~   ابــّكـــر يـاخي دقـيـقـه بـس.. بـاقي ونـســه و كـــده

.. ١٩٨٢ اول مره في حياتي اركب طياره ! و على ويـن؟
_ سجن شـالا !
..اول مـره في حياتي اتسجن ! عشان لـيـيـه؟
_ ماهـو شـوف.. آي انا ما زول كويس خالص خالص . لكن كمان ما كعـب. ياخ انا زول كـده ساي بس. لا مهم ولا خطـر لحـدي ما حكومة السودان بى جلالة قدرها: رئاسـة جمهـورية جيش امـن شـرطة و سجـون يختوا راسـم بى راسي و انا يا دوبك ولـد  بتشابى للعشـرين، يدفسوني مـع اذان الصبـح في مجـروس الجيش مـن زنـزانـه في الخرطوم شـرق لى القيادة العامـة يشحنوني في طيارة حـربيـة ألاقي فيها ابّـكـر و يرمونا في قـعـر سجـن شـالا الصحراوي داااك.. ياخ انحـنا اصـلو عملنـا شـنو؟!
.. و العبارة للراحل التيجاني الطيـب.. لعـلك تذكـر يا دكتور Jamal Balal في بيتنا في برزه/دمشق لما قلنا لى عـم تيجاني احكي لينا ناس الانقاذ اعتقلوك كيف.. فعاد به الحكي إلى اعتقاله الاول زمن عبود هـو و الشهيد عبدالخالق محجوب، الجنيد علي عمر، الحاج شاخور و آخرين في سجـن ناقشوط.. قال ضاحكاً مستهزاءاً: ناقشـوط ! ياخ انحنا اصلـو عملنا شنـو ؟!
.. في شـالا و انا غـر ٌاتلفـت ضـارب لخـمـه، جيتني إنتـه ابّـكـر و كنتـه خبِـرته السجون.. طـوّفتـه دبـك، بورتسودان، كـوبر و ما لا اعـرف..جعلـته سـريرينا متلاصقيـن في ذلك العنبـر الكبير، و عنـدما إكتشفتـه أن ْلا حقيبـة لي..
لا غيـار ولا هـدمـه، فـردتـه شنطتك ضلفــتيـن عـراريق، سـراويل، جلاليب، بناطلين، قمصان و ارديـه كاكي.. قلـت لي: إختار ليك غيارات تطلع مقاسك، و افتعلته لك تطلـع من العنبـر.. لا يصيبني الحـرج.
و لك َ راديـو تلصـق احشاءه بلـب الرغيـف تخفضه و ترفعـه فيأتيك بالاخبار مَـن لم تُـزودِ.. فرنسية من انجمينا، بانقي.. انقليزيه من البي بي سي و صوت اميركا.. عربية من القاهرة، دمشق، بغـداد، هنا لنـدن..
و تحـرن دونـه هنـا امدرمان.. إنـعـل…
..اطلقـت الانتفاضة سـراحك فخـرجـتـه مـن كوبر إلى حضـن الحـزب و دفسيبته فـ  الميـدان و انغمسته فيهما بكلياتك حتى تداولنا نكتـة/نهـرة
عم تيجاني لك: إنتـه قايل قضيـة الثـورة السودانية دي واقفـه عليك؟
ياخ اُخـد ليك اسبوع امش سـلِّـم على اُمـك !
فذهبتـه القلقالـه مطـروداً مطـروداً مطـرووود.. يا ولـدي
..  تتذكر لما جيتنا في دمشق تحضر نـدوة مجـلة النهـج عـن البرسترويكا..
جيتك قلعتك من الفنـدق إلى بيت برزه.. بعـد الندوة طلعته ليك لستـة كتب طويله عريضه شي ليك إنتـه و شي وصايا.. حومنا على المكتبات حوامة الجـن لقينا كل الكتب اشتريناها  ستفناها في كراتين و لزقناها إلا كتابك: كتاب الخـراج.. لأبي يوسـف. ياخ الكتاب ده عذبنا عذاب..
لكن في اللخير لمينا فيهو ابن الكلـب ابي يوسف..
                      اهـا هسـه إنتـه البلمـنا فيك شـنـو ؟!
                  قالوا: يمـوت الانسـان عنـدما ينقـطـع ُذِكـره ُ.
                 هـم.. لا انـت َممـن يُـدعـى عليـه: اللـه يقطـع طاريك
                 لا تهِـم يا صـاحبي.. الونسـه و الضحكـه بتلمنا فيـك..
                        .. ابـقى اضحـك خـلـيـنـا نـشــوفـك…

من صفحة
Mustafa Bhiri