الثلاثاء , مايو 14 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / بعد غد 25 مايو يكون قد مر 48 عاما علي الانقلاب العسكري الغاشم الذي سرق السلطة في الظلام والناس نيام ليصبحوا ويجدوا البكباشي  جعفر النميري على رقابهم غصبا عن ارادتهم ..

بعد غد 25 مايو يكون قد مر 48 عاما علي الانقلاب العسكري الغاشم الذي سرق السلطة في الظلام والناس نيام ليصبحوا ويجدوا البكباشي  جعفر النميري على رقابهم غصبا عن ارادتهم ..

 و بهذه المناسبة الحزينة نلقي بعض الاضواء، على جزء يسير من احداث وقعت خلال فترة الحكم المايوي الأسود (من 25 مايو 1969 وحتي 6أبريل 1985) ـ (سنتحدث عن انتفاضة ابريل المجيدة في بوست منفصل) ..

ان نظام النميري استمر لمدة 15 عاما و11 شهرا و5 أيام ـ حفلت هذه السنوات بالكثير من الأحداث الخافية عن الذين لم يعاصروا تلك الحقبة  وانا منهم، وراينا  ان تكون هذه المناسبة فرصة حتي يعرف الجميع ما خفي عنهم من تاريخ هذه الفترة السيئة جدا بنظرنا ..


في يوم 25 مايو من عام 1969 وقع انقلاب عسكري بقيادة البكباشي جعفر النميري، وآلت اليه بقوة السلاح في هذا اليوم كل السلطات، فاصدر اوامره بحل البرلمان، والحكومة، واعتقال اعضاء مجلس السيادة، ورئيس الوزراء، والوزراء، وحل كل الاحزاب، وتجميد نشاطات وفعاليات اتحاد العمال، والمزارعين، واتحاد الشباب، والاتحاد النسائي، ومنع الصحف من الصدور الي حين اشعار أخر.. وكان هذا القرار اول بشائر الشر القادم اليهم .


الضباط الذين شاركوه في الانقلاب كانوا:

1ـ العقيد أح جعفر محمد نميري
2 ـ بابكر عوض الله
3ـ ـ المقدم بابكر النور سوار الدهب
4ـ الرائد خالد حسن عباس
5ـ الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم
6ـ الرائد مأمون عوض أبو زيد
7ـ الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر
8ـ الرائد أبو القاسم هاشم
9ـ الرائد هاشم العطا
10ـ الرائد فاروق عثمان حمدنا الله

فى عام 1970تم إعفاء  ثلاثة أعضاء من عضوية مجلس قيادة الثورة، هم:
1ـ المقدم بابكر النور سوار الدهب
2ـ الرائد فاروق عثمان حمدنا الله
3ـ الرائد هاشم العطا


قام المجلس بتغيير اسم السودان ليصبح جمهورية السودان الديمقراطية، وكان هذا أغبى قرار في تاريخ السودان ، ان يسمي مغتصب سلطة بقوة السلاح وتنصيب نفسه حاكما بقوة السلاح، دولته ديمقراطية .


قاموا بتغيير علم السودان ذو الثلاثة الوان بآخر عربي نال استياء كل الشعب وبات وكأنه يصدر قراراته ليحزن الشعب المغلوب على أمره .


اولي عمليات المقاومة ضد النميري وقعت في عام 1970 بحي ود نوباوي بامدرمان، وانتقلت سريعآ الي الجزيرة ابا، وشارك (سلاح الطيران المصري) في المعارك لصالح النميري، وتم قتل الامام الهادي المهدي وعدد كبير من الانصار،وكانت هذه اول عملية تحالف مع أجنبي لقتل أبناء الشعب السوداني في تاريخ السودان .


