الأحد , أبريل 28 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / عملية يوليو الكبرى (56) المذبحة والمجزرة قلب العملية 6/20   الأثر المصري.. وخريجو المدارس العسكرية

عملية يوليو الكبرى (56) المذبحة والمجزرة قلب العملية 6/20   الأثر المصري.. وخريجو المدارس العسكرية

 

عرض/ محمد علي خوجلي

أشرت في عرض سابق الى علاقة الحركة الشيوعية السودانية بالحركة المصرية في أربعينات القرن الماضي, وقيام الحركة السودانية للتحرر الوطني في 1946م ونقل الشيوعيين السودانيين الذين درسوا في مصر – بعد عودتهم – مركز الحركة الشيوعية السودانية من عطبرة الى الخرطوم.. وخلال البحث وجدت أن تقارير “الوثائق البريطانية” اهتمت بمتابعة الشيوعية في السودان في عشرينات القرن الماضي وتكثفت جهودها في منع قيام حزب شيوعي في السودان “راجع عرض الاستهداف قبل النشأة” واختراق شعبة العمال في جمعية اللواء الأبيض 1924م”.

سيطرة حزب الوفد على الحركة العمالية

جاء في الوثائق البريطانية:

“ان تنظيماً عمالياً سودانياً قد تكون سراً في 1918م, كان على اتصال فيما بعد بالتنظيم العمالي الذي كان يقوده عبدالرحمن فهمي في مصر.. والذي كان على اتصال بالملازم/ زين العابدين عبدالتام من الأعضاء العاملين في جمعية اللواء الأبيض التي انتدبته ومحمد المهدي التعايشي للسفر الى مصر في يوليو 1924م ولكن قبض عليهما في وادي حلفا وتمت اعادتهما الى الخرطوم تحت الحراسة المشددة”.

وجاء في شهادة الأستاذ محمد سليمان سفير السودان السابق في مصر بصحيفة الأخبار المصرية “17 يناير 1971م”: انه التقى برئيس ذلك التنظيم, وأصبح فيما بعد عضواً بارزاً في جمعية اللواء الأبيض, والذي أكد له أن عبدالرحمن فهمي زار السودان متخفياً والتقى به في منزل بعيد عن أعين الحكومة, ووضع معه فكرة تنظيم العمال.

(المصدر: كتاب “وجاء مايو” – عامر العقاد 1972م)

وسعى حزب الوفد المصري قبل وبعد 1919م للسيطرة على الحركة العمالية المصرية فتزعموا نقابات وأسسوا أخرى, وأقاموا بعد ذلك “الاتحاد العام لنقابات العمال بوادي النيل” تحت قيادة عبدالرحمن فهمي في ابريل/ مايو 1924م لم تكن توجد في السودان نقابات بل تنظيمات بدائية للعمال والحرفيين أكثرها تنظيماً شعبة العمال في جمعية اللواء الأبيض.

“وكانت للاتحاد العام لنقابات وادي النيل صحيفة “العمال” تركز على الهجوم على الشيوعية وتعلن عن أنشطة عبدالرحمن فهمي وشركاؤه. ثم صدرت من بعد ذلك صحيفة “اتحاد العمال” وكانت تحت حماية الأجهزة الرسمية المصرية, وخاضعة لحكومة الوفد وأوامرها. وخلال ذلك صدر القانون رقم (32) لسنة 1922م بشأن تشديد العقوبات على كل من يروج للشيوعية والقانون رقم (37) للعام 1922م بشأن تحريم الاضراب عن العمل بالنسبة للعاملين في المنشآت ذات النفع العام. وفي نوفمبر 1924م تم حل اتحاد العمال بعد استقالة حكومة الوفد”.

(المصدر: النقابات العمالية المصرية – رؤية ثورية – بحث بوابة الاشتراكي)

أنظر:

1-القوانين المماثلة التي أصدرتها حكومة المستعمر البريطاني في السودان في ذات الفترة 1922-1924م.

2-لم يكن للشيوعيين السودانيين حزب في عشرينات القرن الماضي.

3-القيادات العمالية الوفدية معادية للشيوعية ونسقت مع المخابرات البريطانية التي جندت عمال سودانيين وقامت بتأهيلهم نظرياً بالدروس في النظرية الماركسية وهم عملاء للمخابرات البريطانية وهو نشاط وقائي للعمال الذين من المحتمل أن يتأثروا بالأفكار الماركسية أو من المفترض أن يتجهوا الى اقامة تنظيم.

