الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
IMG-20160901-WA0041.jpg

ارهاصات الثوره …

ارهاصات الثوره …IMG-20160901-WA0041.jpg

  كل من يعتقد أن الشعب السوداني في حالة استسلام لنظام الانقاذ ، الذي سامه سوء العذاب واذاقه صنوف الشقاء ، وشتي انواع العذاب ، بل والقي به في جب عميق تتناوشه الأحزان ، وتتقاذفه المحن والمصائب ، والاهوال .
كل من يظن أن شعب السودان رضخ واستكان ، لما هو كائن او سيكون لايعرف قيمة هذا الشعب العظيم واعتقاده وظنه مردودين عليه .
هذا الشعب لايرضي الضيم ولا يقبل المهانه ، ولا يمكن لأي طاغيه ولا ظالم اخافة الشعب ، وان نجح في ذلك فإلي حين .
العالم يعرف شعب السودان المسالم ، وتاريخه الحافل بالبطولات ، بل هو  صاحب قصب السبق في وضع حد للانظمه الظالمه ، قبل أن تعرف الشعوب معني الثوره ومايعرف (بالربيع العربي) ولذلك اطلق عليه لقب (الشعب المعلم ) وهو يستحق بحق وحقيقه هذا اللقب وأكثر .
قد يستغرب البعض ويتساءل لماذا صمت الناس علي ظلم الانقاذ كل هذا الوقت . واقع الأمر ان نظام الانقاذ وصل للسلطه بالتآمر ، واتخذ الكذب ، والخداع ، والتمويه مستغلا أقدس مقدسات الشعب كعامل استماله ، وقد نجح النظام في هذا الأتجاه كثيرا فاستثار العاطفه الدينيه بشئ من الذكاء ، ساعده في ذلك تفاعل قواعده المعده سلفا وسط الطلاب ، وإنضمام اعداد مقدره من الانتهازيين وطلاب المناصب ، والمنافقين وقد عمد النظام علي اقصاء كل من لاينتمي اليه ، فأرسل عشرات الآلاف الى الشارع واحل مكانهم اتباعه في الخدمه العامه والأجهزه الأخري بما  فيها النظاميه .
هذا التغلغل أدي الي الامساك بكل نواصي المجتمع السياسيه والاقتصاديه ، والخدميه والاجتماعيه . أفضت هذه السياسات الماسونيه الي خلخلة البلاد في كل مناحي الحياة فقد أدت سياسة التمكين الهدف المنشود خاصة وان مهندسيها كانوا من عتاة المجرمين ، والذين اشتهروا بالميكافليه واتقان فن التآمر ، وإجادة كل انواع الكذب ،والخداع مثل الهالك (الترابي) ونائبه الذي غدر به (علي عثمان) الذي يعيش اسوأ ايامه بعد انكشاف امره وغياب نجمه ، وكذلك المجرم الخطير (نافع علي نافع) الذي أخرج من دائرة الفعل وهو ايضا أنكشف مثل سابقه و(الطيب سيخه ، وعوض الجاز) وجماعة المجلس الاربعيني وجماعات الأمن والتصفيات ، أمثال (صلاح قوش) الذي وضع هو الآخر في المقاعد الخلفيه بلا ذكر ، (والزبير محمد صالح ، وابراهيم شمس الدين ومجذوب الخليفه ) الذين اقتصت منهم عدالة السماء فذهبوا غير مأسوف عليهم وبقية الجماعات الآثمه ممن لايسع المجال لذكرهم لعنهم الله واذلهم .
جاءوا الي السلطه يسبقهم نهم عجيب ، وشهوة تسلطيه رهيبه ، فما لبثوا ان ولغوا في الفساد بطريقه لم يعهدها الوطن من قبل وقد وصفهم كبيرهم بعد الانقسام بأنهم انكبوا علي المال العام كما تنكب الماعز علي كوم الذره . تبدلت احوالهم بعد وقت وجيز من حال الي حال ولك ان تقارن بين مظهر كل منهم في اليوم الاول للانقلاب المشئوم وبعده ، فقد جاءوا غبر ، شعث ، سود الوجوه يبدو البؤس في وجههم وملبسهم .جاءوا من اطراف المدن والدساكر البعيده اخذ الجوع منهم كل مأخذ ابتداء من (عم البشير ) الي اصغر عنصر مدنى شارك في التحرك بزي القوات المسلحه خداعا ، ولكنهم لم يصبروا كقدوة للناس فقد توردت الوجوه ، وانتفخت الاوداج ، وتبدلت الالوان وبرزت الكروش ، وتغيرت المساكن  الي عمارات وبنايات عاليه ، بعد ان كانت غرفا نتنه ذات مفارش قذره تبدلت هي الاخري الي افخر انواع الاثاث ، وارسلت الأموال للخارج حسابات سريه بملايين الدولارات    والعملات   الحره  الاخري .
وامتطوا ارقي واحدث الفارهات بعد ان حفيت اقدامهم من الجري وراء الحافلات ، والبصات والدفارات ، والبرنسات وتبدل الطعام الي مستورد ومجلوب من الفنادق ذات الخمسه نجوم بعد ان كانت القراصه والكسره و(المفروكات) أبلغ رفاهياتهم وتباروا في التمتع بالحياة باضافة ثلاث زوجات الي الاولي ليعشن كمحظيات في قصور هؤلاء الملوك الجدد وفي السودان لا توجد أسرار ، فالجميع يعرفون بعضهم تماما لشفافية وسهولة التواصل الاجتماعي .
نقول بعد ان اتضحت النوايا وعرف الناس مدي خطورة وفساد هؤلاء ، أن ارهاصات الثوره بدأت تلوح في الافق فما من جماعه في بيت عزاء اوجماعة أنس ، او فرح ، او دور رياضه ، او في سوق اومتجر ، او مجمعات تعليميه او اي محفل ، بل وحتي دور العباده ،الا وكان محور الحديث ، وبصوت عال عن ما وصلت اليه الحياة من صعوبه وقلة حيله ، ومكابده ، مع الحديث عن الفساد المستشري ، والمنتشر والسلع التي اصبحت ليست بالسهلة اثمانها واصبحت تستعصي علي الناس يوما بعد يوم .
 
بالرغم من عيون الامن المبثوثه في كل مكان الا ان الخوف يملأ قلوبهم ، والرعب يحاصرهم هم واسيادهم والثورة تتبلور اسبابها كل يوم وليس بعيدا ان تخرج الملايين بغتة مطالبه بحقها في الحياة الحرة الكريمه مطالبة بالقصاص ، واسترجاع حقوقها المنهوبه .
 
البشير بكل وقاحه يقول انهم يحفظون الامن ، ويمتن علي الشعب بهذه المقولة الزائفه الكاذبه كيف يشعر بالامن انسان جائع ، او مريض ، او محطم نفسيا وتناسي القاتل المجرم قول الحق عز وجل (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف  (سورة قريش) .
أي انه تعالي قدم الإطعام علي الأمن ، ولكن الهبه هذه المرة ستكون كاسحه وحاسمه ، ويومها سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون …

Ghalib Tayfour

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

وجدي صالح في حوار لـ”مداميك”:

Share this on WhatsAppوجدي صالح في حوار لـ”مداميك”: ليست هناك تسوية.. ما يجري هو محاولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.