وقع انقلاب عسكري في يوم 19 يوليو 1971 بقيادة الرائد هاشم العطا،


فشل انقلابه وتم اعتقاله واعدامه بعد محاكمة صورية تحت شجرة ولم تستمر لأكثر من نصف ساعة، نفذها ضباط كان يملئهم الخوف من أن ترد أسماءهم ضمن منفذو التحرك في 19 يوليو .. بابكر النور كان رئيس محكمته تاج السر مقبول وحكم على بابكر بـ4 سنوات سجن، لكن نميري رفض التوقيع على الحكم وأرجعه،(كان مسيطرا على الأحكام بمزاجيته) فزاد تاج السر الحكم لـ6سنوات!! ، وأعاده نميري مرة أخرى فرفض تاج السر إعدام بابكر بحجة أنه لم يكن ضمن الضباط، لوم يكن داخل السودان وقت الانقلاب ، فقام نميري بتعيين صلاح عبدالعال مبروك الذي قام بإعدام بابكر النور بلا تردد .
ولعب القذافي دورآ خسيسآ باعتقال بابكر النور وفاروق حمدنا الله بعد اجباره للطائرة البريطانية بالهبوط  في مطار ليبيا، واعتقلهما وارسلهما للنميري .

في نفس الشهر تم ايضآ اعدام عبدالخالق محجوب، الشفيع احمد الشيخ، جوزيف قرنق بسجن “كوبر”، ولعب السادات ايضآ دورا قذرا بتوجيهه نصيحة بإعدام عبدالخالق، وكم من مصيبة فعلها النميري كان للآخرين من خارج السودان دورا رئيسا ومحركا للنميري بفعلها .

9-
في مايو 1970 جرت عمليات تاميم ومصادرة شملت كل البنوك والشركات الاجنبية، وسينما كوليزيوم، وسودان بوكشب، ومصنع نسيج خليل عثمان، ومصنع كافوري للالبان، وجريدة الايام والصحافة، وشركة بلدمور، ووكالة انباء السودان ، هذه التاميمات تمت بحضور الرئيس جمال عبدالناصر ومعمر القذافي،

10ـ
بدأ انهيار االجنيه السوداني في التدهور تدريجيا ومباشرة بعد هذه التأميمات والمصادرة الغير مدروسة، ومقاطعة بنوك العالم الكبيرة للسودان، وكان الجنيه السوداني قبل التاميمات يساوي 3دولارات و76 سنت، وفي عام 1985 وصل سعر الدولار الي نحو 4 جنيهات سودانية،

11ـ
في عام 1973 تم توقيع اتفاقية بين حكومة السودان ومنظمة “انيانيا” في الجنوب، بحضور هيلاسلاسي، وهي اتفاقية سلام لم تدم طويلآ بسبب تذبذب سياسات الحكومة وعدم رغبتها الجادة في تنفيذ بنود الاتفاقية، خاصة في بند تعيينات المقاتلين الجنوبيين بالقوات المسلحة.

12ـ
جرت في عام 1976 عملية غزو للخرطوم، استطاعوا فيها بعض السودانيين الذين جاءوا من ليبيا بالسلاح من احتلال العاصمة لمدة ثلاثة ايام بلياليها، واختفي فيها النميري عن الانظار،(لم يكن شجاعا كما يصوره انصاره) وفشلت عملية اسقاط النظام بسبب فقدان المقاتلين للتواصل مع بعضهم البعض، وللذخيرة والغذاء، وجرت بعدها عمليات انتقام بشعة قامت بها القوات المسلحة طالت اجانب كثر تم اعتقالهم بحجة انهم مرتزقة .  

13ـ
جرت محاول انقلاب قام بها الرائد حسن حسين ولم يكتب لها النجاح بسبب عدم تنسيقه مع وحدات عسكرية اخري، ويعتبر انقلابه واحدة من أغبي محاولات الانقلاب التي عرفتها القوات المسلحة.
وتم اعدامه فورا بالطبع ، وشهد له الجميع بثباته حتى لحظة اعدامه حين قال لهم : انا جاهز للإعدام .

14-
حاول النميري ربط السودان مع مصر عبر “التكامل” بين البلدين في مجالات الاقتصاد، والتعليم، والاعلام، والبناء محاولا انقاذ ما تم تدميره من لحظة وصوله للسلطة  وفشل “التكامل” بسبب تدهور الحالة الاقتصادية في السودان.

