الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / توقعات بانقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات خلال الاسابيع القادمة…. شدو حيلكم…

توقعات بانقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات خلال الاسابيع القادمة…. شدو حيلكم…

✍ *أمل الكردفاني*

الحكومة تأكل من سنامها ، او تشرب من ثديها ، المهم ان هذا الصباح لم يشهد اي تباشير بحلول لحل ازمة الطاقة السائلة ، صحف الحكومة والصحف الموجهة توقفت عن الحديث عن السفن القادمة والمحملة بأطنان النفط ، وكأنما غرقت هذه السفن في مثلث برمودا المجهول. زيارات مكوكية فاشلة لدول الخليج بحثا عما قال عنه الظافر 102 مليون دولار فقط ، دولة بقامة السودان تتسول مائة مليون دولار ، يقول المثل ان عشقت فاعشق قمر ، وان اهرقت ماء وجهك في التسول فتسول ما عليه القيمة. توقفت صحف النظام عن بث شائعة السفن القادمة ، وتحدثت عن اصلاح الجيلي ثم تبين ان الجيلي انهارت تماما ، وربما تكون اجتماعات مجلس الوزراء والمجلس الامني الاتحادي الان منعقدة لمناقشة البحث عن اكذوبة جديدة تمنح الشعب قليلا من الصبر لبضعة ايام وبعدها يحلها الف حلال. كثيرا ما نبهنا الى خطورة هذه السياسات الوقتية في علاج قضايا الدولة والتي تنم عن مسؤوليين غير مسؤولين ولا يتمتعون ابدا بصفة رجل دولة. خلال هذه السنوات انصب اهتمام كل مسؤول يتقلد منصبا في تحقيق مكاسب شخصية له من خلال وزارته ، منهم من باع الاثار القديمة ومنهم من سيطر بشركاته الخاصة على عقود وزارته ، وخلافه. كان (اللبع) هو محرك المسؤولين لضمان مستقبل ابنائهم حتى لو كان من مال الحرام ، وربما يبرر كل مسؤول ذلك بأنه يريد الحصول على حقه ما دامت الفوضى قد ضربت باطنابها على هيكل الدولة ، وما دام رب البيت بالفساد مشتغل عن قضايا الشعب. هل هناك وزارة واحدة انجزت انجازا تحمد عليه وتشكر؟ لا لم يحدث. وهكذا تدهور اقتصاد الدولة بعد ان جف الضرع ، وخلت خزينة الدولة من العملة الصعبة. ونحن يا سادة في عالم لا يعترف بك كقيمة انسانية ما دمت مفلسا. نحن في عصر العولمة ، عصر ثقافة الرأسمالية ، حيث القوة تنشئ الحق وتحميه. وحيث الضعف يلقي بك الى اسفل السلم لتنام تحته جائعا مرتعشا من البرد والصقيع والجوع. ودعنا نكون منطقيين وعقلانيين ونحن نتحدث عن وضعنا البائس الحالي: هل يمكننا ان نتوقع من الرئيس وبطانته ووزرائه ارجاع المليارات التي تم اخراجها الى البنوك العالمية لانقاذ الدولة؟ الاجابة واضحة وجلية: طبعا لا. لأن ما تم اختلاسه بذلوا فيه المهج والارواح ، وتناسوا الله فانساهم انفسهم ، وباعوا ارواحهم للشيطان كما فعل فاوست. والشيطان لا يقبل ابدا بفسخ عقد البيع الذي يبرمه مع الطرف الاخر.
هذا يوم جديد وصباح جديد لم يحمل لنا اي جديد ، ولا يبشر بالجديد ، بل ينذر بالشر والوعيد. ينذر باسابيع قادمة شديدة البلاء والسواد ، فالقليل الذي بقى من الضرع لا بد ان يغيض . والبترول هو عصب الحياة ، الطاقة هي التي تنتج الطاقة ، هي التي يتم الاعتماد عليها لانتاج الطاقة الكهربائية والغذائية والمائية وحتى الاتصالات والنقل والزراعة والصيد ، فيجب علينا ان لا ننسى ان اول واهم اكتشاف للانسان البدائي كان اكتشاف النار اي الطاقة والتي حولت مجرى مسيرة البشرية ، وان اكتشاف الكهرباء غير مجرى السيرورة الانسانية واكتشاف الطاقة البخارية هو ما عزز الحروب العالمية والسلام العالمي وانهى الرق والعبودية في العالم. لا يمكن لدولة ان تحيا بدون طاقة ،  والحكومة خلال الثلاثين عاما المنقضية لم تهتم بتطوير الطاقة البديلة بقدر ما اهتمت بالتمكين الاسلاموي ، اهتمت بحجاب المرأة ولباس بائعات الشاي الداخلي ، وبناء مساجد فخمة ومسابقة قرآن تصرف عليها ملايين الدولارات ، كمظاهر دينية زائفة ، وبخطاب ديماغوغي تسطيحي تخاطب به العوام ، وباختلاس مليارات الدولارات ، من اموال الفقراء واليتامى ، لكنها ابدا لم تعمل على معالجة المشاكل بعلاجات حاسمة وذات امد بعيد. لقد سيطر الشره والاكل بعين جائعة على عقول المسؤولين ، ولم يفكروا في هذا اليوم، الذي سيخيروا فيه بين البقاء على انقاض دولة وهياكل جثث شعب او الخروج باموالهم واهليهم بلا عودة تاركيننا ونحن نحثوا التراب بالسنتنا وافواهنا .
سوف تحمل الاسابيع القادمة تداعيات موجعة جدا للشعب وستبدأ بتوقف كامل للكهرباء وما يستتبعه ذلك من تعطل خدمة توفير الماء والاتصالات . وهذا يعني اننا سنتحول لجزيرة معزولة يحيط بها ماء أجاج من كافة شطئانها ، ماء يقتلك ان شربته ويميتك حسرة ان لم تقربه.
اوصي الشعب بأن يجهز نفسه للأسوأ ، وان يبوء بأمره الى الله ،  حيث لا ملجأ منه الا اليه ، وان يعتصم بحبل الصبر ، فإن الله يحب كل صبار شكور.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.