الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة

الفنون ..جنون

سامح الشيخ

(١)

كثيرا ما اذكر بيت الشعر الذي درسناه بالمرحلة الابتدائية، وكان في احد قصائد الشاعر العراقي معروف الرصافي والتي تبدأ ب:-  إن رمت عيشاً ناعماً ورقيقاً
                   فاسلك إليه من الفنون طريقا
واجعل حياتك غَضّة بالشعر والتمثيل
  والتصوير والموسيقى إلى ان يصل قوله  إن ارقى الشعوب تمدنا وحضارة…. من كان منهم في الفنون عريقا فمنذ ان شوهت الفنون بعد عصر التأصيل، للحياة العامة بدانا ننحدر ببطء نحو هاوية انحطاط المشروع الحضاري.
الذي وضع القيود للممثلين، والممثلات، فحرم الخلوة الشرعية، في الاعمال الدرامية، وفرض لبس الحجاب او الخمار في المسرح والدراما، وكان اسوأ عهود الانحطاط، الثقافي السوداني عندما تولى الطيب مصطفى ادارة التلفزيون فشوه ما شوه، رغم الامكانيات التقنية للتلفزيون وتقول الروايات انه اباد كثير من ارشيف الاغاني النادرة وامر بمحو بعض المواد، وطبع عليها حلقات ذاد المجاهد ومن ضمن تلك المجزرة كل تسجيلات الفنان السوداني الراحل وليم اندرية. ان عدم الاهتمام بالفنون عموماً ورعايتها من الدولة بالاهتمام بالمسرح والسينما والفنون التشكيلية والفن عموماً بدا منذ تطبيق الشريعة سبتمبر 1983 وصار الى ان وصلنا الى ما هو كائن الان من ردة حضارية وثقافية في شتى شئون الحياة تسعى بيننا ادت لفقر الوجدان واضمحلال الالهام الخلاق حتى في طريقتنا لتغيير النظام الحالي فاهملنا نحن الفنون ودورها فقد كانت حفلة واحدة لفنان او مسرحية او معرضا لفنان تتمثل فيها مبادئ الدولة الحديثة، وسط الجماهير التي تحضر الى تلك الفعاليات وسط جو مفعم بالمحبة والألفة حيث، تغيب النعرات القبليةو الاختلافات  المذهبية والطائفية.
تجمعنا الفنون ويفرقنا السياسيون بتسييس الدين او تسييس  العرق، يجب ان ترتقي السياسة والسياسيين عندنا ويهتموا، بدور الفن في السياسة بدل الاهتمام بدور الدين في السياسة ودور القبيلة فيها ايضاً حتى نرتقي لركب الحضارة بعد ان تقهقر الفن والموسيقي عندنا.
كان  عصر فرق الجاز في السبعينيات، واضحى الان عصر فرق البطان القبلي، والطمبور القبلي، واغاني القبائل والشكرة والحكامة، وسيادة ثقافة العنف بسبب التجهيل الحضاري الممنهج باغلاق مراكز التنوير في ظل تدهور اقتصادي، واخلاقي بسبب الفساد المالي والإداري، والصرف على الحروب والاجهزة الامنية التي توعد وتخلف وعودها كل عام بانه سيكون عام الحسم، دون مراعاة لاعوام الرمادة التي يعيشها غالبية الشعب السوداني، بسبب الصرف على الحرب،  التي تؤخذ اموالها خصماً من اموالنا التي يجب ان تذهب للتعليم والصحة والخدمات والتنمية تضيع بسفه النظام وإصراره على الحسم العسكري دون جدوى منذ عصر المجاهدين والدبابيين الى عصر الجنجويد، وتحت وقع انفصال تام عن الواقع من السياسيين معارضين وحاكمين.

(٢)

