Laa-Laa لا لا موقع شباب السودان الحر
سامح الشيخ
جال بخاطري الملتهب هذه الأيام من الاحزان لكن لا عليك يا صديقي فخاطري الغالي هذا لا تفكر أن تطايبه لأنه متقلب الأطوار لأنه كما يلهبه الحزن يلهبه الفرح أيضاً . عموما هذا الخاطر الان ملئه ذكرى أبطالها معلماتي بالمرحلة الابتدائية حيث درست بمدرسة العذبة (٢) بالخرطوم بحري منذ النصف الأول من ثمانينيات القرن المنصرم وحتى نهاية ثمانينيات فهن من كنوز الحياة وهن التبري ابنقش أو التبري الجمروه الذي لا يصدأ أولئك الجميلات المحيا كنور ليلة القدر
فهن قامات سامقة كنخلات بلادي اعطوا ما استبقوا شيئا لنا ولكل من علموه حرفا ففاضوا ومازجوا في تعاملهن معنا بين حنانهن الفطري الامومي وقسوتهن التربوية الذي يمليه عليهن واجبهن التعليمي والضمير الإنساني نحونا .
فكانت ست اسماء ،وست نور ، وست أم سلمة ، وست فادية، فائزة .والراحلة الشابة ست راحيل ..كانوا وهن يقفن أمامنا في ذلك الزمان الناضر وكل واحدة منهن ترتدي ذلك الثوب الناصع البياض وطلتهم البهية الاشراق حيث كانت إطلالة كل واحدة في الزمن المخصص لحصة كل واحدة منهن طلة توحي بأن الحضور و البهاء الذي يشع في مسرح الفصل إبان ذلكم الوقت هو بهاء ملائكي او قد يكن ان صاحباته هن من قال فيهن أو من خصهم الشاعر وغنى المغني قوله كأنهن رضعوا على صدر القمر .
كانت كل واحدة منهن عندما يقفن أمامنا في الفصل وتبدأ في الشرح بحسب المادة التي كلفت بتدريسها لنا كانت تدهشنا بحسن إدارتها للحصة وما تتمتع به من مهارات تربوية ومهاراتهن كمعلمات كانوا بالفعل يؤدين رسالتهن وصدق من قال كاد المعلم ان يكون رسولا فأثناء سير الحصة كانوا يعرفن متى يسبق غضبهن حلمهم وكانوا متسقي الايقاع في الاداء الصوتي مضبوط الايقاع يعرف متي ينخفض ومتى يرفعون وتيرته فمازاجوا في رسالتهن بين فنون الأداء المسرحي وفن علم الاداره وفن التدريس بحنكتهن التربوية الاحترافية لذلك لا أستطيع سوى وصف أدائهن لرسالتهن انهن أدينها بابداع فنان وكنا نحن الاسعد والاوفر حظا بأننا نلنا قسطنا من التعليم مع مثلهن من القديرات في مجال التعليم ومن زملائهم القديرين أيضاً من المعلمين الذين سنخصهم بالحديث لاحقا حياكم العارض الهتن ايتها المعلمات والمعلمين حاملي المشاعل لإنارة دروب المعرفه .
