أستحلفكم بالذي تصلون وتصومون اليه في هذا الشهر الكريم المبارك ، تقرباً وزلفى ان تجيبوا علي سؤالي هذا ، والذي اقسمتم وانتم اطفالاً وكباراً في طابور المدرسة ، والملاعب الوطنية ، و في كل محفلٍ ومسيرة واضعين إياديكم في صدوركم بان تحموا وطنكم وتمنعوا عنه كيد الكائدين وانتم ترددون نشيده الوطني بفخر وعزيمة ( إن دعا داعي الفداء لن نخن …نتحدي الموت عند المحن ) آاه عليك يا بلد!! ، أيوجد يا ابناء وطني الأخيار ، أعظم وأكثر هولاً من هذه المحن التي تمر بها البلاد؟ ، وهل هناك بلاء وإمتحان آقسي من هذا !؟ بعد أن إستلب هذه المعتوه ( عمر البشير ) البلاد ، وأعتلى سدة الحكم ، ومعه ثلة من الفاسدين من ابناء الوطن الأشرار ، جبلوا علي النهب ، والبيع ، والإغتصاب ، وإهانة سمعة واسم الوطن ، والدوس على كرامته وكرامة مواطنه تحت التراب ، ونحن حاملي هذا القسم في موقف المتفرج والمشاهد ، وكأنما تهدلت ذاكرتنا وامست نسياً منسيا ! .
اذكركم باننا جميعاً قد اقسمنا بأن نشتري المجد بأغلي ثمن ، اف علينا اف ! من هذا الجبن والعار الذي توشحنا به ، ان العز الذي اقسمنا أن نشتريه يباع بين ايدينا ونحن على فرجة وكأن الطير فوق رؤوسنا .
إخوتي أساءلكم بالذي خلق السماء بلا عمد ، وانا أسمع صدى صوتكم يشق الدجى ( نحن جند الله جند الوطن) ، فكيف لجند الله ، أن يتحملوا هذا القهر ، والذل والمسغبة ، ناهيك عن جند الوطن !! وحججكم الواهية التي تتذرعون بها في إيجاد البديل ، والدول التي اضاعها صمتها الطويل ، متمثلة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن ، والحقيقة التي يعلمها الجميع هي ان هذه الشعوب صمتها علي الطغاة اورثها العقاب ليكونوا عبرة وعظة ، ولا نود ان نسير علي خطاها ، ولايزال الطاغية يمرح ويفسد ومعه ثلة من الهنابيل ، يرهبونكم بالموت ! والموت أشرف من الحياة ، وأنتم تفتقدون كافة مقومات الحياة ، وسلبوكم حتي العز والشموخ الذي اشتهرتم به ، وانتم تعانون الفقر ، وتخضعون لسياط الجلاد ، وطوابير الإحتياجات ، الا تشعرون بان داعي الفداء قد اتاكم وعبر ؛ وهو يضحك من صمتكم ؛ وحتي القبور في صمتها تتلقي الدعوات ، وانتم جُل دعواتكم اصبحت في الهروب من ارضكم ، والسكوت علي عرضكم .
يطلق الكثير من الناس بان دولة (البشير) وعصابته هي الدولة العميقة ! وهل هنالك اعمق من الحق ، واعظم من القسم ، ان الشئ العميق الوحيد هو ضعف المعارضين ، وعدم إحترامهم لأرضهم وشعبهم ، وان صمت المستنيرين المتساقطين في بقاع الأرض فراراً بانفسهم من ظلم الطغيان وإنشغالهم بحياتهم والوقوف في خانة المتفرجين تاركين الأمر لبعض الجهلاء هو العمق الحقيقي لإخفاقات الوطن ، ونوعاً من الأنانية المفرطة ، والذين يتزعمون الساحة الآن اكثرهم من الجهلة والمنتفعين الذين يناوشون نظام البشير ؛ وماهي الا محاولات لرفع سقوفاتهم وطموحاتهم الشخصية .
لذا وجب علينا أن ندعو جميع أخوتنا المنتشرين في الكرة الارضية ، أن يلبوا نداء الوطن ، ويستلموا الراية ، فعندما تنادي الأوطان تتساوي الحقوق والواجبات .
ان ما يفعله النظام المستبد بإستهداف ابناء (دارفور) ما هو الا رسالة لتؤجج البغض ، وتزيد الإحتقان وتوسع الفوارغ الإجتماعية ، وهو عمل ممنهج من قبل النظام لخلق شرخاً بين ابناء السودان ؛ فيكون حجر عثرة للتوحد ، وتكفهر الوجه في تقبل بعضنا لبعض ، ولا يحيق المكر السئ إلا باهله .
ظهر (البشير) وهو يحمل كتاب صغير في احدى جلسات مجونه وهو يصرخ بأن الإنجازات التي في هذا الكتيب تكفيه للترشح لدورة جديدة ، شاهدنا الكتيب ولم نشاهد سوي خيبات الأمل والبطالة والعطالة ، والجوع والإنجاز الذي نحن بصدده هو ؛ القصاص لهذا الوطن المكلوم قال تعالي في محكم تنزيله : (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) -179- البقرة .
وعلي الشعب أن يجلس أمام المقصلة المنصوبة لك ولجهابزتك ، ليصحح كتابك الذي كتبته بدماء الابرياء .
والخاتمة هي مدار الكلام وسنانه ، ان زبانيتك الذين اطلقت يدهم كلاب تنهش في ابناء الوطن الأبرار ، لينفذوا أجندتك ويفرقوا الصفوف ، نقولك لك اليوم : أن بضاعتك ردت اليك ، والعاقبة تتلوها الحقوق والعقاب في كل نقطة دم طاهرة ، في كل دمعة ظلم ساهرة ، في خدود الأرامل والعذاري في شيب الكادحين ، وافواه الجياع ، والمشردين ، ستحاسب عليها وثلتك ، وكل نفس بما كسبت رهينة..
Ghalib Tayfour