الثلاثاء , مايو 14 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / الجبهة السودانية للتغيير

الجبهة السودانية للتغيير

ثلاثة عقود عنوانها القتل والدماء والدموع والقهر والتعذيب والفساد وانهيار القيم والأخلاق
منذ إنقلاب الجبهة الإسلامية القومية، المشئوم في الثلاثين من يونيو 1989، رفض شعبنا الباسل هذا الإنقلاب، فاتخذ شتى أشكال المقاومة الشعبية السلمية، والثورية المسلحة، وتصدى الشباب حاملا الأمانة الوطنية يحركه وعي نضالي لا يعرف التراجع والخنوع، ووقفت المرأة سدا منيعا في وجه العسف الممارس ضدها، رافضة في إباء وشموخ أوضاع البؤس والحرمان التي تعيشها، وكانت النتيجة المباشرة لهذا الواقع المرفوض سيل من الدماء عمت كل أرجاء الوطن، من غربه إلى شرقه ومن شماله إلى جنوبه واستشهد خيرة أبناؤه ودفعوا حياتهم ثمنا لمقاومته، وما زالوا في درب الحرية سائرون.
إننا في الجبهة السودانية للتغيير، ووفاءً لشهدائنا الأماجد، وتعبيرا عن الإيمان الراسخ بالمثل والقيم التي دفعوا أرواحهم الطاهرة ثمنا غاليا من أجلها، والتزاما وطنيا منا بالخط النضالي والمقاوم التي سلكته جماهير شعبنا الكادحة والصابرة بشكل يومي سبيلا لتحقيق مطالبها العادلة وحقها المشروع في حياة الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية والسلام، فنحن في الجبهة مطالبون أكثر من أي وقت مضى بالمضي قدما في مشروع توحيد القوى الديموقراطية الحية التي لها مصلحة في التغيير، وفق برنامج وطني متفق عليه، بديلا لهذا النظام المنهار، إكراما لأرواح شهدائنا، وتخليدا لذكراهم الحية، في إقامة الدولة التي كانوا يحلمون بها ويسعون إلى تحقيقها.
في هذه الذكرى المشئومة، تشهد بلادنا تصدع الدولة وانهيارها التام من جراء تفاقم واستفحال  الأزمة العامة للنظام، فالأزمة الإقتصادية تزداد سوءً باتساع دوائر الفساد، ورهن وبيع أراضي بلادنا، وتدمير ركائز الاقتصاد الوطني، وذلك بتصفية مؤسسات القطاع العام، كمشروع الجزيرة والنقل الجوي والبحري، والنهري وما تبع  ذلك من إنهيار النظام المصرفي، وتدني قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الحرة، وبالنتيجة إنهار القطاع الصناعي بالكامل بسبب عدم توفير التمويل اللازم لمدخلات الإنتاج، والفشل المتكرر في حل أزمة الطاقة وتعدد وزيادة الضرائب والجبايات، وما صاحب ذلك من تدهور القطاع الزراعي بشقيه المروي والمطري، وفشل الموسم الزراعي الحالي الذي ينذر بشبح المجاعة في عموم البلاد، وانهيار الخدمات وخاصة في مجالي الصحة والتعليم، والفشل في دفع رواتب العاملين بالدولة، والعجز التام في سداد أصل الديون الخارجية وفوائدها، الأمر الذي شجع المؤسسات المالية العالمية للتفكير الجاد في إعلان إفلاس الدولة السودانية، الذي بات وشيكا.
بالرغم من الدعوات المتكررة والسمجة من النظام ووعوده الزائفة في بسط الحريات والمناورات الخادعة في إقامة حوارا وطنيا شاملا، فإن النظام سادر في سياساته العدائية والإقصائية والقمعية التي تمثلت في انتشار العنف القبلي بتشجيع ودعم من النظام، الذي أطلق يد قوات الجنجويد البربرية لتمارس النهب وإرهاب الأسر الفارة من جحيم المعارك في شرق جبل مرة وما جاوره من مناطق، واستمرار مسلسل الإعتقالات والإستدعاءات، ومصادرة الصحف، وتوقيف الصحافيين وترهيبهم بالمحاكمات الجائرة التي تقودها الأهواء السياسية.
كل ما يفعله النظام بحق الوطن والمواطن من خراب ودمار يقابله موقف بعض أطراف المعارضة السلبي كتلك التي تتبنى الدعوة لانتخابات 20/20، وأخرى تمارس التماهي المفضوح مع النظام وذلك بالدعوة لإحياء خارطة الطريق الأفريقية التي تدعو في جوهرها إلى الأبقاء على النظام ومكتسباته وتكرس للإفلات من العقاب ومبدأ المسائلة والمحاكمة، مع ادخال بعض التحسينات الشكلية التي تبقي على جوهر النظام ومؤسساته الخربة.
كل هذا التصدع والإنهيار، يدعونا مع غيرنا من القوى الديموقراطية لاستنهاض الشعب، خاصة قوى الإستنارة من متعلمين ومثقفين للتخلص من الموقف السلبي، وموقف المتفرج واليائس الذي ينتظر أن يأتيه فرجا من مجاهيل الغيب، متذرعا بالتمترس خلف دعاوى ضعف الأحزاب، والمعارضة التي هي انعكاسا لحالة الضعف العام، فشعبنا العظيم منهك ومجهد، يقضي يومه لاهثا من أجل لقمة يسد بها رمقه، وفي هذا الظرف الحرج ومخاطر تداعي الدولة وسقوطها الوشيك في براثن الفوضى التي لا تبقي ولا تذر، قد أصبح حقيقة ماثلة أمام الجميع، هناك مسئولية وطنية وإنسانية وأخلاقية تحتم عليهم استلهام أرثرهم النضالي في معركة الإستقلال الوطني ومعارك منافحة الديكتاتوريات من أجل استرداد الديموقراطية وإحلال السلام وإنقاذ الوطن المختطف من قبل براثن الإسلام السياسي.
عاش كفاح الشعب السوداني
المجد لشهداء الحرية والعدالة
الجبهة السودانية للتغيير
29/يونيو/2018
د. أحمد عباس أبو شام/ رئيس الجبهة

 

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.