الجمعة , أبريل 26 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / (٣٠) يونيو السودانية المصرية ..

(٣٠) يونيو السودانية المصرية ..

 من المفارقات العجيبة والغريبة إن الدولة المصرية الشقيقة ستحتفل بعد أيام بثورة(٣٠ يونيو) ، والتي اجتثوا فيها نظام الأخوان المسلمين بعد ان فشل اخوان الشيطان في قيادة مسيرة البلاد الي بر الأمان واظهرت حكومتهم منذ إنطلاقتها المحاباة ، والدهنسة ، والمحسوبية وطالت يد الاخوان الوزارات والمؤسسات الحكومية بالفصل ، والرفد ، وتعيين الموالين والملتحيين ، ونسجوا الاحلام الوردية للمجتمع المصري بجنان عرضها السماوات والارض ، التي لايملكها الا مالكها ، واختاروا هم جنان الارض كعادتهم ! وعادة اخوانهم الاخوان المسلمين في السودان ! لقد تشابهت التجربتان مع اختلاف طفيف في المتغيرات الزمانية والمكانية ، وتأتي هذه التجربة المصرية مرادفة لتجربة الاخوان المسلمين في السودان ، وإنقلابهم المشؤوم الذي نفذوه بقيادة عرابهم الهالك( الترابي) وإستنسخوا نفس المشروع ، ليتم نقله بالصورة والصوت لإخوانهم في مصر ، وكيف إرتدوا العباءة الملائكية والبسوها للشعب السوداني وزركشوها بالجهاد والإستشهاد ، والحور العين والكرامات التي تغنوا بها ، والمقابلات الحصرية لرسولنا الكريم محمد بن عبدالله (ص) ووصاياه لهم ، وبكاءهم ونحيبهم في المساجد ، والاجهزة الإعلامية تضج بالاغاني الجهادية والأناشيد وهي تنادي وتناشد ؛ هيا الي الجهاد ، والإستشهاد ، ولكن ضد من يا هؤلاء ؟! ضد ابناء الوطن وفلذات أكباده ! فقبرنا ثلاثون عاماً الا اياماً معدودات تحت بِرك ، وأنهار الدماء ، وحفرنا داخل دهاليز الظلام نبحث عن شعاع ضوء للخروج .
  والعظة والعبرة تنبع في تهانينا لإشقائنا المصريين من خروجهم من هذه النفق المظلم في زمن قياسي ؛ رغم إيماننا المطلق بان الحريات لا تتجزأ ، والديمقراطية هي : نبراس كل مجتمع سوى ، ولكن إجتثاثهم للأخوان المسلمين ، كان إنتصاراً وخلاصاً من اخوة الشيطان ، والإسلام برئ من هؤلاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
  سطرت  مقالي هذا بعد إتصال من الاخ والصديق الصحفي المصري المتميز (سيد احمد ) مستفسراً عن رأي في (ثورة٣٠ يونيو) السودانية والمصرية ؟  ومنحته تصريحاً مشمولاً ببعض التوضيحات وكانت ردودي كالأتي : بان (٣٠يونيو) السودانية لم تكن ثورة بل كانت إستلاب لوطن ، وكانت إنتهاك لديمقراطية ، وسلب للحقوق ، وإغتصاب لشرعية وإندثار لكرامة السودانية المفقودة منذ (٣٠يونيو ١٩٨٩)م ، اما (٣٠) يونيو المصرية فقد كانت إنقاذاً لوطن ، وعودة للمسار الصحيح ، ولكنها تحتاج لترميم ديمقراطي حقيقي لإعادة صياغتها ، وتحتاج تنازلات وطنية ، وتوعية حتي يحصل المواطن المصري علي الديمقراطية الحقيقية ويشارك في السلطة بصورة فعالة ، وقاطعني (سيد) مستفسراً من جديد : لماذا لا يتعظ الرؤساء دولنا من غيرهم الذين اصبحوا هباء منثورا ، فضحكت وقلت له :
