السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية /  ✍🏼التأريخ يعيد نفسو :

 ✍🏼التأريخ يعيد نفسو :

الصادق المهدي مدمن المراهنات الخاسرة لعل مارشح من شائعات خلال اليوميين الماضيين عن عزم تحالف المعارضة ترشيح السيد الصادق المهدي للرئاسة, لهو امر غير مستبدع ولا مستغرب رغم ماساويته ,فالحيرة السياسية والارتباك وفقدان الوجهة وثقوب الزاكرة,تلك هي المكونات التقليدية للسياسة السودانية. كما ان السيد الصادق في مقاماته الصادقية لابد انه لازال عاكفا يبتهل الي الله ان يفيئ عليه بنعمائه ليحكم السودان للمرة الثالثة بعد ان حكم مرتين,فالصادق رغم تناقضه الداخلي واخفاقاته المريرة ,فهو شخص يحسن الظن بنفسه مهما كانت النتائج الماثلة, لذلك تجده بعد كل ماجري وما يجري , لايري خلاصا للسودان الا باعطائه فرصة اخري للحكم ان اردنا النجاة من محنة ماحقة.
حقيقة رغم ان هنالك نفي خجول للخبر من هنا وهناك,الا انه تملكني انطباع قوي بان الاعلان عن مثل تلك الاخبار,وعبر وكالة انباء اجنبية بعد تجاوز كل الميديا المحلية في شان دقيق كهذا,ربما يشي بان الامر تسريب مخابراتي او تسريب من جهات في الداخل علي سبيل جس النبض, واختبار ردود الافعال في محاولة لحساب النتائج قبل الاقدام علي خطوة كهذه.
ولكن ايا كان الامر,فهل الصادق باسهاماته المعروفة في واد التجارب القليلة المشرقة لشعبنا هو بادرة الخلاص التي طال انتظارنا لبزوغ فجرها ام ان ذهب المضطر نحاس كمايقول الفيتوري?
من ابدع ماوصف به السيد الصادق ,احد ي ماثورات د.منصور خالد الخلاقة,حين قال ((الصادق رجل وقواقة)),اي كثير الكلام بلاطائل ودونما حاجة.فالرجل لن يكون اكثر من جواد خاسر كما كان شانه في جل
تجاربه, حاكما ومعارضا, فماذا يترجي المراهنين عليه من شخص اثر الجمع بين النقائض,فالصادق الحداثي يسعي لارساء قواعد الديمقراطية بمفهومها الليبرالي ,واحترام حقوق الانسان وكفالة الحريات بمافي ذلك حرية العقيدة بالمعني المتعارف عليه في عالم اليوم,ولكنه وفي ذات الوقت, لا يستنكف ان يوقع مااسماه (اتفاق تراضي) مع نظام التكذب باسم الله, يدعي فيه انه لم يقدم علي مااقدم عليه الا لانه يلتقي علي (قطعيات الشريعة) مع طغاة,بغاة لم يتركوا حقا الا واستباحوه,وما من باطل الا وكانوا اول الوالغين فيه, فاي شريعة واي قطعيات?هل يلتقي الصادق مع هؤلاء في شرعة التطرف الاسلاموي المستمد من فكر ابو الاعلي المودودي? ام يريد السيد الامام ايهامنا ان نظام الاكثار في الباطل وجتراح الكبائر والامتناع عن قبول الحق معاندة, هو الذي يلتقي مع السيد الامام في اماميته الملهمة بعد ان اتخذوا العنف منهجا وخاصموا الحكمة?!!
الشاهد ان الجبهة القومية الاسلامية التي نفذت انقلاب الانقاذ بسبب من تلكؤ الصادق في تنفيذ اجندة السلام وانغماسه في المماحكات الحزبية وفشله في حماية النظام الديمقراطي بعد ان نامت نواطير مصره عن ثعالبها, فالراجح انها ليست مجرد حركة سياسية سودانية وحسب, بل ثبت بالتجربة انها ايضا جزء من شبكة دولية معقدة من حركات سياسية تتسربل بسربال الاسلام وتنسب نفسها اليه,والثابت عنها جميعها هو مناهضتها للقيم الكونية المعاصرة التي استقرت عليها الانسانية في هذه اللحظة التاريخية,وبالتالي تعمل هذه الجماعات علي اخراج امة الاسلام من بؤرة الوعي الانساني.والصادق عبر مسيرته السياسية علي تقلب الازمنة لم يكن علي الدوام ليجد لحزبه حليفا سياسيا افضل من هؤلاء, فقد ركب مركبهم في الديمقراطية الثانية ووجدوا فيه خير رديف مطاوع لحمل اجندتهم التكفيرية في ذلك الوقت والتي لم تابه لتقويض الدستور من انتقام رخيص من حزب سياسي يمارس حقه المشروع في التواجد ودعم التجربة الديمقراطية,ثم جاء البرلمان الاخير, ووقفت الجبهة سدا منيعا منذ البداية ضد الاجماع الوطني الذي اثمر علي الاقل نظريا ميثاق الدفاع عن الديمقراطية, ومارست الجبهة هرجا وتهريجا عابثا ,في محاولة لاضعاف هيبة التجربة ومن ثم الاجهاز عليها,ومع ذلك هفا قلب الصادق لوفاق مع اصحابه القدامي من الاسلامويين رغم وجود معارضة معتبرة لرموز ذات وزن وتاثير من داخل حزبه,رغم كل ذلك فقد ادخلهم الصادق مااسماه بحكومة الوفاق الوطني,ثم يعيد التاريخ نفسه في تفاهمات جنيف وجيبوتي ثم التراضي فحدث ولا حرج.
ايضا من ابدع متناقضات الصادق موقفه بعد ان دانت السلطة للانقلابيين وبقي الصادق حبيس السجن والدار (رهين محبسين),كان حزب الامة يعمل بفاعلية في الخارج مع قوي التجمع الاخري,في حين اختار الصادق نمط من المعارضة في الداخل معزول تمام العزلة عن طبيعة نضال حزبه في الخارج,وحتي يتقي بطش النظام به,كان يتحدث عن ما اسماه بالجهاد المدني,في حين كان حزب الامة منخرط ضمن فصائل التجمع في تفاصيل الكفاح المسلح وكان سقف الاحلام انذاك الانتفاضة محمية بالسلاح.

                               هشام عثمان
4/12/2009

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.