الثلاثاء , مايو 14 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *انتحار الاسلاميين في السودان ونحر الوطن*

*انتحار الاسلاميين في السودان ونحر الوطن*

╭─┅─═🇸🇩ঊঊঈ═─┅─╮
    📰 *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

#الهدف_آراء_حرة

*الثلاثون من يونيو 1989:*

بقلم: *أحمد محمود أحمد*

*- لقد انتحر الإسلاميون في السودان يوم سلموا تنظيمهم وسلطة الدولة لرجل عصابي وكسيح عقلياً.*

*- المنتحرون تاريخياً هم الحشاشون والقرامطة والخوارج، وراهناً  الجماعات الدينية وداعش وإخوان السودان.*

*مدخل:*
لقد طرح المفكر المغربي الراحل محمد عابد الجابري ضمن كتابه القيم والمعنون ببنية العقل العربي، ثلاثة مستويات من التفكير في الثقافة العربية الاسلامية والتي أطلق عليها تحديداً، العقل البياني، والعقل العرفاني، ثم أخيراً العقل البرهاني، وهذه وحسب تقديره هي بنيات الثقافة العربية الاسلامية. ومن جانبي أضيف إلى تلك العقول العقل الانتحاري والذي لم يتوقف عنده الجابري ضمن منظومته التي تم نقدها وبشكل عنيف من قبل بعض المفكرين العرب.. إذن ما هي سمات العقل الانتحاري؟ *العقل الانتحاري*، وحسب تقديري، هو ذلك العقل الذي لا يعي الواقع الذي حوله ولا يمتلك الأدوات التحليلية التي تجنبه الوقوع في المهالك، وبأكثر تحديداً هو عقل انفصالي يؤمن بالوسائل بديلاً عن الغايات والأهم فهو عقل ديني مغلق يتحرك ضمن وعي لولبي، وكلها عوامل تؤدي للانتحار سواء كان الفعلي اوالسياسي.. أهم تجلياته تاريخياً هي تلك الفرق الدينية التي حاولت مواجهة الدولة دون أدوات أو مشاريع تقف ضد هيمنة الدولة وأهم تلك الفرق تتمثل في القرامطة والحشاشين والخوارج وغيرها وكان مصيرها جميعاً الفناء.. وفي الراهن يتجسد ذلك عبر الإسلاميين، سواء كانت الجماعات الإسلامية في مصر أو داعش في بلاد الرافدين والشام وغيرها من جماعات عقل الانتحار، والانتحار في هذه الحالات عادة يكون عبر الدخول في معارك خاسرة مع الدولة لأن العقل الانتحاري لا يتحرك وفق قياسات موضوعية يفهم من خلالها توازن القوي، بل يدخل المعركة من خلال عقل غيبي متوهماً الانتصار وفق تصور ديني واهي، والنتيجة هي الفناء، وفي أغلب الحالات. أما الانتحار السياسي فقد جسده أفضل تجسيد إسلاميو السودان، كيف؟

*كيف انتحر الإخوان المسلمون سياسيا في السودان؟*
لقد كانت الديمقراطية الثالثة في السودان فرصة أساسية للإخوان من أجل تثبيت تجربتهم ديمقراطيا. لقد كانت الجبهة الإسلامية القومية آنذاك تنظيماً كبيراً استطاع كسب العديد من الأصوات عبر الإنتخابات التي أعقبت إنتفاضة مارس/أبريل ١٩٨٥. ولو كان لدي الإخوان المسلمين في السودان عقل غير العقل الانتحاري لكانوا قد صبروا علي الممارسة الديمقراطية والتي قد تأتي بهم إلى السلطة منفردين في ظل تراجع دور القوي التقليدية اَنذاك، وضعف اليسار نسبياً.. ولأن العقل الانتحاري لا يستطيع قراءة وإدراك الواقع، فقد تاَمرت الجبهة الإسلامية القومية علي النظام الديمقراطي وفق أكبر خطأ استراتيجي يمكن أن يرتكبه أي تنظيم في العصر الحديث. لأن الوعي البسيط يقول بأن النظام الديمقراطي يحفظ للجميع حق البقاء والتنافس الشريف والذي يمكن أن يوصل اي طرف للسلطة إذا استطاع إقناع الجماهير.. ولكن وبطبيعة العقل المراوغ، فإن الجبهة الإسلامية القومية ووفق رؤية تاَمرية قد عجلت بإسقاط النظام الديمقراطي لتصل إلى السلطة عبر الدبابة وليس عبر صندوق الإنتخابات.
*وبصعودها للسلطة فقد انتحرت الجبهة الإسلامية سياسياً وفق القراءات التالية:*

*أولاً:* لقد أدت السلطة وتضارب المصالح إلى انشقاق تنظيم الإخوان المسلمين بشكل قد فاق كل التصورات السياسية. لقد كان هذا التنظيم يقوم علي الولاء والطاعة للقيادة والتي تكتسب مداميك السلطة الدينية من خلال أبجدية الولاء والطاعة مجردة  من التفكير المستقل، ومن هذه الزاوية فقد استطاع التماسك لفترات طويلة، حتي جاءت السلطة وأصبح الولاء لرأس السلطة وليست للقيادة الدينية، وهذا اسوأ ما حدث في تاريخ هذه الجماعة، إذ فرقتهم المصالح و السلطة وضاع المشروع الديني والذي خدعوا به الناس لفترات طويلة.

