الأحد , مايو 19 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / نعم لعودة اللجنة الدولية للصليب الأحمر  ..!

نعم لعودة اللجنة الدولية للصليب الأحمر  ..!

سامح الشيخ

السودان دولة عانت من الحروب ومازالت وقد عرفت اطول حرب في القارة الأفريقية بأنها كانت على أرضه ، والتي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة ملايين نفس سودانية ، وهو الأمر الذي يدهش و يضع تساؤلات كثيرة وهو لماذا إستمرت الحرب في السودان رغم عن انفصال جنوب السودان الذي كانت تعرف الحرب باسمه .

نفس الموت ونفس قساوة الحرب وآلامها مستمرة الى اليوم في الجنوب السوداني الجديد الذي كان متوقع انفجاره  قبل استئناف الحرب والعودة لمربعها مرة أخرى بعد انتهاء اتفاقية نيفاشا بسبب الفشل في جعل الوحدة جاذبة وذلك لأسباب عديدة ليس منها تدخل إسرائيل أو امريكا او اي من نظريات المؤامرة التي يختبئ خلفها ويتبناها كثيرين لما فيها من سهولة التبرير وهو تبرير مخزي ومبتزل لان الوحدة لم تكن جاذبة بسبب وجود قوانين الشريعة الإسلامية التي طبقت وما زالت تطبق  بفهم اخر تحديث وقد كان ذلك التحديث  في تلك الفترة من التاريخ المعروفة بفترة العصور الوسطى الان  توجد هناك إفهام حديثة وتأويلات للنص  اجتهد فيها مسلمين تنويريين ومفكرين  قوبلوا بعسف شديد ممن يعتبرون  مسلمين مثلهم  نفس العقيدة ونفس الدين لذلك يصعب الان إقرارها في المناهج لكن يمكن تجاوز ذلك وفض هذا الاشتباك باقرار مبدأ العلمانية في الحكم.

الملاحظ أنه رغم أن موازين القوة العسكرية نظريا لصالح الجيش الحكومي وهو الذي يصف الثوار والمتمردين الذين تمردوا  ضد ظلم الدولة السودانية بعد الاستقلال بالجبناء وغيرها من أسلحة الحرب النفسية برغم أن ميزان القوة من ناحية عتاد وميزانية في صالح القوات الحكومية إلا أن النصر العسكري مستحيل وهذا ما أثبتته خمسين عاما من حرب الجنوب وحوالي الثمان أعوام من الحرب في جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وحوالي الخمس عشر عاما من الحرب في دارفور رغم أن التكتيك العسكري لجيوش التحرير في جانبه الهجومي ليس كما السابق إبان الحرب بجنوب السودان فقد كان طابع الحرب الكر والفر بتكتيك حرب الغوريلا بتوجيه ضربات موجعة للعدو ثم الإنسحاب ودخول منطقة أخرى وهكذا كان يتم انهاك القوات الحكومية، لكن التكتيك تغير وهذا يعرف اسبابه بالتاكيد العسكريين فالظروف الطبيعية لكل منطقة تجعل التكتيك الحربي مختلف فحرب الصحراء غير حرب الادغال غير حرب المناطق الجبلية وغير حرب المدن.

لكن الواضح أن جيوش التحرير الثورية حاليا عقيدتها القتالية دفاعية وهي تدافع بشراسة وبمهارة قتالية عالية حتى صارت مناطقها المحررة تعادل مساحات بعض الدول وبالتأكيد هذه المناطق المحررة يوجد بها مدنيين وهناك أعباء إدارية ومتطلبات إنسانية  يصعب توفيرها في ظل انها مناطق حرب محاصرة من الدولة لذلك  في ظل هذه الحرب منذ العام ٢٠١١ يوجد كوارث إنسانية وجرائم حرب حدثت لمدنيين بتلك المناطق  هولاء المدنيين لا ذنب لهم غير أن هذه الحرب اللعينة تدور رحاها في مناطقهم وبسبب أن هذه المناطق  مسقط الراس لهم ولكثيرين غيرهم في مناطق مختلفة من السودان فليس من المنطق أو العدل أن تعاقب انسان برئ  أوقعته المشيئة أن يولد في مكان ما ليس له فيه إرادة في ذلك فقط ذنبه أن الدولة اعتبرت منطقته منطقة حرب لأنها فشلت في إدارتها .

أن من أوجب واجبتنا  تجاه اخوتنا المدنيين  في مناطق الحرب قبل كل العالم  أن تهمنا سلامتهم في حد أدناه أن يصلهم الغذاء والدواء فليس ذنبهم وجود قوات  تقاتل نظام دولة فاسد ومجرم  فالمدنيين بمناطق الحرب  ينطبق عليهم القانون الدولي الإنساني في حالة النزاعات المسلحة ويجب أن نلتزم جميعا بما فيهم الدولة لقانون حماية المدنيين في مناطق النزاعات ، لذلك يجب أن تكون هناك دعوة وحملة من الناشطين السودانيين وغيرهم  من إخوة الإنسانية  في العالم لعودة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى السودان التي طردها النظام كما طرد غيرها بحجة وأكذوبة السيادة الوطنية على النظام والدولة في السودان أن يتحملوا  مسؤلية احترام القوانين وأن يسمحوا لفريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر باستئناف إدارة  عمليات المساعدات الإنسانية وتوصيل الغذاء والدواء للمدنيين السودانيين دون قيد أو شرط أو حتي أن يكون هذا الأمر مبحث للتفاوض لأن هذا معروف ومعمول به وفقا للقانون الدولي وليس وفقا للحكومات وما ترى فهي دائما تريد القمع خصوصاً غير الديمقراطية منها   لذلك موقف الحكومة المتعنت في هذا الجانب لا يعد سوى  سوى ابتزاز وهو دليل اثبات على جرائم الدولة السودانية اتجاه شعبها  لأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لجنة معروفة بحيادها ومهنيتها فموت المدنيين الاطفال والنساء والشيوخ وكل من لم يجد الغذاء والدواء في مناطق الحرب المتسبب فيه الجانب الحكومي الذي يستخدم المساعدات الإنسانية كابتزاز وضغط على المسلحين ليستسلموا وهذه جريمة في حق المدنيين الذين يعاقبون من الدولة فقط لوجودهم في مناطق خارج سيطرتها تعتبرهم ايضا خارجين عليها .وهذا غير صحيح الصحيح هو عودة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للسودان وأن تدير العمليات الإنسانية أثناء فترة الحرب بغض النظر عن اتفاق سلام بين طرف من الأطراف.

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.