المأجورين هم دافعي الثمن …
اصبحت السياسة السعودية مبنية علي الازعان والطاعة الكاملة ، لدول العالم الأول بعد ان فتحت لنفسها بوابات يصعب عليها سدها ، وإنتهجت نمط الدول العظمي في التصدي للمعضلات العالمية جاعلة من نفسها بعدا ثانيا” وتقدمت خطوات لتمتلك الأحقيات التقويمية والإصلاحية علي مستوي الدول العربية ، والافريقية متسيدة للأوضاع ، ومشكله انفتاحا” سياسيا”جديدا” في التغيير من السياسات القديمة ، فأنحرفت عن مسارها المعروف ، وهو تجنب الصراعات الدولية مع الجوار، واحترام خصوصيات الدول التي ترتبط معها سياسيا” ، او إقتصاديا ، او ثقافيا” إلا في نطاق المساعدات المعقولة .
والإستحداث الجديد من قبل الحكومة السعودية أعطي الفرصة لدول العالم الأول لإستغلاله إستغلالا” أمثل ، فطالما بحثت دول العالم الأول عن حليف يخفف عنها ضغوطات المنطقة العربية ووجدت ضالتها !!!
– فها هي السعودية تخفف عنهم الضغوطات ، وتطوي لهم المساحات الزمنية ، وبدورهم قاموا بخلق هالة وكيان إعلامي للسعودية ، حتي يدفعها للتقدم في هذا الطريق الشائك ، وأولت لها المساندة والمؤازرة الخاصة
لكنها في نهاية الأمر مدفوعة القيمة ، وبذلك ضربت دول العالم الأول عدة عصافير بحجر .
– بداية بتسويق الأسلحة المتراكمة التي تمتلئ بها مخازنها بفوائد مادية مجزية.
– كما أمست لديها عيون في الوطن العربي ، من خلال قواعدها التي كانت محدودة الحركة ، لتنشط وتتفاعل ، وترفع القناع عن كل الكيانات ، والحركات الإسلامية ، التي أقلقت منامهم سنينا عددا ؛ وكان الوصول اليها يعد من رابع المستحيلات ، كما إنقشعت لهم حرية التصرف ، والمراقبة ، والمتابعة من داخل الإطار ، وأمسي هؤلاء المهوسيين بالإرهاب الديني المتجذر كتابا” مفتوحا .
– ولم تضع الحكومة السعودية في حساباتها الحصيلة الحقيقية لميزانيات الحروب ، التي اقحمت نفسها فيها ، لقلة خبرتها في هذا المجال ، كما إن الكيان العالمي سحبها سحبا” لهذا المسار ، ودق لها الدفوف ، والطبول .
– ليبدأ الإستنزاف الإقتصادي للسعودية المنتعشة منذ ظهور البترول علي اراضيها .
– وبدأت الحسابات تتعقد بعدأن قاست المسالة ، قياسا” سريعا” من خلال ميزانيتها الضخمة ، والفائض للميزانية المريح الذي كان يبلغ مئات الآلف من المليارات ، المستودعة بخزائنها ، لتبدأ حربا” علي اليمن دون سابق إنزار ، لتجد نفسها من الضربات الأولي تدمر ميزانيتها قبل ان تدمر اليمن ، لتكتشف أن للحروب مسالك إقتصادية بمنهج مختلف .
– وكما ان للحروب أسياد وهم دول العالم الاول التي خبرت كيفية التعامل معها ، ولها .
فيها منهج متبع تضبط بها الإستراتيجيات التنظيمية للشعوب الآخري ، وتصنع بها موازنات تخطيطية لعمل مدروس منذ سنوات ، فاحست المملكة السعودية بانها بلعت الطعم ، وجعلوا منها كبش فداء ، وسحبت معها الامارات التي كانت الحليف الأكبر ، وشعرت أن هذه الحروب ستجر من وراءها غضب شعبيهما المسالم ، الباحث عن الرفاهية ، ففضلوا التبرعات السخية التي تقيهم عدم دخول مواطنيهم في حروب تعبث بقواعدهم ، وتجلب لهم السخط ، وليس لهم فيها ناقة ولا جمل ، فاتفقا سويا علي شراء جنود مأجورين يستبدلونهم للحفاظ علي مواطنيهم .
وكانتا السودان ومصر هم الخياران الوحيدان المتوفران لهم ، للإنهيار التي تعانيان منه ، وسهولة اللغة في التعامل ، والخبرة الحربية التي يتميزان بها .
وقد فطن الرئيس المصري (عبدالفتاح السيسي) للأمر ، فطالب بتأمين ضخم قصاد كل جندي مصري ، فأحسوا السعوديين والاماراتيين باستغلاليته للموقف من الجانب المصري ، فاستبعدوه ، وعرضوا الامر علي (عمر البشير) ، وتم اغراءاه ، بحلول اقتصادية وحوافز مستقبلية والتصدي لقضاياه العالقة ، وشروطهم في مجملها اقفال بوابة التعامل مع ايران ، ودعم قوات عاصفة الحزم بجنود سودانيين متمرسين ، دفاعا عن الدين الاسلامي وأحقاق للحق ، وهو في الأصل لا يحتاج للمقدمات .
– البشير ايضا كان يحتاج للتخلص من القوات النظامية ، فقد كانت تشكل له عبئا ، داخل العاصمة ، وكل ضباطه لهم الطموح في ركوب موجة السلطة .
– وهو يفضل اصحاب الطموحات البسيطة التي يأمن جانبهم ، أمثال(حميدتي) وبقية ثلة (الهمباته )
– كما انه يبحث لفتح صفحة جديدة تزيل المفهوم الأخواني والشيعي الذي استوطن في اذهان العالم ، وغرز بذرته منذ اعتلائهم السلطة .
–ويحتاج تحريك عجلة إقتصاده المنهار لفترة ، وكان له ما اراد .
– ففتح لهم كشوفات الجيش السوداني بلا شروط ، وهللوا وكبروا ، بهذا الحلف ، الذي يعطيهم آملا” جديدا” في المسير لخطوات دون تعسر .
– والناظر للأمر بصورة متعمقة سيكتشف ان هذه الحرب ما هي الا استنزاف لدول للخليج العربي ، وكسر شوكتها .
وتبقي هذه الحروب بوابات لمكايدات وضغائن لن تتوقف ، والدليل علي ذلك سلسلة التفجيرات التي اصبح تضرب المملكة بين كل حين وحين .
– دخلت السعودية في حرب آمله تسيد الشرق الأوسط ، وسحبت معهاحلفاءها ، ولم يستطيعوا الخروج الا بالمحافظة على مواطنيهم ، ففضلت ان تهدر أموالها خير من ان تهدر إنسانه ، وهذا هو تقييم للوطني .
– ودخل العالم الاول ، في هذه الحروب ، مستغلا” الفوائد التي تعود اليه ، من المنتجات الحربية من الأسلحة والطيران ، وتجنب هجرة اللاجئين ، الذين يقصدونه كمأوي آمن ، كما انه يستشعرون بالسيادة والقيادة للعالم الثالث .
– انسحب الرئيس المصري ورفع قيمة مواطنه المصري ، كأنسان في المقام الاول ، واحس ان الشعب المصري له الحق في الحياة الكريمة ، بعيدا عن إهدار دماء مواطنيه في سبيل دراهم معدودات .
– قبل عمر البشير ، وساق آلاف الضباط والجنود في سبيل دراهم معدوات وبحثا” عن الذات ، بعدأن اكتست ثيابه الرثة بالانانية المفرطة ، ولم يضع ثمنا” لوطنه وشعبه …
Ghalib Tayfour