الإثنين , أبريل 29 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / اختلاف الثورتين واختلاف جماهيرها …!

اختلاف الثورتين واختلاف جماهيرها …!

سامح الشيخ

يعيش كثير  من السودانيين بالمناطق الآمنة بالسودان أو قل مناطق وجهات   المكونات الاجتماعية  بالشمال والوسط التي لم تحمل السلاح في وجه الدولة. تعيش هذه المكونات الاجتماعية بالسودان  في حالة من عدم الاحساس بألآم إخوانهم في الوطن خصوصاً القادمين من مناطق الحرب بالسودان بطريقة تدعوا للاستغراب ، وهذا منذ الحرب الاولى حرب الجنوب والتي انتهت بانتصار المقاومة الشعبية الجنوبية ونيلها  الاستقلال بعد نضال دام أكثر من خمسين عاماً في  دولة لم تحسن إدارة الإنسان وتنوعه وايضا لم تحسن إدارة الموارد وتنوعها ، وهذا ليس منذ زمن الإنقاذ الحالي بل في كل عهود الفشل السوداني سواء  الشمولي الطويل أو الديمقراطية القصيرة.

الدولة السودانية بنت مجتمعها والسلطة فيها تمثل أبناء جهات القادمين من المناطق الآمنة  مما زاد الطين بلة مع الحرب الطويلة الأمد التي أفرزت مشكلات سياسية واجتماعية  اقتصادية بالسودان . اهتمت النخب السياسية الرسمية القادمة من الوسط و الشمال  أو صاحبة التمثيل الأكبر على مستوى  الدولة التي هم على رأس إدارتها وهيكلها الوظيفي حيث  يسيطر معظم أبناء المناطق الآمنة على مفاصلها ،  وهم الذين اختطوا كما يقول الشاعر للمجد دروبا سيطرت به بعد الاستقلال هذه المكونات الاجتماعية على مفاصل الدولة في مؤسساتها وهيئاتها  من عرب ونوبة الشمال والوسط مستلهمين في ذلك عزم ترهاقا وايمان العروبة . لذلك يأتي  المشكل الإجتماعي على ذيل اهتمام هذا المكون  الاجتماعي  الذي ارتبط   بمركز دولة ترهاقا الجغرافي وهو النيل أو مركزها الثقافي الاسلاموعروبي في شكله السلفي . مما زاد هتك النسيج الإجتماعي في شكل اثني مكتوم بالسودان تضمه رابطة جغرافية اكثر من كونها دولة أو أمة ،   يظهر ذلك  في العزل الإجتماعي في المناطق الحضرية والريفية بمناطق شمال ووسط السودان ذات المشاريع التي تخص الدولة فالقادمين من مناطق الحروب هم سكان أطراف المدن وهم سكان الكنابي وهم أكثر سودانيين عانوا من الحملات العنصرية على أساس اللون والشكل في أوقات كثيرة من تاريخ السودان الحديث تلك الحملات التي تسمى الكشة وما زالوا هم الغالبية الى اليوم  مع معاناة كشات الدولة الدينية التي تسمى كشات النظام العام.

غياب الأحزاب عن العمل المدني الذي يهتم بتنمية المجتمع عن طريق العمل التطوعي الغير مجير لصالح السياسة هو أيضاً من الأشياء التي عمقت من عملية الاثننة المكتومة ، بسبب  غياب الرؤية لحل المشكل الاجتماعي والحديث الصريح عنه وعن افرازاته ومناقشتها  ورغم غياب الجماهير عن العمل الحزبي عموما وخصوصاً الجماهير التي تعيش على  أطراف المدن خاصة مدينة الخرطوم  .
لا تزال  المكونات الاجتماعية القادمة من غرب وشرق  السودان وجنوبه الغربي وجنوبه الشرقي غائبة عن الاحتجاجات السلمية التي تحدث من حين لآخر فكل يعمل على حدا خصوصاً على مستوى الطلاب في الجامعات،  و لم تسأل نخب الأحزاب السياسية عن سبب غياب هذه الجماهير في موضوع دعوات  الحراك والخروج للتظاهر و الثورة في الخرطوم  أو تلاحظ ذلك ويرجع ذلك بسبب استعلاء هذه النخب الحزبية وأعضائها التي تريد الحل على طريقتها ولا تناقش قضايا الهامش كما يعبر عنهم مناضلي الكفاح المسلح . فقط يتحدثون عن عدم الزج بالقبيلة والجهة في السياسة ومشكلة الحرب في السودان هي رد فعل ضد  ما هو قائم من ظلم اجتماعي بسبب سيطرة الجهة و القبيلة على الدولة السودانية.

فالقضية المصيرية هي التقيسم العادل للثروة والسلطة وهذا يعبر عنه  حركات المقاومة   الثورية السودانية المسلحة التي تعبر عن أهدافها العامة بشكل مباشر من خلال اسم وشعار الحركات  إما تحرير أو عدالة او مساواة وهذا تعبير عن أن  هناك بعد غائب وهو أن كانت المطالب من أجل حقوق واحدة لماذا اختار طرف حمل  السلاح والطرف الآخر اختار الخيار السلمي ، اذا كان هناك جهوية أو قبلية بادية  على تشكيل و تكوين جيوش التحرير اوعلى جماهيرها والمتعاطفين معها  فهذا  رد فعل على السيطرة الماثلة لمؤسسات الدولة الرسمية مدنية وعسكرية بنفس  القدر .
اما احزاب المقاومة السلمية فهي  لا تخاطب مسألة المشكل الإجتماعي المتمثل في التحرير والعدالة الاجتماعية والمساواة بشكل مباشر عن طريق الدعم السياسي للحركات المسلحة والخروج في تظاهرات لوقف قصف المدنيين أو الاعتراف بمطالبهم  وحقوقهم فهي تتحدث عن أسباب منطقية جعلتهم يحملون السلاح لكن هم لديهم حقوق يريدون اقتلاعها وليس اسباب منطقية كما  تقول احزاب المقاومة السلمية دائما  . لذلك الاعتراف بالثورة المسلحة والاعتراف بالحقوق و شعارات التحرير والعدالة الاجتماعية والكرامة والمساواة التي بسببها الان لديهم اجزاء بالفعل محررة ولهم بها جماهير في  الأراضي المحررة كما لهم في باقي الأراضي داخل سيطرة الحكومة أو الدولة سيؤدي هذا الاعتراف إلى وحدة جماهير الثورة المسلحة والسلمية والى بناء جسور الثقة بينهم  يجب على الأحزاب والمجتمع المدني أن يعي جيدا مسألة ان تكون لك اراضي محررة في دولة بها حرب أهلية ، دولة  لم يحدث منذ تأسيسها ان وجد ضمن صانعي القرار عبر مؤسساتها الرسمية أو الشعبية    أو ضمن نجوم مجتمعها اللامعة ووجوهها التلفزيونية   اسماء مثل كوكو وكلتوما وشعيب واوهاج وكاكا وادم واسحاق.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.