الخميس , مايو 16 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *2020 النسخة اليمنية في الخرطوم*

*2020 النسخة اليمنية في الخرطوم*

╭─┅─═🇸🇩ঊঊঈ═─┅─╮
    📰 *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

#الهدف_تقارير

“الهدف”: تقرير خاص

لم يُفاجأ السودانيون في اليمن صيف العام 1995م بوجود عدد كبير من قيادات نظام الخرطوم في صنعاء، فقد انكشف المستور في المدينة التي لا تعرف الأسرار، فقد أفاد أحد قيادات المؤتمر الشعبي العام الذي كان  يقوده في السابق المرحوم علي عبد الله صالح، بإن وفداً سودانياً قدم لحضور دورة إعلامية (حزبية) يقيمها المؤتمر الشعبي العام، لرفع قدرات أعضاء الوفد السوداني في التعامل مع الإعلام.
بدأ الأمر مدهشاً ومثيراً للاستغراب أن يكون حضور الوفد السوداني لدورة حزبية يقيمها المؤتمر الشعبي اليمني، الذي لم تكن تجربته تزيد عن بضع سنين في الحياة السياسية اليمنية، والذي يفتقر للجوانب السياسية والإعلامية وإدارة مرافق الدولة.
كان الأمر قد آل بشكل تام لشمولية علي عبد الله صالح، بعد أن تخلص من خصمه اللدود علي سالم البيض، بنفيه إلى مسقط، بعد أن كوّن، وعلى عجل المؤتمر الشعبي العام من سواقط الحزب الاشتراكي وبعض القوميين الذين رسبوا في امتحان العدوان الثلاثيني على العراق وبعض المنتفعين من مرتزقي السياسة، وكان المؤتمر الشعبي العام منذ الوهلة الأولى يعمل ديكورا لترسيخ شمولية ووحدانية صالح الذي أخذ يشعر بزهو وعظمة زائفة إبان توحيد اليمن وانتصاره على خصومه في حرب الوحدة، كما كان يطلق عليها وقتئذٍ، وكان المؤتمر الشعبي العام قد حصل حينها على نصيحة أمريكية بشأن الحريات الإعلامية والصحفية، ويمكن تلخيصها في (دعهم يكتبوا ويقولوا ما يشاءون، إقبض عليهم إذا تحول قولهم وكتابتهم إلى فعل) وسرعان ما امتلأت العاصمة اليمنية بالصحف المعارضة، التي تكتب بحرية مقيدة بقانون تمت صياغته خصيصاً لما سمي وقتها بالانفتاح الإعلامي، بحيث ظل سيف القانون يُسلّط على كل من لا يتعايش مع شمولية صالح، وكانت الخطة تقتضي أيضاً إتاحة الفرصة لحزب يمثل دور الند للمؤتمر الشعبي العام، فتكوّن حزب الإصلاح الذي هو عبارة عن تحالف الإسلاميين مع القوى التقليدية في اليمن، التي كان صهر على عبد الله صالح، شيخ قبائل اليمن، الشيخ حسين الأحمر، رئيساً له ورئيساً للبرلمان الذي لعب بدوره دورا مهما في توطيد دكتاتورية صالح باعتباره القائد اليمني الذي حقق الوحدة اليمنية.
في الخرطوم لم يكن الأمر مختلفاً عنه في صنعاء إلا في بعض التفاصيل الصغيرة التي اقتضاها اختلاف واقع البلدين، فقد انتقلت تجربة نظام الخرطوم وقتها إلى ما أطلقت عليه (الشرعية الدستورية) عقب انتقالها من (الشرعية الثورية).
وبحسب إفادة عضو المؤتمر الشعبي العام فإن نظام الخرطوم حصل على نصيحة باقتفاء تجربة المؤتمر الشعبي العام في اليمن، وهذا ما فسر وجود تلك القيادات في ذلك العام في صنعاء، وسرعان ما أُعطي هامش لحرية الاعلام والصحافة في الخرطوم وتم تطبيق التجربة اليمنية حافراً بحافر.
وقد مثّلت أحزاب عديدة في السودان دور الند، الديكور الذي يحتاجه النظام لاستمرار توازنه وبقائه في السلطة، من خلال الاتفاقات والمعاهدات التي كانت تزيد من عمر النظام، كلما أوشك على السقوط، الحركة الشعبية بأشكالها، الصادق المهدي، الحركات المسلحة، الميرغني، الأسود الحرة، وغيرها، بحيث تلوثت أغلب هذه الأحزاب في وزر استمرار النظام وحفظ توازنه، ربما بناءً على ذات النصيحة التي تم بموجبها اقتفاء أثر التجربة اليمنية، وكما حدث في اليمن فإن  قيادات المؤسسات الرسمية قد دخلت إلى سوح التجارة، الأمر الذي جعل تجربة النظام نسخة طبق الأصل من التجربة اليمنية، بما في ذلك الاستعانة بمليشيات عسكرية لضرب الخصوم السياسيين والتنكيل بكل صوت يرفض الانحدار الذي تسير باتجاهه الدولة أو محاولة إيقافه.
وكان الوضع اليمني قد بدأ في التدهور منذ بدايات العام 1995م حيث ظل المواطن في الجنوب اليمني يعاني في الحصول على السلع الاستهلاكية الضرورية والخدمات، بينما استطالت العمارات والبنايات في شمال اليمن من قبل جوقة صالح والمنتفعين من بقائه، ولم يكن مدهشا دخول كبار قادة الجيش اليمني وشيوخ القبائل إلى التجارة من أوسع أبوابها، رغم أنف قيود وزارة التجارة والجمارك والضرائب وغيرها من المؤسسات الرسمية، كما بدأت مؤسسات الدولة في التفكك والافلاس رغم إنتاج اليمن النفطي.
في المحصلة النهائية فإن التجربتين امتثلتا للنصائح الأمريكية التي قادتهما إلى حتفهما المحتوم، ولكن تشبثهما بالسلطة هو ما سيقود البلاد إلى نهايات مدمرة لمستقبل الاستقرار في كليهما، فالانتخابات في كلا البلدين ما هي إلا ما تبقى من المشهد المرسوم لتطبيق النصيحة الأمريكية التي يمكن أن تنقلب إلى ضدها حالما اقتضت المصلحة الأمريكية وانتهت صلاحية أياً من الحزبين.

╭─┅─═🇸🇩ঊঊঈ═─┅─╮
    📰 *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.