فضاءيات المركز

اصبح التكرار والتنميط الذي تتسم به القنوات الفضاءية السودانية شي متعب للقلب وثقيل عليه ، معظم ما يعرض في تلك التلفزيونات او القنوات على مدار العام يعكس ازمة الهوية وازمة الثقافة ، يشهد شهر رمضان المبارك كل عام كثافة في انتاج البرامج التي تتسم بالترفيه وتجذب اكبر عدد من المشاهدين والمعلنيين ، لكن صارت السمة العامة لمعظم البرامج التكرار واعادة الافكار وذلك يدعوا للتساؤل هل هذا التكرار سببه سياسة القنوات ام فرضته معايير محددة عرف من خلالها ان هذا هو الذوق العام وما يريده المشاهد وهو يعكس المزاج والذوق العام والذي يتسق مع الثقافة السودانية  وتنوعها.
الملاحظ ان الوجود المؤثر لمذيعين من المناطق المتاثرة بالحرب يكاد ينعدم ولا توجد به برامج بلغات سودانية مختلفة تعكس الحراك الثقافي هناك وتعطي فرص  لشباب المذيعيين او الفنانيين للظهور ليقدموا برامجهم بالطريقة التي تعبر عنهم ويجدوا انفسهم فيها ، ما يقدم في معظم القنوات الان يمثل ما اصطلح عليه بثقافة امدرمان وهي ثقافة لا يجد سودانيين كثيرين انفسهم فيها ، معظم منتوج هذه الثقافة هو من انتاج شخصيات من الوسط والشمال الثقافي ورغم وجود شخصيات من هذا الوسط لها منتوجها الثقافي الذي يحاول ان يعكس ثقافات اخرى بصدق الا انه يظل قليل والافضل ان يكون هنالك ممثل لكل ثقافة وتعكس كما هي دون تشويه او وصاية  . كما ان غياب المسرح ابو الفنون ادى لظهور بعض الاعمال الدرامية الكوميدية الغير هادفة والتي تعكس ازمة الردة الفكرية لانه ليس من المعقول ان تخصص حلقات من هذه الاعمال تركز على مايسمى بلغة الشارع البورة او مشكلة العنوسة لتصبح هذه المشكلة سببا للسخرية والايحاء بأن المرأة مكانها بيت الزوجية ودورها فقط ان تنتظر زوج المستقبل او تصبح مثال للتندر والسخرية.

(٣)

المتابع للحياة العامة السودانية يلاحظ كأن الزمن خلال الخمس وعشرين سنة الاخيرة كان متقدما اكثر في الماضي  فكريا وثقافيا  اكثر من الحاضر ولم يحدث تقدم في السودان او  طفرة ثقافية تتناسب مع الحراك الثقافي والفكري  في فترة السبعينات والثمانينات الذي كان  نتاجا  طبيعيا للحراك الذي سبقه
منذ بداية التسعينات  ابتدأت الردة التدريجية   في  مناحي الحياة العامة من ناحية اجتماعيةو ثقافية و رياضية و سياسية في العاصمة والاقاليم  .
من ملاحظاتي الشخصية ان حياتنا الاجتماعية اصابها خلل ما فاصبح المأتم لا فرق بينه وبين الفرح من الناحية الشكلية فصار  الاثنين ساحة لعرض المظاهر الخداعة بعكس الامس الذي كان يمكن ان تفرق بين صيوان العزاء او الفرح من خلال  صينية الاكل او الملابس وقد حدث معي ذات مرة في سرادق للعزاء بحارتنا ان سألني احد الحاضرين هل تم عقد القران فقلت له ان هذا مأتم ويوجد في الشارع الذي يلي هذا الشارع عقد قران الاسرة الفلانية ان كنت  تقصده . اما ثقافيا قارن بين عدد المسرحيات قبل خمس وعشرين سنة والان انظر لدور السينما وارتياد الناس لها وقارن بين عدد المسلسلات والدراما السودانية كما وكيفا التي تم انتاجها  في  الثمانينات  والسبعينات تلفزيونيا او اذاعيا وقارن بين الممثلين والممثلات ايضا ستجد  الان مجرد منلوجات وساردين نكات معظمها لا يضحك وزوو نمط عنصري وتنميط سلبي لقبائل السودان يقدم معظمهم في البرامج  على انهم دراميين او ممثلين .  اما من ناحية الغناء فانظر الى من يسمون نجوما وهم لا يغنون  سوى اغاني الرواد وان تغنوا باغانيهم لا تجد شيئا جديدا يشعرك بفرق بينه وبين طريقة الاداء القديم من حيث الابداع و رغما عن تطور الهندسة الصوتية الهائل  لم نستطيع استخدام تقنيتها والاتيان بلحن به جديد يخرجنا من محليتنا وفي هذا المجال سبقنا الاخوة الاثيوبيين فصارت الاغنية السودانية عند بعض الفنانيين الاثيوبيين تجد قبولا محليا وخارجيا عند المتلقي السوداني والاجنبي . مع وجود  بعض الاستثناءات بالطبع من فنانين ودراميين ومسرحيين وهي على قلتها لا تظهر في الميديا الرسمية والسبب معروف ويخضع لتوجهات المبدع الفكرية والسياسية وقربها او بعدها من توجه الدولة وهل جهر بها من قبل ام لا. اما برنامج اغاني واغاني الذي يعرض كل عام في رمضان فقد استنفذ فكرته واصبح مجرد برنامج يعيد نفس الاغاني كل عام بتقديم يوحي بأن المشاهد ذاكرته ضعيفة او يمكن خداعه مثلا اغنية السايق البوباي تقدم مرة باعتبارها اغنية للمرحوم الفنان محمد حسنين ومرة عند الحديث عن ذكر الشعراء الذين اوردوا كلمة الاشارة في اغانيهم ومرة عند الحديث عن تاريخ قيادة المرأة للسيارة ومثلها نسيم الروض عند الحديث عن الاغاني التي يطلب فيها الشاعر من النسيم توصيل رسالة الى المحبوبة وتغنى نفس الاغنية العام القادم عند الحديث عن شاعرها والعام الذي يليه عند الحديث عن كلمة الرياض في الشعر السوداني.