زين العابدين عبدالتام

“كان زين العابدين عبدالتام ضابطاً بالجيش المصري, وعضواً نشطاً بجمعية اللواء الأبيض اعتقله البوليس وتمت محاكمته في 1924م لقيادته مظاهرة. وغادر من بعد ذلك الى مصر حيث تم استيعابه في الجيش المصري, ثم عاد الى السودان واستقر به نهائياً. وهو أحد الأعضاء المنتخبين بالجمعية التشريعية في السودان 1948م عن “الجنوب وجبال النوبة”.

(المصدر: صحيفة الميدان لسان حال الحزب الشيوعي السوداني – 31 مايو 2015م نقلاً عن وثائق المخابرات البريطانية)

“تأثرت حركة النضال الوطني في السودان بالحركة الوطنية في مصر 1919م (سعد زغلول) وأصحابه” نتيجة لذلك قامت الجمعيات السرية والعلنية في تلك الفترة وأهمها جمعية الاتحاد السوداني وجمعية اللواء الأبيض. وازداد النشاط السياسي في 1924م على أثر ارجاع اثنين من أعضاء هذه الجمعيات وهما زين العابدين عبدالتام ومحمد المهدي خليفة عبدالله من حلفا حينما أرادا أن يقدما مذكرة للحكومة المصرية للمطالبة بالاستقلال. وعلى أثر رجوعهما قامت ثورة 1924م”.

(د. ابوالقاسم حبيب الله – صحيفة اليوم التالي السودانية – 31 ديسمبر 2014م)

جمعية الاتحاد السوداني

في 1921م نشأت جمعية الاتحاد السوداني التي أسسها عسكريون من دفعة واحدة من خريجي المدرسة الحربية 1905م برئاسة العميد خلف الله خالد والذي أصبح وزيراً للدفاع في أول حكومة مستقلة في السودان وضمت الجمعية: عبدالله خليل وعبدالله النجومي وابراهيم عبود ومحمد فرح علام.

جمعية اللواء الأبيض

“وتأسيس جمعية اللواء الأبيض في 1923م كان بواسطة الملازم أول/ علي عبداللطيف ومعه: زين العابدين عبدالتام وعمر محمد الدغور ومحمد فرح وعبدالقادر مرسال وحسن الزين والأخير هو أول ضابط سوداني يصل الى رتبة العميد. وفي 15 اغسطس 1924م حدث تمرد الطلبة الحربيين في المدرسة الحربية, وأيضاً تمرد أورطة السكة الحديد العسكرية في عطبرة وبورتسودان, وكذلك تمرد أورطة ملكال تضامناً مع عمال الري  المصري”

(صحيفة المجهر السياسي السودانية – 2 يناير 2014م – بحث اللواء د. عمر النور الذي عرضه الصحافي أحمد دقش)

أنظر:

× الحركة القوية والمنظمة لخريجي المدارس العسكرية من قبل قيام الأحزاب السياسية السودانية وتضامنها مع اضراب العمال “بالتمرد” من قبل قيام الحركة النقابية السودانية ومن الضروري تتبع أدوار العسكريين قبل وبعد استقلال السودان 1956م. والانتباه لدور خريجي المدارس العسكرية في الحركة الوطنية السودانية وتأثرها بالحركة الوطنية المصرية.

× عمل الشيوعيين السودانيين “طليعة الحركة السودانية للتحرر الوطني” 1946م وبالذات في الحركة النقابية تحت غطاء الاتحاديين ثم حزب الأشقاء, وكان الأثر المصري حاضراً على مستوى الحركة والاتحاديين. وتأسست الحركة النقابية السودانية 46/1947م تحت قيادة د. عبدالوهاب زين العابدين عبدالتام “أول سكرتير للحركة السودانية للتحرر الوطني” وبرزت قيادات نقابية عمالية للاتحاديين منذ بدايات التكوين وحتى انقلاب 25 مايو 1969م “الفترة موضوع البحث” وخاصة في نقابة عمال السكة الحديد.

