الثلاثاء , أبريل 30 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / جديد الكودة – بقلم: د. أحمد بابكر
حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ

جديد الكودة – بقلم: د. أحمد بابكر

    📰 الهـدف
دقة الخبر ومسئولية الكلمة

#الهدف
#الهدفآراءحرة

جديد الكودة

بقلم: د. أحمد بابكر

ragad103@yahoo.com.

في ملتقى (المائدة المستديرة) في صحيفة (التيار) والتي استضافت فيه الأستاذ مبارك الكودة، (الإسلامي) السابق والذي طرح نقداً مباشراً للفكرة وشدد على عدم وجود ما يعرف بالإسلام السياسي، إذاً، الجديد في كلام الكودة هو في تحديده لطبيعة الخلل.
الكثيرون وخاصة الإسلاميون، يعتقدون في تقييم تجربة الإنقاذ، إن الخطأ في التطبيق، ويقولون دائماً: لو تم تطبيق المشروع الإسلامي “حسب ما هو” سؤال: حسب ما هو أيه؟ أو حسب ما بشر به الترابي لكانت النتائج مختلفة، ودائماً تستعصي الإجابة على السؤال: ما هو المشروع الإسلامي لإدارة الدولة؟
بيد أن الأخ مبارك الكودة لم يقع في فخ الاستسهال والاستهبال، والكسل الفكري وإنما تحدث مباشرة عن خطل الفكرة، وأكاد أتصور انه يقول أصلاً لم تكن هنالك فكرة، وإنما بعض الأشواق لنماذج سابقة في التاريخ.
لدي حوارات كثيفة مع أستاذ مبارك الكودة بدأت ب{شكلة} أو خلاف “هههه”، وأعرف تماماً تصوراته وأعتقد أنها تصورات جريئة بالنسبة لإسلامي سابق، ولكنها تصورات صحيحة وفيها شجاعة.
أغلب الإسلاميين تحدثوا عن خطأ التطبيق، حتى الراحل الترابي اعتصم خلف خطأ التطبيق، ولم يكن جريئاً بما يكفي ليقول ليس لدينا فكرة لإدارة دولة، على الإسلاميين الخروج من نفق التبرير والانكار والخوف من طرح الأسئلة الجوهرية لفهم فشلهم غير المسبوق في إدارة الدولة السودانية.
في فترة الإنقاذ الأولى كان هناك تيار جارف صنعه التجييش للقتال (الجهاد) والذي لم يوفر أي فرصة لطرح تساؤلات منطقية وعقلانية حول كيفية إدارة الدولة، خاصة وأنه قد تم تصميم الحالة لتشكل نموذجاً للحرب يتماثل مع نماذج من تاريخ المسلمين في صدر الإسلام، مع أعدائهم (الكفار).
وبعد انتهاء هذه الفترة وبداية انكشاف العوار والفشل في تقديم نموذج معقول للنجاح في إدارة الدولة فيه بعض قيم العدل والمساواة واحترام المواطنين، وتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم، بدأت ترتفع بعض الأصوات الناقدة من الإسلاميين، ولكنها اتجهت اتجاهاً تبريرياً فيه الكثير من الاستسهال حيث وضعوا كل الإشكالية في عدم التطبيق الجيد (للمشروع الإسلامي) أو اختطاف المشروع من بعض الفاسدين.. الخ.
غير أنه كان على الإسلاميين ومع استحكام الفشل أن تكون ردة فعلهم متجاوزة للتبريرات النمطية على شاكلة خطأ التطبيق وصواب الفكرة إلى تقييم وقراءة الفكرة في ذاتها، ولذلك كان لزاماً عليهم طرح أسئلة جوهرية حول الفكر السياسي للجماعة وعلاقته بالمصدر الديني الأساسي وهو القرآن الكريم حتى يكتسب مشروعهم صفة الإسلامي.
أولاً: ما هو نظام الحكم (الإسلامي) الذي تم استنباطه من القرآن الكريم، والذي يفترض بما أنه من القرآن أن يكون نموذجاً صالحاً للتطبيق على كل الحالات وفي كل زمان ومكان؟
ومع ملاحظة أن ما يمكن أن يصلح للسودان كنظام حكم، ربما لا يصلح لسويسرا أو دولة جنوب السودان، لأن لكل مجتمع تحدياته الخاصة، التي تحتاج إلى نظام يتناسب مع ظروفه، هذا فضلاً عن أن اختلاف السياق التأريخي عامل مهم في وضع نظم للحكم، فما يصلح الآن لن يصلح بعد 300 عام مثلاً.
لذلك هل وضع الدين نموذج لنظام حكم يصلح لكل زمان ومكان؟
ثانياً: الاقتصاد أصبح هو عصب أي دولة، وعليه السؤال هل هناك منهج ونظرية اقتصادية (إسلامية) من التنزيل الحكيم لكل دولة؟ خاصة أن الإشكالات وحتى درجة التطور الاقتصادي تختلف من دولة لأخرى، وهل الزكاة هي نظام اقتصادي أم شعيرة دينية؟ وهل نحتاج لمحاربة أسباب الفقر والافقار عبر إجراءات وسياسات اقتصادية، أم المحافظة على فقر الفقراء واعطائهم من زكاة أغنياء البلد؟ بمعنى آخر، هل علينا المحافظة على المسافة بين أغنياء المجتمع وفقرائه؟
ثالثاً: كيف يمكن النظر لمنتوج الأمم التي أنتجت نظم سياسية واقتصادية وقانونية ناجحة ولم يستنبطوها من أي كتاب مقدس، وهم بشر مثلنا واجهتهم نفس التحديات التي واجهتنا؟
رابعاً: هل اقتصر دور الإنسان فقط في استنباط كل شيء من الكتب المقدسة؟  
هناك الكثير من الأسئلة على (الاسلاميين) طرحها بكل وضوح والبحث عنها في القرآن الكريم وليس البحث عنها في تنظيرات الآخرين أياً كان هؤلاء، أو تسقط من طرحهم أي صفة دينية وتصبح أفكارهم وضعية بشرية خاضعة للتقييم لمدى نجاعتها في حل قضايا وأزمات الوطن والمواطن، دون أي قدسية وتغبيش لوعي المواطن.

ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

على تويتر
https://twitter.com/alhadaf_albaath
 ╰─┅─═ঊঊঈ🇸🇩═─┅─╯

Print Friendly, PDF & Email

عن suli nadus

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.