ومؤثوق به.
-تصور “الإسلاميين” في السودان إلى مفهوم بناء الدولة والتعامل مع قضايا الحريات وحقوق الإنسان.
الإسلام السياسي في السودان ،و دعاته ليس لهم أي تصور واضح إلى مفاهيم بناء الدولة وفقا لمتطلبات الفرد والمجتمع،
أن مفهوم بناء الدولة: يعني إقامة مؤسسات مستقرة تستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتحرر من التبعية، للوصول إلى الأمن والاستقرار وصياغة دساتير وهياكل سياسية تقود عملية التنمية، أن هذا المفهوم بعيد و غائب عن “إسلامي السودان” لأن مشروعهم السياسي لا يرتبط بالدولة وحدودها بل ،فقهم السياسي، لا يعترف بالحدود الجغرافية لأي دولة وهي نفس مشكلة كل إسلامي العالم، لأن الدولة الموجودة في مخيلتهم، هي تلك التي تتجاوز هذه الحدود التي وضعها المستعمر وفق تصوراته.
الحريات وحقوق الإنسان:
العقيدة والدين والايدلوجية الاثنية ،والعرقية، هي أساس حقوق الإنسان عند الإسلاميين وهذا كان اساس فشل مشروع الإسلام السياسي وسقوطه في كثير من الدول الإسلامية،
الإسلام السياسي في السودان لا يعترف بالآخر المختلف سوى كان “دينيا أو عرقيا” ويوجد نموذج مأثل في التاريخ السياسي عند إسلامي السودان ،الحرب الدينية التي شنها هؤلاء على جنوب السودان مما أدى  إلى انفصاله عن الشمال هذه الحرب التي خلفت الآلاف الضحايا على أساس الدين والعرق ، وكذلك الحروب العرقية التي تدور رحاها في كثير من أقاليم البلاد ،وقمع الحريات والإرهاب الديني “للمسيحيين”
كلما سبق يجعلنا نؤقن ببدء العد التنازلي “لسقوط الإسلام السياسي” في السودان الذي سيطر على المشهد السياسي والفكري لعقود من الزمان ، بالقتل ومصادرة الحريات، والتمكين والفساد، وأسباب سقوطه موجودة في داخله تتمثل في صراعات القوة والنفوذ السياسي، و الاستقواء بالمليشات القبلية التي ستنقلب على هذا التنظيم، مثلما حدث في الكثير من الدول ،مثل مصر ،وتونس

نورالدين جرجرة
jarjara999@gmail.com

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.