الجمعة , مايو 17 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *إذا الشعب في السودان أراد الحياة*

*إذا الشعب في السودان أراد الحياة*

بقلم – الصحفي السوداني خالد محمد عثمان
http://www.hoa-politicalscene.com/are-you-intellectual5.html

تخذيل الشعب في السودان، او في أي دولة في القرن الافريقي ليس واردا هنا بأي حال من الأحوال. أقول ليس واردا رغم الإنتقادات القاسية، التي قد تبدو هنا و هناك. فالذين أسهموا في التردي لهذه الشعوب في الماضي و في الوقت الحاضر، بعمليات غسل المخ، و سياسات تغييب الذاكرة و التجهيل، يعرفون أكثر من غيرهم، ان الظروف الإقتصادية القاهرة التي خلقوها، أو ظروف الهجرة و الهروب من الأوطان التي صنعوها، أو الإحباطات التي خططوا لها، لن تعطل هذه الشعوب كثيرا لتنتفض في ثورات، تتخذ شكل المظاهرات الآن في السودان مثلا، لتحرك الأرضية التي تظن هذه الأنظمة الديكتاتورية في السودان و غيره، انها قد صنعتها، و ثبتتها بالفولاذ، لتعطيل حركة الشعوب الثورية في منطقة القرن الافريقي.

بالنسبة للسودان، وهو بؤرة حية لإنفعال الجماهير، و تفاعلها مع ما يحدث حولها في المنطقة، فان المظاهرات التي تمتد من الخرطوم العاصمة السودانية الي مدني و سنار و غيرها، سوف تستمر و تتصاعد في كل أرجاء الوطن، لتحريك هذه الأرضية و خلخلتها و كسر الجمود، لتلقي بهذا النظام الديكتاتوري الي مزابل التاريخ. و حتي في مزابل التاريخ لن يسلم قادة هذا النظام و مجايلوه، و الذين تسببوا في وجوده، من محاسبات قانونية، لن تستسلم الي أسلوب عفا الله عما سلف، الذي كانت تطبقه القوي السياسية المشابهة في التوجه الطائفي لهذا النظام، عندما تنعقد المحاكم، لمحاسبة قادة الإنقلابات العسكرية، مثلما شهدنا في محاكمات الفساد، لنظام أول ديكتاتور في السودان، الفريق ابراهيم عبود.

ان إحدي أهم أهداف الثورات في بلاد السودان، يجب ان يكون هو إلغاء أسلوب عفا الله عما سلف، فذلك أسلوب أضعف هذه الثورات علي مرّ الحقب، و أحبط الكثيرين، الذين يقولون الآن، لماذا نثور في كل مرّة، و نضحي بدمائنا، لتأتي نفس الشخصيات، فتقود حكما ضعيفا، ثم تسلمه للعساكر بعجزها؟ كما مكّن ذلك قوي الثورة المضادة من الإستمرار، و العمل المتصل لضرب الشعب، و تعطيل حركة التاريخ في بلاد السودان. و بعد ذلك يجب توثيق أهداف تستهدف محاسبة الذين أتوا بهذه الإنقلابات، و الذين أسهموا في عدم تفعيل ميثاق حماية الديمقراطية، في أعقاب إنتفاضة ابريل 1985م.

و ليس أقل من ذلك ان تتضمن أوراق الثورة قبل التنفيذ، كيفية إدارة البلاد، من يدير البلاد في الفترة الإنتقالية، تحديد ميكانزمات العمل الديمقراطي و مؤسساته، إعادة بناء القوات المسلحة و الأمن، مسؤولية القوات المسلحة، تطهير و سائل إعلام الدولة، تحديد علمانية الدولة، إستثناء الطائفية من العمل السياسي و إرجاعها الي حوراتها 

الإجتماعية، تطهير المؤسسات التعليمية من مؤثرات الكيزان، و إرجاع التعليم القديم و تطويره بالنظم الحديثة، تحقيق علمانية التعليم بإلغاء التعليم الديني كأساس من المدراس الأكاديمية، و إرجاعه الي المعاهد الدينية، لمن يريد تعليما دينيا، تكوين مجالس التحقيق الثورية الوطنية في الوزارات و المؤسسات، للقيام بتحقيقات دقيقة في الفساد و نهب ثروة البلاد، و إعادة الثقة الي جماهير الشعب السوداني بإجراءات صارمة، تنفذها المحاكم ضد قادة الأنظمة الرجعية و مجايلوها، و التي يجب ان تنعقد في ميدان عام، يُسمي ميدان العدالة الثورية، يجري فيه القصاص، و يظل مَعْلما ثوريا علي مرّ الأجيال.

ان الثورة المطلوبة، و التي تصبح مصيرا محتوما، لشعوب تتفكك دينيا، طائفيا، اثنيا، و ثقافيا بفعل قوي رجعية، لابد لها ان تستلهم دروس الماضي البغيض، و تحدد ألوان الطيف السياسي، و تلقي بالمسؤولية علي عاتق قادة الأحزاب الرمادية، و تطهر مسالكها من الرجعيين و المتخاذلين، و الذين عملوا او ساعدوا الأنظمة الشمولية الإستبدادية، علي تعطيل حركة التاريخ، و إعادته الي مربع التخلف الأول.

و لابد لعناصر هذه الثورة من الإلتقاء عند النقطة المركزية، التي تجمع هذه الشعوب في منطقة القرن الافريقي، لتتعرف علي بعضها بشكل اكثر حميمية، و تتعرف علي مشاكلها السياسية التاريخية، و تضع برامجها الإقليمية لحلحلة تلك المشاكل في إطاراتها الجغرافية، و تخلص من ذلك الي المشابهات و المقاربات بين هذه المشاكل الإقليمية، لتضع بعد ذلك البرنامج العام، و الذي ينتخب طموحات هذه الشعوب في الحرية و الديمقراطية و العدالة و الوحدة، و يخطط الميكانزمات الخاصة لعمل الخلايا الثورية في كل دولة في القرن الافريقي، و مؤسسات الوحدة الإقليمية.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.