(طه عوير الفيلم ) …

    عفوا (عمر البشير)هذه جزء قد تم مشاهدته مرارا وتكرارا ، في كافة المسلسلات والافلام العربية والانجليزية ، فزعماء العصابات دائما يستعملون رجل ساذج او بالمعني الواضح ( عوير) يكون كبش فداء يسأل بديلا عنهم ،  إذا ساء تصرفه ، والمبرر لهم واضح ، هذا الرجل بسيط ساذج ، واذا حسن تصرفه إختيار صادف اهله .
     لقد شغل (الفريق طه) كما اسمته حكومة البشير ، هذا المنصب لعدة اشياء ، اولا :
– الجراءة التي يتميز بها في السؤال (الشحدة) والتودد والتمردق بالارض طالبا تنفيذ مطالبه (ابوس رجلك ياباشا) لا يستحي من عمل اي شئ في سبيل مصلحته ، حتي لو خرج الأمر عن طور المعروف والمبتدع .
ثانيا :
الحقد والحسد الذي يمتلكه تجاه المجتمع ، وشعوره بالفشل المستمر ، والإحساس بالدونية ، ورغم مسببات توظيفه وصلته بالبشير فقد استغل الأمر استغلالا امثل وهو  ينظر لنظام الحكم ،  ويشاهد الإختلاسات والفساد المستمر لرجال الدولة بلا توقف ، وسلب حقوق المواطنين ، اعطاه صورة متكاملة من خلال ادارته لمكتب البشير ، إضف الي ذلك فساد أسرة البشير ، بداية بنسائه واخوانه واهله ، وهذا ما زاد من رفع الغطاء ، وملكه كثيرا من المعلومات الثرة ، كما ان (العريف طه) استطاع ان يكتشف امتلاك للبشير لاموال كثيرة هو سبب فيها ومنها الاموال التي سلمتها السعودية له  (750000) الف دولار والتي بالصدفة شاهدها (الحسن ود المرغني) وخلق منها اشكالية يطول الحديث لذكرها ، كل ذلك اعطي (العريف طه) حق ، في الاحلال والابدال .
ثالثا :
الأدوية الجنسية التي يستعملها البشير ، والكيفية التي يتم إستخدامها ، هي مسئولية (العريف طه) ، واستجلاب الادوية من جنوب افريقيا والصين ، فيطلبها بلا حياء كما تعود ، ويزرع الأمل في البشير بالشفاء رغم حالته  المستعصية ، والخدمة متوفرة لبقية الوزراء المقربين للرئيس في تقديم  نفس الدواء الجنسي الذي يبحث عنه الوزراء ، مالكي الزوجات مثني وثلاث ، ليكشفوا لهذا المريض عوراتهم ، ويطلبوا منه مساعدتهم ، في الحلول ، مما اعطاه الحق في سؤالهم بلا حياء كما هو متعود دائما ( اها امبارح عملت كم ؟) ويمكنه ايضا الاتصال بالزوجات مباركا لهم الامسية السابقة التي اجتهد هو في خلقها لهن ؛ بالوصفة السحرية التي اجتهد فيها وبذل الاموال ليسعدهن ، فجعل من (العريف طه) بعبعا مخيفا لهم وللبشير ، مزعنين له ، ومتجنبين اغضابه ، وملبين طلباته .
رابعا :
كان مبعوث البشير لدولة الامارات والسعودية وهو سبب هندسة الوضع ، وازاحة ايران ، وكانت الفكرة لو نجح فتبقي زيارة رسمية ولو فشل يسجل له صوت لوم ، وتبقي زيارة تفرد بها لوحده ، وهو رجل بسيط ساذج ( معذور ) كما تشملها لغتنا والمعذور لا يسأل ، وسبحان الله!! نجح في فتح ثغرة ، بعد أن تبرع بالجيش السوداني ليقاتل في اليمن ، نظير اعادة العلاقات مع السعودية من جديد وزيارة آخري كانت للامارات فنجح ايضا في استبدال الجنود الاماراتيين بجنود سودانيين في عاصفة الحزم ، وهذا ما اثلج صدر دولة الامارات فحفظت ابنائها ( اولاد المصاريين البيض) من جحيم الحرب .
       كانت دولتنا السودانية منبعا للحضارات وارضا للثقافات ، ومنارة للعلماء ، فهندس سياستها رجل جاهل و( أهبل ) .
خامسا :
دارت شكوك كثيرة حول طه وصلته بالحركة الاسلامية ، وتدرجه في تمريض وغفير وتمرجي ، ولكنها لا تحوي حقائق ، والحقيقة يؤكدها ويجزم عليها البعض أن (العريف طه) هو ابن عمة البشير ، بمعني أقرب (أم البشير) (هدية) هي عمته .
    (العريف طه)لا يمثل  الا  نبات طفيلي متسلق ، تسلق علي مبني متهدم ( خرابة ) وصعد علي أعلي القمم المتهالكة ، وكانت مسببات نجاحه ، مياه المجاري والقازورات ، التي إرتوي منها ، فصنعت منه ينبوعا من النجاسة وتلال من الحقد والحسد ، واطنان من البغض تجاه المجتمع ، وأمتلاكه حقيبة ضخمة من المستندات للبشير ووزرائه ومنسوبيه يلوح بها كلما أرادوا به شرا” .
سادسا :
    الحادث الاخير يؤكد جراءة (العريف طه) واحساسه بان جميع الحرائر تسجيب لشهوته ، كما هو في بركته النتنة داخل قصر السفاح ، يسبح كما يحب ، فضربه هواء الداخل وظن أن الخارج يتشابه مع داخله ،  فعركته يد المهندس ومثلت به أمام الجميع ، وكان امرا” مخذي ومذل بالنسبة لفريق ووزير كما يسمونه ، فأخرج انتقامه بكلابه النهمة ، وكان أجبن من أن يثور لكرامته بنفسه ، وتلقي الباشمهندس تعذيبا يفتخر كل انواع البشر في تلقيه ، وذاق العريف ذلة يستحي كل انواع البشر في تلقيها ، أنه عنوان لحكومة الأفاكون ، التي جاءت من الظلام ،ولسوف تعود باذن الله نهارا جهارا .

