بقلوب راضية بقضاء الله وقدره ، مسلمة لأمره، تحتسب رابطة المحامين السودانيين بالخارج عند الله تعالى: المحامي الدكتور/ أمين مكي مدني

نعي أليم

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ). صدق الله العظيم

وإذ تعزّي الرابطة في فقده فإنها تعظم الرجاء عند الله تعالى في قيام المحامي امين مكي عمراً طويلاً في الدفاع عن الوطن و الديمقراطية و حقوق الانسان السوداني، و ظل الفقيد طوال حياته (2 فبراير 1939م- 31 أغسطس 2018م)، يقدم التضحيات و النبل و عظيم الخلق و في كل محطاته الاكاديمية و المهنية: المحامي، القاضي، والمحاضر الجامعي، والسياسي والإداري والخبير والناشط في مجال حقوق الإنسان، على كل المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، حيث عرف عن الفقيد زهده وتواضعه وحرصه على قيم العدالة و مبادئ سيادة حكم القانون واستقلال القضاء.
كما عمل الفقيد بمكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، والبنك الدولي والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا. و حصل على جائزة هيومن رايتس ووتش لمراقبة حقوق الإنسان، وجائزة نقابة المحامين الأمريكية لحقوق الإنسان (1991)، وجائزة الاتحاد الأوربي لحقوق الإنسان (2013م). كما عرف عن الفقيد مواقفه الوطنية القوية مع شعبه في ثورة ابريل 1985م حتي تويج في منصب وزير الأشغال والإسكان في الحكومة الانتقالية (1985-1986م)، و لم ينقطع عن مواصلة نضاله ضد نظام الجبهة الاسلامية القومية و انقلابها المشئوم في يونيو 1989م حتي رحيله الي دار الحياة الابدية بعد مقاومة مدنية تخللتها اعتقالات متعددة و تعرضه لمحاكمة سياسية هزيلة في العام 2015م كانت تهدف لاعدامه ولكن إرادة الله و الشعب حالت دون وصول النظام الديكتاتوري الي مقصده، ولكن استمرت الفئة الباغية الحاكمة تمارس التنكيل بالفقيد و تمنع عنه العلاج الكافي و العناية الصحية مما أدت الي وفاته و رحيله الي جنات الفردوس مع الصديقين و الشهداء و حسن أؤلئك رفيقا.
فنسأل الله الغفور الرحيم أن يشمله برحمته وعفوه وأن يتقبل عمله، وأن يجعله في منازل الصديقين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال تعالى :(كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) صدق الله العظيم.

دكتور محمد الزين محمد المحامي

الامين العام
رابطة المحامين السودانيين بالخارج

الجمعة 31 أغسطس 2018م