15-
قامت طائرة حربية ليبية بقصف لمبني الاذاعة بتوجيهات من القذافي ، كنوع من الاحتجاج علي هجوم النميري عليه إعلاميا .

16ـ
كان المؤيد الوحيد لاتفاقية كامب ديفيد لعلاقته السرية والمشبوهة بإسرائيل وعلاقته الخاصة بأرييل شارون ، فاستغلوه لترحيل اليهود الفلاشا وتوطينهم بإسرائيل في اكبر فضيحة لطخت سمعة السودان عبر تاريخه كله .
17ـ
في منتصف سنوات السبعينيات شهدت البلاد حالة عصيبة وتردي اوضاع بسب التصحر والجفاف وعدم هطول الامطار، فتشققت الاراضي وزحفت الرمال بغزارة ودخلت حتي البيوت في القري، وماتت المحاصيل وتوقفت الزراعة، فعرف الشعب معنى الجوع الحقيقي ومعنى المعونات الغذائية والحاجة والاغتراب من لحظتها وحتى الآن .

18-
اسس النميري “الاتحاد الاشتراكي” ليكون بديلآ عن الاحزاب الوطنية، ولكي يسكت الاصوات التي راحت تنادي بدكتاتوريته وانه منفرد وحيدا بالسلطة دون مشاركة الاخريين .

19ـ
غضب النميري غضبآ شديدآ عندما انهزم فريق المريخ الذي يسانده ويشجعه من فريق الهلال وبحضوره في استاد الخرطوم، فالغي الفرق الرياضية الكبيرة جملة وتفصيلا، واسس نظاما اخر للفرق اطلق عليه:” الرياضة الجماهيرية”، ولم يستطع احدآ في وزارة الشباب والرياضة التعامل هذا النظام الجديد وكيف يطبق عمليآ، وكان هذا احد قراراته الغبية جدا التي تظهر بوضوح انفعاله وعدم ضبط نفسه كرئيس دولة فيصدر قراره غير آبه بنتائجه وضرره على الشعب .

20-
لم يكن النميري يمانع في وجود الخمور والبارات والاندايات بالبلاد حتي سبتمبر 1983 عندما طبق ما اسماها هو”تطبيق الشريعة الاسلامية”، واطلق عليها الناس “الشريعة المريعة” بسبب بعدها عن التعاليم الاسلامية وتطبيقها الخاطئ، فكانت شريعة سياسية هدفها السيطرة اكثر .

21-
لجأ  نميري لاستبدال نظامه باخر اسلامي في عام 1983 لا حبا  في الاسلام او لتأسيس دولة اسلامية، وانما كنوع من حيلة يكسب بها ود وعطف المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي فتنقذه من حالة الفلس التي ضربت نظامه وتمده بالمليارات من العملات الصعبة ينعش بها حال اقتصاده المنهار!!فلم تهتم لأمره هذه الدول ابدا !!
في الوقت الذي كانت فيه هذه الدول تتمنى ان تصبح مثل السودان في نظامه ورقي شعبه وعزته وسيادته قبل انقلاب مايو .

21-
كان جون قرنق ضابطا كبيرا بالقوات المسلحة في الخرطوم ومنضبطا ولا يتدخل في الشأن السياسي، سافر في يوليو عام 1983 الي قريته في الجنوب، فوجد ان القوات المسلحة المتواجدة هناك قد دمرت القرية تماما، وحرقت الاكواخ واغتالت الشباب وهجرت النساء والاطفال قسرا لمناطق اخري، فخلع بدلته العسكرية ودخل الغابة وبقي فيها 21 عاما يقاتل .. بسبب غباء سياسات نميري التي ادخلت البلاد في حرب افقرت البلاد والشعب الى اليوم .