ان رؤساء يعيشون داخل فلك المنسوبين من الوزراء والقادة ، والاقارب الذين يعيشون تحت مظلة النعمة والرفاهية بحكم تقربهم من السلطة ، فيفصلون الرئيس من المجتمع فلا يسمع الا صوت المنعمين الهانئين بثروات البلاد فيظن الجميع مثلهم ، ولا يعي الا صوت المطبلين الذين يسبحون بحمده ، فيكون دائراً في هذا الفلك لا يخرج منها ابداً وحوله ثلة كبيرة من الارزقية والمنتفعيين يدورون معه في نفس الفلك ولو انسل لوحده وحاول الهبوط الي شوارع والمقاهي لشاهد العجب العجاب ، وهذا ما تحدثت عنه كثيراً  وهي (العنصرية الفلكية) التي يدور فيها اي رئيس ويضعون حوله الاغلال حتي لا يخرج منها ويشاهد المرارات والمآسي لشعبه ويكتشف انه من المغضوب عليهم ، ولو صادف وخرج  من هذا المدار يعد نوعاً من الإرتطام الفلكي الذي يحدث شرخاً  ربما يعيد الامور الي نصابها ، اذا كان ذو ضمير ، ولكن حالة عمر البشير ، تختلف فقد تفشي في الجسد السرطان ، ولا علاج سوي القطع والبتر .
     في هذه الايام تتم محادثات في الخرطوم لاتفاقية لإصلاح ذات البين بسبب الحرب الطاحنة في جنوبنا الحبيب بين (سلفاكير ورياك مشار) وقد اوكلت المهمة لنظام الخرطوم لانه ضليع في الاتفاقيات بحكم كمية الاتفاقيات التي حاكها مع المعارضة السودانية ، وشعوري دائما بنجاحه في وضع اتفاقيات مفخخة ، فيضع لهم شروط محكمة الصياغة ويمنح الطرفين الثغرات التي تجعلهم ينقضونها بسهولة ! وتدور الحرب بصورة افظع من سابقاتها ، وهذا ما جبل عليه هذا النظام الفاسد وهو ضليع في نقض الاتفاقيات ، والدليل علي ذلك مئات الإتفاقيات المدفونة في سلة مهملات الوطن ، والدليل اخر خطاب البشير وهو يدعو (سلفاكير ، ومشار) لنظر لمصلحة الوطن ، وفاقد الشئ لايعطيه ، فخطابه مردود عليه ، هذا الجاهل ، لماذا لم ينظر لمصلحة وطنه عندما تم تخيره بين المحكمة الجنائية ام فصل الجنوب ففضل فصل جنوب علي تقديم نفسه للمحكمة الجنائية ! ولماذا لا ينظر لمصلحة شعبه بعد اصبح الوطن ركام بسببه وبسبب عصابته الفاسدة التي عاثت الفساد والإستبداد ، ولم  ويتنحى عن الحكم ؟ ولماذ لا ينظر لمصلحة وطنه والبلاد تنهار في جميع مناحيها ونواحيها في كل المجالات حتي لامست القاع وتقوقعت الوزارات ، وتدمرت السفارات ، وتمزقت الدبلوماسية ، وتهتكت العروض الوطنية والمحلية ، ففر ابناء الوطن وهبطوا مصر ينتظرون نبى الله موسي ليغرق هذا الفرعون فغرق معظم ابناء الوطن في البحر الابيض ، واكلتهم الحيتان ، ونسأل ان يردهم كما رد نبي الله يونس .
يا معشر إياد ، أين الآباء والأجداد؟ وأين المريض والعواد؟ وأين الفراعنة الشداد؟ أين من بنى وشيد ، وزخرف ونجد؟ أين من بغى وطغى ، وجمع فأوعى ، وقال أنا ربكم الأعلى؟ ألم يكونوا أكثر منكم أموالا ، وأطول منكم آجالا ؟ طحنهم الثرى بكلكله ، ومزقهم الدهر بطوله ، فتلك عظامهم بالية ، وبيوتهم خاوية ، عمرتها الذئاب العاوية . كلا بل هو الله الواحد المعبود ، ليس بوالد ولا مولود…
(قس بن ساعدة)

#اطلقوا سراح الوطن
كلنا ود قلبا

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.