الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / عشم بداية إعادة العشم ..!

عشم بداية إعادة العشم ..!

سامح الشيخ

ابتدأ رمضان رتيبا كعادته في التلفزيونات والشاشات العربية ولا سيما السودانية منها التي عودتنا ، منذ حلول ظلام الإنقاذ الحالك الذي شوه الدين والدنيا بمشروعها اللاانساني الغارق في معاداة الطبيعة والعودة للماضي . استمرت  في  عادتها البرامج في القنوات السودانية  في التكرار و المحاكاة ومجافاتها الواقع ببرامجها ووجوهها التلفزيونية التي لا تمثل السودان بتنوعه وثراءه الثقافي استمرت في بث  أعمال وبرامج وتقديم وجوه تلفزيونية ليس لها صلة بهذا الواقع.

يشترك تلفزيون السودان مع رصفائه من التلفزيونات العربية في زيادة التدين الشكلاني والاكثار من العبادات وأعمال الخير في رمضان  بخارطة برامجه من خلال  بث للصلوات الفرض أو النوافل وإعادة لارشيف الشيوخ ومحاضراتهم المعادة كما أن هناك موضة جديدة من البرامج الخيرية في قنوات سودانية وعربية وهي عبارة عن زيارات لأسر متعففة رغم عن أنها مسحوقة فقرا  ، لكنهم يبدو أنهم  يريدون أن يخنقوا هذا التعفف من الثورة ضد الظلم والمسغبة التي تسببت فيها الأنظمة المستبدة في السودان وجميع الدول العربية بتقديم مساعدات بعد تصوير البؤس الذي يعيش فيه هولاء الشرفاء وبكاء المذيع أو المذيعة امامهم بسبب حالهم وهم بكامل انقاتهم ووخدودهم المتوردة من أثر النعم رغما عن أنهم مواطنين في دولة  واحدة هذا اذا كانت البرنامج مقدم من قناة سودانية او من احد  القنوات العربية التي يزعمون  أنها أمة واحدة كما يزعم مقدمي البرامج من دول الخليج أو بقية الدول العربية  ، مثل هذه البرامج والذين يقدمونها وينتجونها رغم عن أنهم يظنون يصنعون فعلا بحسب ما يعتقدون من عقل يريد جزاء الآخرة من فعله هذا الذي يعتبره صدقة تنفعه بعد ممات هم لا يعلمون أنهم بذلك يساهمون في استمرار الفقر والمسكنة والمسغبة لأنهم خانعون للظلم سبب الفقر فإذا كنتم لا تعرفون ذلك فمن المستحسن أن لا تتمادوا في التواطؤ مع الظالم واتركوا أصحاب المسغبة والفقر هم أولى باصلاح دنياهم اصلحوا اخرتكم بعيدا عنهم  ولا  تثبطوا همتهم من الخروج شاهرين سيوفهم في وجه اسباب الفقر التي هي معروفة متمثلة في لصوصية و فساد المسؤلين و الحكام واحتكارهم للثروة والسلطة سواء في السودان أو ما جاوره على جميع الأصعدة سواء عربية او افريقية أو إسلامية.

أما فيما يتعلق بالمسلسل السوداني عشم فهو قد أعاد للدراما طبيعتها التي شوهها من قبل أصحاب المشروع الحضاري الذين لا يعترف مشروعهم بالفن أساساً فهم أصحاب فكرة تريد أن تحيا بعقلية لا تعترف بالآخر أو ثقافته وتريد فرض ثقافة أحادية كما يرون هم ناسين أن الدنيا والحياة متعددة الخيارات فإذا لم يكن لك في مشروعك مكان للسينما والدراما والمسرح فلا تشوها فهي خيار لآخرين فن التمثيل فن يحاكي الواقع ويجب أن يحاكيه كما هو وهو من ابداعات عصرنا ولا يمكن أن يتم تاصيله بحسب رؤياكم القاصرة عن الالتحاق بالعصر ، التي يغيب عنها العمق فهي دائما سطحية يرتاح ضميرها حين يرى   كثرة المساجد و كثرة الصائمين والمصلين  و لا يتألم ضميرهم  من رؤية ارتال  الفقراء والمرضى والأطفال المشردين وغيرها من افرازات مشروعهم الفاشل .

لذلك كانت نفس السطحية التي شوهوا بها الدراما من التزام ازياء الممثلين و الممثلات وعدم خروج النص عن المسكوت عنه الاجتماعي لمعالجته وغيره لذلك اعتبر مسلسل عشم هو بداية إعادة العشم والامل للدراما السودانية فهو ثورة على مألوف الإنقاذ ومشروعها الحضاري المشوه هذا المسلسل القى حجر في ساكن بركة الدراما السودانية والمسرح السوداني لاستعادة حريته ومجده بعيدا عن الأطر والقوالب التي حجمته الإنقاذ فيه عبر المنلوجست وحكواتية النكات ودراما إهانة المراه التي تركز مايسمى البورة أو العنوسة أو كوميديا غير هادفة ترتكز على مواضيع تستهزا بالقادمين من الارياف أو ما يعرف بأهل العوض . لذلك يجب صقل هذه المواهب والمساعدة على تطويرها ودعمها من الكتاب والدراميين والمسرحيين حتى نراهم في عمل درامي أشمل واعمق .

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.