× انشقاق نقابة عمال السكة الحديد من اتحاد نقابات عمال السودان بعد موقف الاتحاد المعارض لاتفاقية الحكم الذاتي 1953م “الاتفاقية البريطانية – المصرية” وانحياز معظم النقابات لنقابة عمال السكة الحديد المؤيدة للاتفاقية مما أجبر اتحاد النقابات الى الانسحاب عن الاضراب عن العمل الذي أعلنه لثلاثة أيام مناهضة للاتفاقية.

× محاولات قيادات شيوعية وعمالية – كما عرضنا – بعد انقلاب 25 مايو 1969م “تطهير النقابات” من القيادات “الرجعية” في السكة الحديد وغيرها والتي أوقفها عبدالخالق رافضاً التدخل في اختيار العمال لقياداتهم. وأن على “التقدميين” الالتزام بمبدأ الحريات النقابية وان حق سحب الثقة من القيادات “الرجعية” هو حق مكفول للجمعيات العمومية التي انتخبتهم.

أول محاولة انقلابية للناصريين 1957

في عرض سابق أوردنا أن القوميين العرب/ التيار الناصري هم أول من اخترق الجيش السوداني باقامة تنظيم بين العسكريين أو “تنظيم الضباط الأحرار” وكان من “النواة” الضابط/ محمود حسيب والذي كان بسلاح الاشارة آنذاك. وفي مواصلتنا للعرض نبدأ بما جاء في مذكرات محمود حسيب:

“لقد أحس الضباط أن لهم دوراً ايجابياً, وأنه لابد لهم أن ينظموا أنفسهم ليكونوا على الأقل صمام أمان في المستقبل اذا انحرف القادة السياسيون عن الطريق القويم. وكان المهم أن يشعروا المستعمر الانجليزي أن الجيش لن يستمر مطية يمكن أن يسخرها لمصالحه”.

(أحمد حمروش – مصر والسودان كفاح مشترك)

“ويعتبر عام 1956م من أعوام المد الثوري في الوطن العربي, حيث احتشدت الأمة العربية حول شعب مصر في كفاحه ضد العدوان الثلاثي في اكتوبر 1956م ومع ظهور مشاعر الشعب السوداني بدأ الضباط الأحرار السودانيين يتجمعون من جديد وأمامهم نضال الشعب المصري” (المصدر السابق).

وما كتبه أحمد حمروش عن “التجمع من جديد” يشير الى أول محاولة انقلاب عسكري في السودان بعد الاستقلال في يوم 13 يونيو 1957م بقيادة الرائد عبدالرحمن كبيدة وهي أول محاولة للقوميين العرب/ الناصريين لحكم السودان. وكانت المحاولة تقليداً لانقلاب ثورة الضباط الأحرار في مصر 1952م. وتم اكتشاف المحاولة خلال مرحلة التحضير وتجنيد المؤيدين للانقلاب فتم القاء القبض على عبدالرحمن كبيدة وثمانية ضباط آخرين منهم: عمر خلف الله ويعقوب كبيدة وعوض بابكر وحكم على/ عبدالرحمن كبيدة بالسجن لمدة عشرين سنة.

ورأى حمروش “لقد كانت هذه “الضربة” من العوامل التي ساعدت على تنفيذ تسليم حزب الأمة حكومته للقيادة العامة للجيش يوم 17 نوفمبر 1958م في هدوء.

أنظر:

× عبدالله خليل “وزير الدفاع وسكرتير حزب الأمة” والفريق ابراهيم عبود الذي تسلم السلطة كانا عضوين في تنظيم الاتحاد السوداني.

× بعد اجراء التحقيقات في محاولة انقلاب 1957م احيل النقيب/ جعفر محمد نميري الى الاستيداع.

× ان تنظيم الضباط الأحرار السودانيين بادر الناصريون بتكوينه منذ 1953م.

استمرار محاولات الضباط الأحرار بقيادة الناصريين

-“ان الروح الوطنية عند رجال الجيش سرعان ما نمت ضد الديكتاتورية العسكرية وكانت المحاولة الأولى في 4 مارس 1959م تحت قيادة الأميرالاي (العميد) عبدالرحيم شنان والعميد/ محي الدين احمد عبدالله ودخلا المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد ابعاد اللواء/ أحمد عبدالوهاب المدبر الحقيقي للانقلاب.