*ثانياً:* لقد تعرى الإخوان المسلمون تماماً من خلال صعودهم إلى السلطة واصبحوا شذاذ آفاق وغرقوا في الفساد والشهوات بشكل قد فاجأهم هم أولاً قبل أن يتفاجأ به الآخرون، فقد تركوا أمر الدين جانباً وأصبحوا يتنافسون في كسب المال، ففسدوا وأفسدوا من حولهم، وبالنتيجة فقد تحولوا إلى سماسرة وحرامية بدلا من دعاة ووعاظ كما كانوا يتصورون، وهذا قتل للمبادىء وإفناء للذات، إذ يبرز تناقضها وانحدارها من شعار أهل الفضيلة حتي ولو كان توهماً، إلى شعار أهل الكسب الحرام.

*ثالثاً:* لقد انتحر الإسلاميون في السودان عندما قبلوا بتسليم تنظيمهم وسلطة الدولة لرجل عصابي ومعتوه مشمول بالمرض النفسي وكسيح عقلاً ورؤية. عمر حسن البشير شخص لا تستطيع أن تأتمنه علي قطيع من الأغنام، جعله الإسلاميون علي رأس أكبر وأغني دولة في المنطقة العربية والأفريقية وإنتهى  بأمر تنظيم الإخوان إلى الانشقاق وبالدولة إلى التفتيت. كل الذين يحكمون السودان اليوم هم أمثال عمر البشير من حيث إنعدام الحس الإنساني والايغال في تربة التخلف والفساد وهذا هو حصاد الإسلاميين في السودان.

*رابعاً:* انتحر الإسلاميون عندما استبدلوا شعار النص والحاكمية بشعار التحلل وفقه الضرورة، فانسلخوا من العباءة التي فصلوها لأنفسهم ليدخلوا عباءة السلطة والتي جردوا عبرها الشعب السوداني من كل شيء ووضعوا انفسهم ودون إدراك في دائرة الكراهية وعندما يكره الشعب تنظيما ما فقد أتي هذا التنظيم إلى نهايته الحتمية.

*خامساً:* لقد انتحر الإسلاميون عندما اغتصبوا الرجال والنساء في سجونهم، وعذبوا المعتقلين السياسيين وقتلوا الشباب في الشوارع واحرقوا دارفور وجبال النوبة والانقسنا، فهل يمكن أن يغفر الشعب السوداني كل هذا ومهما كانت درجة سماحته؟ الإجابة قطعاً بالسلب، وهنا فإن الإسلاميين قد كشفوا عن عقل فصامي معادي لحركة التاريخ ومعادي لحركة الجماهير، وهنا تضيع حلقة الإرتباط بالجماهير والوقوف في خط الصدام معها، والصدام مع الجماهير انتحار مكتمل الأركان.

*سادساً:* انتحر الإسلاميون من خلال إدمان الفشل، إذ أصبح السودان من أكثر الدول فقراً وفساداً وتدني الاقتصاد بشكل غير مسبوق وأصبحت الدولة دولة إفلاس وتحول رئيسها لمتسول باسم الشعب السوداني والذي كانت قاعدته المركزية هي شعاره نموت جوعاً ولا نمد أيدينا، فأصبح هذا الشعب ينتظر معونات الدول وتحت أرضه ترقد كل الامكانيات والثروات الطبيعية، هذه الخيبات التي جسدها الإسلاميون عبر حكمهم الكسيح للسودان، وضعت بهم في رفوف التاريخ، بل وضعت المشروع الديني كله خارج دائرة القبول شعبياً وهذا هو مقتل الإخوان المسلمين سودانيا، فهم لم يجردوا أنفسهم من حق البقاء بل جردوا كل أصحاب المشاريع المشابهة من الوجود مستقبلاً، إذ سقط شعار (الإسلام هو الحل) والذي ترفعه الجماعات الدينية سياسياً الي زمن غير مرئي .

*خاتمة:* هل يوجد مخرج للإسلاميين وبعد أن دمروا الوطن ومارسوا أشكالاً تتماهى وممارسات الحقبة التركية والبريطانية مع الفارق بكون الأتراك والبريطانيين كانوا اغراباً وكان الإخوان من تراب هذا الوطن والذين قاموا بتدميره وتشريد غالبية أهله، فهل يوجد مخرج ما للأخوان المسلمين؟ في تقديري وإذا أراد الإخوان المسلمون تجنب الانتحار وبشكله النهائي ووفق القراءة السابقة، فيجب أن يعتذروا أولاً للشعب السوداني علي كل ما حدث عبر ال٢٩ عاماً، والتي مثلت حصاد الرماد في تجربة الإسلاميين، ومن ثم القبول بالمحاسبة ووفق القانون وإرجاع الديمقراطية للشعب السوداني وإعادة أموال السودانيين التي نهبوها في وضح النهار، هذه خارطة طريق يطرحها شخص يعتبر نفسه خصماً للإسلاميين من أجل تفعيل قيمة العقل التطهيري والتطهري نتيجة لما قاموا به إبان حكمهم للسودان ووفق أسس موضوعية تضمن بقاء هذا الوطن وتجنب الإسلاميين، نسبياً، ورطة الانتحار النهائي، فهل من مستمع؟
________________________

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

على تويتر
https://twitter.com/alhadaf_albaath
╰─┅─═ঊঊঈ🇸🇩═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.