(٤)

بطريقة برنامج أغاني و اغاني

ابتدأ الإعلامي أ. السر قدور برنامج تلفزيونيا ناجحاً في رمضان من العام 2006، ومنذ ذلك الحين صار برنامج اغاني و اغاني برنامج تلفزيوني يقدم بقناة النيل الازرق في كل عام عند حلول شهر رمضان.
الواقع أن البرنامج قد وثق للشعراء والفنانين كما أنه قدم مواهب جيدة، لكنه بعد مرور كل هذه المواسم لم يتطور أو يقدم مختلف عن ما يقدمه طيلة الأحد عشر عاماً الماضية. وعدم  تقديم شئ جديد أو مختلف يبدو أنه ما يميزنا كسودانيين و هو أننا نخشى التجديد ونخاف منه كما أننا نحب طريقة التنميط هذه ونسعد بالسير عليها بدليل تقليد جميع القنوات الأخرى برنامج اغاني وإنتاج برامج مشابهة له في الشكل واللون والطعم و الرائحة، و هذه الطريقة هي سبب إنتاج الأزمات وهي التركيز على نوع واحد في اي شيء مع وجود المختلف وتهميشه وعدم التركيز إلا على ما نعتبره هو السائد بسبب التكرار.
فطريقة أ. السر قدور في برنامج اغاني و اغاني هي طريقتنا المثلى في إعادة إنتاج الأزمات فالتركيز على ثقافة اغنية امدرمان كأنها هو النوع الوحيد من الأغاني الموجودة على الساحة الفنية والثقافية وعدم خروج البرنامج عن المألوف وتقديم فنانين من الأقاليم السودانية الأخرى فمن حق أي سوداني لا تعجبه ثقافة اغنية أمدرمان أن يشاهد أغانيه وفنانينه الذين يمثلون وجدانه ويثرونه  أن تجد نفس تركيز القنوات الفضائية السودانية لكن ان يركز الإعلام السوداني كل هذا التركيز على نمط واحد من أنماط الغناء السوداني هو نفس تركيز الدولة على ثقافة سودانية واحدة وهي الثقافة العربية السودانية وتهميش باقي الثقافات الأخرى وعدم تطويرها، وعدم عكسها بشكل غير مشوه في الاعلام. ان عكس والاهتمام بكل الثقافات السودانية في الاعلام شيء مهم للغاية ويعمل على تعزيز الثقة وبناء أسس السلام العادل والتعايش. يمكن لبرنامج اغاني و اغاني أن يعود من جديد وان يكسب جمهور جديد إذا غير من طريقته الحالية في عرض ما استهلك من أغنية أمدرمان وان يحاول أن يكون أكثر انفتاحا مع كل طرق الغناء وأنماطه الموجودة بالسودان

(٥)

تناقلت الاخبار في الاسبوع الماضي وصول الفنان الاثيوبي المحبوب تيدي آفرو للخرطوم لاقامة عدد من الحفلات وبرسم دخول عالي السعر والمعروف ان الدعوة قد تمت بواسطة شركة تتبع للسيد ابوهريرة حسين وهو من مناسيب ومحاسيب الحزب الحاكم وكان من الاجدى ان يقيم حفلات من النوع الذي يتماشى مع سياسة حزبه وان ياتي بفنان من امثال الذين يتمايل لهم طربا السيد رئيس البلاد ومن معه من الذين يحضرون لقاءاته الجماهرية فذلك النوع من الاغاني الذي يدعو للحرب ويستدعي الصقور لتحوم وتاكل جثث الاعداء او الاغاني التي تمجد حب اللطام وتدعوا لتحرير اليمن و الشام ولكن العقلية التجارية والربحية والنفعية الانتهازية تعلم تماما ان مثل تلك الاغاني لا تدر مالا وان فنانيها ليس لديهم جمهور عريض لذلك دعت فنان  يغني لمعاني انسانية فنان يغني للحب والتسامح ويحظى بحب في جميع انحاء العالم وبدل ان يكون الدخول باسعار رمزية لان من الواضح ان الدعوة وراءها الحزب الحاكم وذلك يظهر في الحملة الدعائية للحفلات التي تمت في كل اجهزة الاعلام المرئية والمقرؤة التابعة لدولة الحزب الواحد هذا ما تفعله الدول  عندما تدعوا احد الفنانين العالميين لبلادها فيكون الدخول مجانيا او رمزيا ولصالح جهة خيرية او مشروع خيري  وهذا ما لم نسمع به ولن نسمع في وجود مسئولين يأتون بفنانين لاقامة حفلات تجارية والنازحين السودانيين في معسكرات النزوح بدارفور والنيل الازرق وجبال النوبة تفتك بهم الامراض او القصف الجوي والاطفال يعانون سؤ التغذية والاسهالات يحرمون من التطعيم بسبب عدم السماح للمنظمات الانسانية بتقديم الخدمات هناك وذلك بعلمهم وصمت كل العالم.