-وفي 22 مايو 1959م قرر الضباط الاحرار السودانيين القيام بانقلاب جديد تحت قيادة شنان والبكباشي/ المقدم حسن ادريس وعبدالحفيظ شنان. ولم يقدر له النجاح “حوكم عدد كبير من الضباط وطرد آخرون من القوات المسلحة”.

-وقامت محاولة انقلابية ثالثة في 10 نوفمبر 1959م قدم على أثرها قادة الحركة للمحاكم:

بكباشي/ مقدم/ علي حامد

بكباشي/ مقدم/ يعقوب كبيدة

الصاغ/ رائد/ عبدالله علي كرار

اليوزباشي/ نقيب/ طيار الصادق محمد الحسن

اليوزباشي/ نقيب/ عبدالحميد عبدالماجد

وصدرت عليهم الأحكام بالاعدام “ونفذ الحكم شنقاً خوفاً من عدم تنفيذ زملائهم الجنود للأحكام” وكان من بين المعتقلين في تلك الحركة الصاغ/ رائد/ فاروق عثمان حمدالله.

(المصادر: عامر العقاد/ أحمد حمروش وكتاب ثورة شعب الصادر من الحزب الشيوعي السوداني)

تياران في الجيش

“أعيد تنظيم الضباط الأحرار في 1961م وصدرت لهم للمرة الأولى مجلة “صوت القوات المسلحة” والتي تحمل الحزب الشيوعي السوداني أعباء طباعتها. فقد كان الحزب الوحيد وقتها الذي يملك أدوات عمل سري ويتقن التعامل معها. وتم تجميع المناضلين في القوات المسلحة عن طريق المجلة وربطهم بالقوى الوطنية خارجها. وجاء في عدد 15 فبراير 1962م:

“ان تنظيم الصفوف في الجيش والحركة الشعبية أصبح شعار الساعة وشعبنا وجيشنا الذي اصطدم بالاستعمار اصطداماً مباشراً خلال اعوام 1910/1917/1924/1927/ 1947م وبأعوانه فيما بعد قادر على الاطاحة بهذا الحكم الضعيف المعزول”.

(المصدر: وثائق الحزب الشيوعي السوداني)

“وتنظيم الضباط الأحرار كانت له قواعد من ضباط الصف وهؤلاء كان لهم دور كبير في افشال انقلاب هاشم العطا, والذين تحركوا في الثاني والعشرين من يوليو هم ضباط برتبة ملازم ومعهم ضباط الصف الذين تمت ترقيتهم وصاروا ضباطاً”.

(اللواء م/ حمادة عبدالعظيم حمادة

وتعرفنا بالتفصيل على دور تنظيم الضباط الأحرار في ثورة اكتوبر 1964م وقوة التنظيم حيث عادت القوات المسلحة الى ثكناتها بعد انهيار الحكم العسكري. ومعلوم ان مطلب “عودة الجيش  الى ثكناته” ظل مطلباً ثابتاً للفئات الاجتماعية المختلفة: العمال/ المزارعين/ الطلاب وكل القوى السياسية المعارضة لنظام الحكم العسكري الأول 1958-1964م.

ولقد كان هناك تياران بين الضباط الأحرار خلال أحداث ثورة 1964م:

الأول: مثله القوميون العرب/ التيار الناصري وعدد قليل من الضباط الوطنيين الديمقراطيين أبرزهم جعفر محمد نميري ويرى ضرورة مواصلة القوى الوطنية في القوات المسلحة لدورها في مساندة جماهير ثورة اكتوبر التي لم تكن تملك القدرة الكافية على امتلاك زمام الموقف في السير بالثورة الى الأمام.

الثاني: مثله الضباط الشيوعيون وآخرون يعتقد بضرورة عودة الضباط الأحرار الى الثكنات لأن رغبة الجماهير واضحة: رفض اقامة أي حكم عسكري من أي نوع.

(راجع: عرضنا حول تحليل الحزب الشيوعي السوداني للقوات المسلحة ودواعي اقامة تنظيم حزبي/ ديمقراطي في الجيش)

ونواصل

للتواصل والمشاركة في هذا التوثيق الجماعي: موبايل 0126667742 واتساب 0117333006 بريد khogali17@yahoo.com

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.