السبت , مايو 18 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / النفسية المتوحشة أو المنهزمة ..! سامح الشيخ

النفسية المتوحشة أو المنهزمة ..! سامح الشيخ

ظهرت هذه النفسية المتوحشة عند كثير من السودانيين وغير السودانيين بعد انتهاء المونديال العالمي لكرة القدم بعد أخذ المنتخب الفرنسي اللقب العالمي وفوزه بكأس العالم لكرة القدم لهذا العام.

حيث كثر اللقط عن الأجانب ودورهم في حصد اللقب للفرنسيين وما فتأ أصحاب النفسيات المتوحشة والمنهزمة يرسلون لنا عبر  الاسافير و عبر كل الوسائط عن جرائم الاستعمار وعن الفظائع التي ارتكبها في حق الشعوب التي استعمرها وهي جرائم لا عيب من وجهة نظري إن اعيد نشرها من أجل اخذ  العظة والاعتبار من التاريخ حتى لا تتكرر  لكان في ذلك خير لكنها ترسل لإثبات أن هذا هو  الغرب الكافر الصليبي وهذا هو مجتمعه المدني ويرسل البعض هذه المقاطع ومعها تعليقات على شاكلة هذا هو الغرب الذي تعبدون وهذا هو تاريخ القارة التي الجديدة التي اخترتم العيش فيها.

لكن كل ذلك لا يعد سوى تشتيت للكورة ومجافاة الواقع ويصور مدى توحش النفس البشرية لدي الكثيرين وانهزامها  حيث لا يعدو ذلك سوى تخدير وبث كراهية ضد الأوروبيين لا احد ينكر جرائمهم وفظائعهم التي ارتكبوها إبان الفترة الاستعمارية لكن  أن نعاملهم ككتلة واحدة ارتكبت كل تلك الجرائم هذا هو الطعن في ظل الفيل .. التاريخ للعبر بنفس القدر انظر ما فعلته الدول العثمانية والاموية والعباسية بالدول التي حكمتها بافريقيا وأوروبا وآسيا وهو شبيه ولكن أيضا ليس من الإنصاف اعتبار كلما  حدث من المسلمين ككتلة واحدة ارتكبت تلك الفظائع  كما لا يمكن إغفال إشراقات المسلمين في تلك الدول التي فتحوها غصبا قبل ان يسمى الفتح استعمار .

وجه الشبه أن في القهر الامبراطوري للدول التي كانت تعتبر إسلامية أو تسمي نفسها كذلك  التي فتحت بلدان غصب قبل العهد الكولونيالي والدول الاستعمارية التي استعمرت بلدان غصب ايضا أنهم كانوا حتى شعوبهم مقهورة الا أنها ثارث على من قهرها وتحررت وأصبح لديهم مجتمع مدني يقف في وجه الجلاد داخليا  لايستطيع حاكم أن يقهرك حتى ولو كنت أجنبيا فحقوقك محفوظه وكرامتك مصانة وهو ما يختلف عن سياستهم الخارجية أما دولنا بالشرق الأوسط وأفريقيا  مازالت شعوبها مقهورة داخليا ومستعمرة  اكثر من خارجيا يجلدها جلادون يستاثرون بالسلطة والثروات وليس لدينا مجتمع مدني حر ..فلنحرر انفسنا داخليا اولا ثم نفكر في الاخر الخارجي كيف سنتعامل معه   سواء اوروبي امريكي او صيني او غيره  ونحمي مصالحنا وانفسنا وثرواتنا من. الاستقلال الداخلي والخارجي.

ان بداية العوده لمكنون النفس البشرية وإعادة التوازن إليها وانتشالها من الانهزام وسيطرة نظرية المؤامرة  في منطقتنا الإسلامية والعربية والشرق أوسطية والإفريقية وإعادة التوازن لها يكمن في الاعتراف بخطايا الماضي خاصة المتعلقة بالاستعباد والعبودية وهي مسألة كانت ليست متعلقه بدين من الاديان بقدر ماهي متعلقة بهيمنة القوي على الضعيف وقد مارسها كل من شعر أن هناك من هم اضعف منه فيمارس عليهم قهرا ويستعبدهم وقد حدث ذلك من أوروبيين ومن أفارقة ومن شرق أوسطيين ومن سودانيين فكل الممالك والدول عبر التاريخ في العالم أو التي قامت على أرض السودان قد مارست العبودية ومارستها. لسنا بصدد محاكمة تلك الممالك لكننا بصدد معالجة ما نتج وما علق  عن تلك الممارسات السيئة  من أثر نفسي وسالب على المجتمعات وهذا لن يأتي الا بالاعتراف بتلك الممارسات والإعتذار للشعوب التي مورست ضدها انتهاكات العبودية لان مواصلة نكران ممارسة  العبودية والظهور بمظهر البراءة يعد نوع من استعلاء الممارس ومحاولة الباسها لآخرين ، هذه ممارسات لم تكن غربية فقط وتصويرها كذلك  ليس من الأمانة بل يعد من سوء الطوية وسوء الأخلاق وبنفس القدر تصويرها بالسودان انها كانت تمارس من جهة معينة أو قبيلة واحدة يعتبر أيضاً ليس أمينا وليس أخلاقيا.

اذا كنت من الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة فلا تدع لمن يريد التآمر عليك ثغرة ليوظفها لصالحه.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.