22-
من سلبيات نظام مايو  هي اصدار عملات عليها صورة الرئيس جعفر نميري أو وضع صورته في ساعات قيمة لتقديمها هدية، وقد رخص السيد ابراهيم منعم منصور اعفائها من الضريبة عندما كان وزيراً للمالية

23-
قبل مايو كان نظام التعليم في السودان والابتعاث للخارج تحلم به كل الدول من حول السودان ، ومن القرارات الغبية جدا لمايو والتي ساهمت بشكل اساسي في تراجع التعليم  تغيير السلم التعليمي والمنهج الدراسي واستمر انهيار التعليم  ومازال الى ان دمره البشير بالضربة القاضية .

24-
لم يكن النميري جادا في حل قضية الجنوب، وكان يؤمن بان الحل لا يتم الا عبر البندقية، سياسته الغبية هذه كلفت السودان نحو 250 ألف قتيل بحسب تقرير عسكري صدر بعد انتفاضة 6 ابريل، وتراجع بسببها السودان بسرعة البرق نحو الهاوية .

25-
من تصرفاته الغير حكيمة، انه كثيرا ما كان يميل للاستفزاز في خطبه للجماهير، والتي تحمل أحيانا طابع التهديد لهم، وهددهم في احدي المرات بالاستقالة بعد “انتفاضة السكر” عندما رفع الدعم عنه، وفي اخر خطاب له وقبل سفره لأمريكا في مارس 1985 شتم مسئوليه ومعاونيه بقاعة الصداقة، وكانت خطبة الوداع التي اقتلعه بعدها الشعب بإرادته الحرة .

26-
الاتحاد الاشتراكي فشل في حل اي مشكلة واجهت السودان بسبب انفرادية اصدار القرارات للنميري.

27-
وأيضا واحدة من اكبر اخطاءه ، انه سلم زمام امور بلاده تماما في عام 1983 لبدرية سليمان، وعوض الجيد، وابو قرون، والذين شوهوا صورة الاسلام وحطوا من قدر السودان، الامر الذي ضاعف من كراهية الشعب للنظام .

28-
استغربت الجماهير كثيرا من سكوت وزارة العدل، والقضائية، والقانونيين مما كان يلحق بالمواطنين من تجاوزات كبيرة قاموا بها رجال الأمن اثناء “تطبيق الشريعة”، وهم يرون كيف تطبق اغرب القوانين علي الضعفاء .

29-
اعدام الاستاذ محمود محمد طه انهي اخر خيط هيبة للنميري .

30-
كذب النميري بانه لم يكن يعلم ما قام به نائبه الاول عمر محمد الطيب وترحيل اليهود “الفلاشا” لإسرائيل، ولكن اثناء المحاكمات التي جرت في الخرطوم بعد سقوط نظام مايو، اتضح ان لنميري دورا رئيسيا في الترحيل .

31-
كانت هناك علاقات وطيدة بين النميري واسرائيل مهد لها الملياردير الخاشقجي تاجر السلاح، وتم نشر صورة لنميري وشارون والخاشقجي في كينيا.

32-
كان النميري يكره القذافي وهيلاسلاسي، ولم يخفي النميري مقته الشديد للقذافي، خصوصا بعد ان طالبه معمر برد كل الاموال التي منحها للسودان كقروض !!

33-
يتحمل النميري وزر وفاة الزعيم اسماعيل الازهري بسبب منعه من السفر للعلاج في مصر واصراره ان يبقي سجينا رغم مرضه الشديد
وهذا من اهم اسباب كره الشعب لنميري – فقد كانوا يرون في الزعيم الازهري رمزا للحرية والسيادة والاحترام .

34-
عندما اقتلع  نظام مايو عام 1985، كانت ديون السودان 13 مليار دولار !! ، رغم انه استلمها دولة ذات اقتصاد يشار اليه .

بعد غدا الذكري 48 علي انقلاب 25 مايو الأسود والذي لا يفتكر لها مواطنا شيئا  الا “قاعة الصداقة”، ومبني البرلمان بام درمان، والكشافة البحرية .
— with ‎على مصطفى‎.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.