الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة غالب طيفور / كن انسانا” قبل تكون سياسيا”
IMG-20160901-WA0040.jpg

كن انسانا” قبل تكون سياسيا”

( كن انسانا” قبل تكون سياسيا” )
IMG-20160901-WA0040.jpg
 
المفهوم الراسخ في ذهن المواطن السوداني إن الساسة والسياسيون  ، هم اولئك الذين يرتدون الملابس الأنيقة ، وهم الملمين  بالمصطلحات السياسية الفخيمة ، يطلقونها مرات بأيحاءات فكرية متبصرة  علي المواطنين ؛ ويخلقون بها هالة للمعرفة المستقاة من الوسائل الإعلامية المفتوحة التي لا يجد لها المواطن الزمن ، لمتابعتها ولو اقتطع جزء بسيط من زمنه لتزود ببعضها ، فيكون المتعلم  في هذا الزمن سياسي ، حتي امتلأت الشوارع العامة بالساسة والسياسة ، وأصبحت المسامرة والنقاشات منفذ للصراع المعرفي ، عن الأفكار  بين الاشتراكية والليبرالية ، والماسونية والسريالية ،  والسريالية ، وكلما زدت اطلاعا” ارتفعت درجاتك  ، والذي لم يستطيع فهم كلامك الهلامي تحتفل بمقدراتك عليه ، وانت أصغر فكر”اواقل شأنا” ، وبالأخص اذا أكملت هذه المسرحية ببعضا من العلاقات الأجتماعية ، او الثقافية ، وضمنتها ببعض من اللقاءات التلفزيونة ، او المقالات الصحفية ، فتكون ، قد طرزت ثوبا” لسياسي مميز  تكور في المنتصف ، وهذا ما كنت أظنه في نفسي وغيري ، هذه التفاصيل تبقي مشروع سياسي مكتمل ، وهذا ما شاهدته في معظم من قابلتهم ألا قلة قليلة ، ينتهجون مسارا” آخر في السياسة بنهج متقارب ..

عفوا” ايها الساسة في دولتي .
عفوا” ايها القادة في دولتي .
عفوا” ايها السادة في العمل العام .
عفوا”  يارواد الحكومة والمعارضة .
السياسة ليست مقابلات تلفزيونية ، ولا ثقافية منبرية ، ولا ثقافية فكرية  ولا ملابس مطلية .
السياسية هي تكمن في أصحاب الحل والعقد ، السياسة لأصحاب الزراع الطويلة ، السياسة تنبع من   الشعور و الإحساس بمعاناة  الآخرين ، والتصدي لمشاكلهم .
السياسة هي لرفع الظلم عن المواطن قبل الوطن ، فمواطن زايد مواطن يساوي وطن .
السياسة هي مشروع إنساني مغلق ، بعيدا” عن حب الذات وبعيدا” عن البحث عن الملاذات ، والصعود علي ظهور المكبات .هي  التراحم والتكاتف ،  والترابط والانبراء والدفاع عن حقوق الآخرين ، هذا هو الفهم الحقيقي للسياسة .

أما الإجتماعات ، والإتفاقات والإرتباطات ، هذه تعد مسامرة فكرية لا تخلو من أنها معرفة ليس إلا، وهذا ما يمارسه ابناء وطني .
نعم ، أعترف بأننا نجيد المعرفة الفكرية بجل تفاصيلها ، ونحن من طبقة المثقفين ، ولكن اذا أردنا ان  نندرج في العمل السياسي فلكم أمثلة وهذا بمناسبة ذكري وفاة السياسي الفخيم عمنا :
محمد عثمان أبوشنب (كروم )

اختلف العم ( كروم ) مع أحد التجار كما اذكر ( الحاج عثمان ) في موضوع مخبز  او ( فرن ) كما يحلو لنا أن نسميه ، وكان ملك للعم (كروم ) ولكنه يقبع في وسط المدينة ، وطالب التاجر (الحاج عثمان ) بنقله خارج المدينة لانهم متضررين من وجوده ، رفض العم ( كروم ) نقله لانه يخدم المنطقة ويسهل لهم ، لقربه علي المواطن ، حتي احتدمت المشكلة وصارت صراعا” ، فوصلت للقاضي واصبحت قضية كبيرة ، يجتمع فيها جميع أهل المنطقة ، حتي أخذت مساحة زمنية في دواوين القضاء .
وحدثت وفاة والد الحاج عثمان هو في الأصل من منطقة (الشمباتة ) مدينة سنار ، ظن الجميع ان العم (كروم )لن يهتم بهذا الأمر  .
في اليوم الثاني وبعد صلاة الصبح كانت سيارة العم (كروم ) تزخر بالسكر والدقيق ، والزيوت حتي امتلاءت عن آخرها ، وتحرك معه وفد كبير من التجار حتى  وصل العزاء مع الظهيرة والناس تستعد لوجبة الغداء ، فقابلوا الجميع واخذوا واجب العزاء ، وكان جميع اهل المتوفي يستفسرون عن هذا التاجر من هو ؟
وهم بطبيعتهم القروية يعرفون ان الحاج عثمان لديه خلافات ، ولكنهم لا يعرفون مع من !! في هذه اللحظة حضر أعمام الحاج عثمان يسألونه : ( من هذا التاجر ياعثمان ) فقال لهم ( أنه صاحب المشكلة ، وانا مشتكيهو في المحكمة )   فجلسوا جميعا ينظرون اليه بدهشة وقالوا له : ( الم تجد غير هذا الرجل تشتكيه يا عثمان ، والله لن يخرج من هذا العزاء الا بعد أن تعافيه وتراضيه ، فمثل هذا الرجل لا يعادي )  وحقيقة خرج العم كروم من العزاء باحترام من جميع اهل المنطقة راضيا” مرضيا” ، نسال الله ان يتقبله راضيا” مرضيا ، ويدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ، يأتي هذا الحديث مع اليوم الذي يصادف  ذكري رحيله..
وهذه قصة صغيرة ، من قصصه ، ونهجه في المسار الإنساني ، ولم تنسي منطقته  ما قام به عندما فتح مخازنه للمواطنين ،  عندما حدث شح في الدقيق ، وكان جهاز الأمن يخزنه لمشروعه العقيم التمكين ، وعندما علم الأمن بان العم كروم فتح مخازنه للمواطنين راجيا الأجر من الله ، قاموا بالقبض عليه واتهموه ، بتحريض المواطنين ، لم يكترث بالأمر ، وذهب راضيا مرضيا نساله الله له جنان عرضها السموات والارض .

لم يسعى العم (كروم) خلف  الليبرالية ، ولا الاشتراكية ولكنه سعي للانسانية . وكانت دائرة ا(لروصيرص) تتوشح به وتزدان بإنتصاره .
السياسة هي التصدي والمساهمة لحل معضلات الآخرين  ، ووضع حلول المجتمع التي تسهم في فك ضوائقهم المعيشة ، وفض نزاعاتهم بصورة تحفظ حقوق الجميع .
السياسة هي العدل الإجتماعي ، فعندما يصير العدل مثل الموت ، لا يستثني منه أحد ، فتأكد بأن هنالك سياسة تنفذت ، فهي لنبقي سياسيين ..

– قبل أن تدخلوا السياسة ادخلوا عالم الإنسانية …

Ghalib Tayfour

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.