الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *براثن الدولة الدينية في السودان والهجمة علي النساء*
حزب البعث العربي الاشتراكي (الاصل) قيادة قطر السودان

*براثن الدولة الدينية في السودان والهجمة علي النساء*

╭─┅─═🇸🇩ঊঊঈ═─┅─╮
   📰 *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*
——————————-
#الهدف
#الهدف_آراء_حرة

*بقلم: إحمد محمود أحمد*

*تحالف الهاربين من مواجهة الحقيقة يقاتلون فقط ضد المرأة*

*التعري الحقيقي هو بيع تراب الوطن ووضع نساء السودان على الرصيف*

*لقد هزمت فتيات السودان خطاب دولة الظلم ورئيس علماء الساكتين عن الحق*

*مدخل*: هذا المقال يقف صاحبه وبعقل متوازن ضد قهر النساء و ينقض كافة المفاهيم التي تتأسس عليها بعض الرؤي الدينية تاريخيا و راهنا والتي تشتغل علي الاقلال من شأن المرأة وحصر وجودها من خلال بعد جسدي تتم محاولة السيطرة عليه من خلال العقلية الذكورية، والتي تحول الأسلام في السودان تحديدا الي دين غرائزي لا ينشغل الا بجسد المرأة و كأنه الوحيد خلف حالة التخلف التي نعيشها. يأتي هذا المقال علي خلفية النقاش الدائر حول حلقات برنامج (شباب توك) والتي تم انجازها في السودان في شهر سبتمبر من قبل القسم العربي في القناة الالمانية DW والذي تصدت فيه فتيات شابات لمنطق فقهاء الدولة الدينية المتهاوي وتم هزيمته امام العالم، وهذا مما أدي الي هياج اصحاب مشروع الدولة الدينية وخروجهم من جحورهم.

*لماذا المرأة*؟
هذا السؤال يحتاج الي تأسيس نظري يلامس تطور البشرية من جهة والوقوف علي النصوص الدينية من جهة اخري، وبما أن طبيعة هذا المقال لا تسمح بذلك، فان الأشارة المهمة التي يمكن تأكيدها هنا تتصل بطبيعة التفكير الذي تكون تاريخيا عبر سيادة الرجل علي المرأة وفق التصور البيولوجي والذي جاء مدعوما عبر التفوق الأقتصادي و القدرة علي الكسب و الذي مثله الرجل تاريخيا، و لهذا تقول سيمون دي بوفوار بان ( الرجل يعتبر جسمه كما لو كان كائنا مستقلا يتصل مع العالم اتصالا حرا خاضعا لأرادته هو ..بينما يعتبر جسم المرأة حافلا بالقيود التي تعرقل حركة صاحبته..ان الأنسانية في عرف الرجل شيء مذكر فهو يعتبر نفسه يمثل الجنس الأنساني الحقيقي اما المرأة فهي تمثل الجنس الآخر). هذا من جهة، ومن جهة أخري وحين تناول حقيقة النص الديني  واقصد في الأسلام تحديدا، فأنه ووفق واقع المرحلة التاريخية التي تنزل فيها النص المؤسس، فأنه قد طرح رؤي متقدمة تجاه المرأة وان أبقي علي بعض الرؤي السائدة في الواقع الأجتماعي وفق جدلية الأنتقال والتدرج، وهنا يمكن أن نتحدث عن قضية الميراث وخضوعها للعرف السائد آنذاك، وقضايا مثل المرأة الحرة  والمرأة  العبدة وقضية العبيد التي وردت في النص المؤسس ووفق منطق الواقع السائد آنذاك. لكن الأخطر في هذه المسالة فان النصوص الثواني وأقوال الفقهاء والتي تفارق النص المؤسس وفي أحوال كثيرة هي التي سادت و بالذات فيما يتعلق بقضية المرأة، و تراكم الحيز الفقهي والذي كرس رؤيته تجاه وضع المرأة في الدرجة الثانية و التقليل من وجودها، فحسب هذا النهج الفقهي، فهي مجرد قارورة من جهة ، و من جهة أخري فهي اقرب للشيطان و لهذا وجب الأبتعاد عنها، و لهذا يردد البعض فحوي الحديث الذي يشير الي أن المرأة لا تخرج الا مرتين، مرة الي بيت زوجها و مرة أخري الي قبرها، و كل هذا يدلل علي شيطنة المراة و محاولة ازاحتها من الواقع الأجتماعي نهائيا ومن أجل سيادة مطلقة للرجل. هذا الميراث ورثته التيارات الدينية في المنطقة العربية ودون الوعي بطبيعة التطور التاريخي،  محاولة ان تبقي المرأة في الدائرة المظلمة. وبدفع الواقع وطبيعة التطور والحوجة لدور المرأة في المجتمع، فقد لم تستطع هذه التيارات الوقوف امام هذا الواقع ولهذا لجأت الي طريقة أخري لحجب المرأة وذلك من خلال المناداة بالحجاب، وأصبح فحوي الصراع يتمحور حول هذه القضية وبغض النظر عن الدور الذي يمكن ان يلعبه الحجاب في واقع التفسخ الأجتماعي و حالة الفقر في المجتمعات العربية الأسلامية، فتحولت المسألة من جوهر الدين الي شكل الدين وهذه هي الحالة التي سنحاول ان نقرأ فيها ما يدور في الواقع السوداني راهنا.