(٦)

ما ان ينتهي حزن او يرفع سرادق للعزاء حتى ننصب عزاء اخر وكأن هذا السودان على وعد دائم مع الاحزان التي باتت عنوان لمعظم الناس وممشى تسير فيه غالبية الناس عدا قلة استأثرت بثرواته وقوت ايتامه وعرق كادحيه يوما بفرض رسوم الدرداقات ويوم بفرض ايجار على كراسي بائعات الشاي واستأسدت على شعبها بجلد نسائه وقتل يافعيه اذا احتجوا على رفع الدعم وخنق مثقفيه ودفعهم للجؤ في الطرقات حتى يقتلهم البرد والصقيع . في هذا البلد المنكوب بظلام وليل الانقاذ البهيم الذي رغم تهاوي كواكبه ظل جاثما على انفاس الحرية في هذا السودان كابحا جموح تقدمه رافضا رفع ستائره لنرى فجر الخلاص الابلج ونفك قيود الظلم الحالك .جافتنا غيمات الفرح البسيط لم تعد تظللنا بالمرح والسعادة تركتنا لهجير هموم الحياة التي تحطم سلم رقيها للمعيشة فاصبح درجتان سفلى قابع بها العامة مثلهم مثل كل شئ حي وعليا يرتقيها زوو الحظوة بزانة الموالاة والقربى. ورغم الانحدار الشديد التردي العام في كل منحى ظل سرطان الانقاذ هذا غارزا انيابه على ظهورنا بانياب لا تعد ولا تحصى كلما نزعنا له نابا غرز محله نابا جديد متشبثا متمكنا بازرع اخطبوط ما ان تنزع او تقطع له يدا حتى يتشبث بزراعا اخر اطول من الاول متشعب الجزور . متشبثا على كراسي الحكم رغم الفساد الذي لا يدانيه ادنى شك ورغم ما يحدث من حروبات يأبى هذا النظام ان يعترف بعدم جدواها واستنذافها الموارد واهلاكها النسل واحراقها الزرع وتجفيفها الضرع ورغم قتل المدنيين في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق ورغم اغتصاب النساء والعزارى الذي حدث ومازال يحدث هذه الايام في دارفور ظل هذا النظام كصخر اوهى قرن الوعل لاسقاطه وظل معظمنا عاصي الدمع على كل هذا الدمار الذي حدث ومازالت شيمتنا الصبر على فقد فلزات اكبادنا قاتلهم معروف يمشي بين ظهرانينا ويذاد كل يوم خيلاء وغنى كاظمين غيظنا عن حق عام منتهك ومغتصب في رابعة النهار عافين عن اناس يسرقون مالنا العام ضحى كل يوم نصلي خلف ائمة يأمروننا بربط الاحجار على البطون وتقف فارهات مركبهم من السيارات التي يملكون اسفل المنبر وشاهقات المباني و البيوت وافخمها ملكوها هم وما ملكت أيمانهم مثنى وثلاث ورباع . نسمع لاناس يتحدثون عن العدل والمساواة وظلم السلطة وتراهم بعد اقل من ساعة يضحكون ويكبرون في قبة برلمان نفس السلطة . واخرين في التلفاز بعمائم كالجوابي ويدسون السم في الدسم. يقتل الشهيد ويصبح المجني عليهم هم القتلة يحدثونا عن وثبات الحوار هم بثياب الواعظين وما تلبث ان تراهم بالثياب العسكرية فاذا هذا الحوار يتحول لقتل يسعى بين العزل و قصف انتنوف او اعتقال صاحب راي او مصادرة لصحيفة او ايقاف لقلم يجهر بالنصيحة والحق او طلقة في صدر شاب في مقتبل العمر فقط لانه هتف في وجه الظلم . وبعد كل هذا الممشى العريض للحزن مازال البعض يحدث نفسه بان يغير النظام ما بنفسه او فانتظر

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.