بقلم: دكتور ستنا بشير نميري
القتل هو أكثر الحلول تطرفاً، وعنفاً…
فما الذي أوصل فتاة في 19 من عمرها، في ربيع العمر لقتل عريسها؟
أي قوة امتلكتها؟
وما هو محرك هذه القوة؟
أهو الغضب، أم الخوف أم القهر؟
أهي ثورة لكرامتها المهانة؟
أم رد فعل للعنف الذي عوملت به؟
أم جميعهم؟
غصبتها أسرتها على زوج رفضته، وفرض هذا (الزوج) نفسه عليها رغم رفضها له، وأذلها، وامتهن كرامتها واستباح انسانيتها أمام أهله الذين ساعدوه في الاعتداء عليها… فقتلته.
كيف كانت حالتها الذهنية في تلك اللحظات؟
الزوج الذي من المفترض أن تكون العلاقة بينها وبينه مودة ورحمة، أصبح هو جلادها ونارها..
والدها الذي يفترض به أن يحميها ويدافع عنها وعن حقوقها، هو من غصبها على هذا الزواج، هو من قهرها وامتهن انسانيتها ..
ليس لها سند ولا ظهر…
أي وحدة، وأي مرارة، وأي قهر شعرت بهم؟
وعندما حان دور القضاء الذي يفترض به أن يحقق العدالة، وأن ينصف المظلوم ويرد الحقوق لأصحابها، حكم عليها بالقتل العمد…
من هو الضحية، ومن هو الجلاد هنا؟
فتاة كل ما أرادته هو أن يكون لها حرية اختيار من تشاركه حياتها، وهو الحق الذي كفله لها الشرع والقانون…
في أي عصر نعيش؟
وما هي القوانين التي تتحكم فعلياً بحياة المرأة في بلادنا؟
إنه العار.