     ناس القرية (قعدوا مع جحا قالوا له ياجحا كلم لينا الملك لنا بسمع كلامك قول ليهو 🙁 فيلك خرب زرعنا وبيوتنا ،وضرنا ضرر شديد ونحن خايفين نكلموا لانو بحب فيلو حب شديد )
اجتمع الملك مع ناس القرية كلهم وكانوا بتسامروا وقف جحا وقال : (يا ملك الفيل ) قبل ما يتم كلامو صرخ الملك بانزعاج: الفيل بتاعي مالو ، انزهل جحا وخاف وناس القرية كلهم سكتوا قال ليهو :فيلك يا ملك  زكر دايرينك تجيب ليهو فيلة أنثي عشان تونسو !!!!)
اصبح كل الذي يذهب للبشير ليشكو (العريف طه)  يثور البشير فيه فتجده يقول للبشير ( كان لقينا من طه اثنين البلد حالها بنصلح ) .
هذا هو مستوي القيادة والسيادة لدوله إندثرت وانكسرت ، تحكمها القبلية ، وتتلاعب بها العنصرية ، صعد سافلها الي عاليها ، وسقط اعلاها الي أسفلها ، وضربها الجهل ، وعصفت بها الخلافات ، ومزقها الإستقطاع ، وتدور رحاها ، ببقايا من فتات .
      مطار الخرطوم أصبح قبلة للخارجين ، وعودته توحي برهبة للقادمين .

     ولا تزال تئن وتصرخ يا بلد…