*السودان ومفهوم العفة والشرف*

السؤال الذي يتبادر للذهن، هل مفاهيم مثل العفة والشرف تنحصر في المرأة، ام يتجاوز الأمر ليتصل بالرجل؟ يبدو ان مفهوم العفة والشرف وتحديدا عند العقلية الدينية المتشرية لواقع التخلف، تحصر قضية العفة والشرف عند المرأة. وبهذا المعني فأن الأفعال الكبري والموغلة في التعارض مع الدين لا تستفز عقلية التيارات الدينية، بقدر ما يثير كل الكامن في تفكيرها منظر فتاة لا تضع الحجاب او تسير ليلا بمفردها. وهذا ما قصدته بضياع مفهوم جوهر الدين والتحول إلى الشكل والذي بات يتمسك به العقل المتسربل بالدين ووفق المصالح الطبقية والذاتية. ففي السودان قد حدثت جرائم  كبري عبر حكم الأسلاميين تتنافي مع كافة المعايير الدينية والأخلاقية، و لكننا لم نشهد اي تباكي علي الدين، كما حدث بعد حلقة (شباب توك). اذن لماذا حدث هذا؟ حدث هذا لأن التيار الديني في السودان أعتقد بأنه قد تم تحجيم المرأة تماما وتعطيل دورها من خلال القوانين التي فصلها ضد المرأة عبر حكمه للسودان، لكن فقد حدث العكس، فقد خرجن شابات متسلحات بالوعي وقمن بمنازلة التيار الديني منازلة مكشوفة وهزيمة خطابه هزيمة نكراء امام أنظار الجميع، و اصبح الشيخ الذي يمثل ما يعرف بعلماء السودان شيخا منهزما تغلبه الحجة امام فتيات صغيرات السن لكنهن قويات الحجة. ولهذا خرج اصحاب العقول المتحجرة من جحورهم يرفعون شعارات الفضيلة ويهددون بقمع النساء وقطع ألسنتهن. وظهرت وضمن حالة هذا الهياج مقولات مثل تهديد أركان الأسلام واستهداف الأسلام في السودان، فأي أسلام يهدده برنامج يتحدث عن قضايا حيوية ومطروحة للنقاش؟ انه اسلامهم الغرائزي الذي لا ينظر للمرأة الا من خلال جسدها وشعرها، وهو الأسلام الذي ضيقوا مواعينه ليكون محتقنا ومتوترا لأن هنالك أمراة لم تغطي شعرها ليطلقوا علي ذلك التعري، ولكن التعري الحقيقي والذي يهربون من مواجهته هو بيع تراب الوطن من خلال تحالف الرأسمالية الطفيلية والرأسمالية العالمية، التعري الحقيقي هو سرقة أموال الشعب من قبل ازلام الدولة الدينية و بناء العمارات والفلل الفارهة وفي المقابل وعلى الأرصفة قد تركوا بعض نساء السودان يفترشن الأرض من اجل توفير لقمة العيش، التعري الحقيقي هو اغتصاب النساء والرجال داخل سجون نظامهم الحاكم وفي دار فور، التعري الحقيقي هو ترك الوطن مكشوفا لكل الأعداء وللطائرات الأسرائلية لتضرب اية مواقع تريدها، التعري الحقيقي هو سرقة اموال الشعب وشيوع الرشاوي والمحاباة و شيوع الأنحرافات نتيجة لتدمير اقتصاد البلد، التعري الحقيقي هو ان تكون هنالك ملاجيء لأطفال مجهولي الأبوين نتيجة للواقع الذي خلقه تجار الدين، ويمكن ان نعدد الكثير. لكن السؤال الجوهري هنا، لماذا لا يثور دعاة الدولة الدينية لكل هذا و لماذا لا يهتفون ضده؟ ولماذا يخرجون اليوم فقط لأن هنالك فتيات تحدين خطابهم العاجز ويريدون ان يعلنون الجهاد ضد النساء؟ أي عقل ذلك الذي لا يفكر الا من خلال جسد المرأة، وأي عقل ذلك الذي يثور ضد برنامج اتي من دولة غربية يرتبط السودان بعلاقات طبيعية معها؟ فماذا اذا جاءت تلك الدولة الغربية بجيوشها فماذا انتم فاعلون، وانتم لا تمتلكون الا الحراب والبنادق الصغيرة؟ لكل هذا فنحن امام عقل مريض حقا تكمن عقدته تجاه النساء، فكشف شعر المرأة اخطر عنده من كشف اراضي الوطن للأعداء وهذا عقل يحتاج ان يكون في المصحات النفسية و ليس علي ارض الواقع.
*خاتمة*:
هذا المقال ليس تعميميا، حتي لا نخرج من دائرة الموضوعية، فالبرغم من حالة الهياج والتي صدرها البعض تبقي هنالك بعض الأصوات المتوازنة حتي وسط أفراد التيار الديني، وهؤلاء قد أستفادوا من الخلل الذي احدثته السلطة الدينية وتوصلوا الي حقيقة ان معيار الحكم ليس هو الدين، وقد استوعبوا الخلل الذي حدث في تجربتهم وهذا على أقل تقدير، لكن يبقى السؤال قائما وذلك المتعلق بهؤلاء الأفراد، فهل ستكون لديهم القدرة للوقوف اما هذا الهياج العاطفي الذي يمثله هؤلاء المندفعون عبر عقل الأسطورة، أم عند ساعة الحسم يعودون الي ذات الجحور التي خرج منها هؤلاء، الأجابة متروكة لهم. من زاوية أخرى فأن الحوار الدائر اليوم هو تجليات الصراع بين الدولة الدينية والدولية المدنية العلمانية، وهذا صراع انهزمت فيه الدولة الدينية قبلا عبر سقوط مشروعها الحضاري وما تبقي هو مجرد خطاب متشنج و هذا يتطلب تفعيل خطاب الدولة المدنية- العلمانية و الذي فتحنً مجراه تلكم الفتيات وهن راس رمح التغيير، فلنمسك بذلك الخيط فهو خيط النور الصاعد.

________________________

*▪العصيان المدني طريقنا لإسقاط النظام وإقامة البديل الوطني الديمقراطي*

*▪لا سلطة لغير الشعب ولا وصاية على الشعب.*

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا *صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:*

https://m.facebook.com/hadafsd/

*على تويتر*
https://twitter.com/alhadaf_albaath

*على تيليغرام*
t.me/alhadafsudan
╰─┅─═ঊঊঈ🇸🇩═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.