*حينما يكون الاعتقاد أقوى ..تتسهل الطرق وتقرب المسافات*

*أوراق فى الغربة*
*أسماء احمد*
اجراس  الكنائس تملأ  ذلك الفراغ الذى خلفه سكون الليل.. و خيوط الفجر تسعى  لتشق طريقها لاعلان يوم آخر.. فى هذه اللحظه الكونيه الطرقات تستقبل الوافدين على غير العادة   جماعات فى اتجاههم  الى إماكن العبادة لأداء الصلوات والتخلص من الخطايا والذنوب عبر الاغتسال بالماء المبارك الذى يتعمق فيه الاعتقاد بانه الشافى والمنجى من الادران المحيطة بالروح والجسد، ينابيع  دافئه تخرج من جوف المرتفعات وتنتشر داخل  الكنائس التى تعلو قمم الجبال شكلت قناعه راسخه وإيمان تام أنها أحد أسباب الشفاء مع التقرب إلى الله..

كان المشهد فى الطريق الجبلى الذى يؤدى الى  أحد أكبر الكنائس المنتشرة  على  قمم سلسلة المرتفعات التى تحيط بالعاصمة، حركة  المتعبدون من أسفل إلى أعلى فى الممر الجبلى الضيق الذى يؤدى إلى القمه التى تحتضن مكان العباده  يتحركون بحذر مع يقينهم  التام بأن الله سوف يحفظهم وهم فى  الطريق للوصول للتقرب إليه..  يقاومون الخوف وما  تخفيه الطبيعه لديهم من الكائنات  الظلامية  منها المرئية ومنها الغير ذلك  ومنها  التى تظهر من أجل البقاء  فى عالم القوى يفترس الضعيف وخاصه تلك الضباع الاكثر انتشارا و جرأة فى نزولها من أجل  هذا البقاء  الذى يجعلها تتجول لتصل اماكن داخل اطراف المدينه لحين بزوغ الفجر.. لذلك الحركه للوصول إلى دور العبادة الكبرى  فى هذا التوقيت  تكون  فى شكل جماعات مع الاضاءه اليدويه للمصابيح الصغيره وتلك المظلات المطرية التى تعتلى الرؤس، الاجسام تتحرك مع ذيل الظلام اسراباً فى سباق مع نفحات الفجر وخيوطة التى تتوارى خلف وشاح بياض المتعبدين  فى لحظات قدسيتهم ورهبتهم  وهم يغسلون الخطايا والاعتراف بالذنوب التى  تذوب وتنصهر فى أعماق تلك الوديان والهضاب ليطلع عليها صبح جديد بجسد خالى من كربته وروح تتشبع إيماناً وحيوية لعطاء يوم اخر فى مسيرته الحياتيه  المليئه بالمتناقضات والمشقه والعنت وانهزام الذات فكان لهذه  الجرعات  الاعتقادية   دورا مهماً فى التوازن الذى  يصلب النفس طول بعد عناء مرهق للروح والجسد …

الملابس البيضاء تجسد مفهوم التدين وخاصه للنساء كما نجدها رمز للاصاله والتراث  فى كل
  المناسبات الدينيه  والصلوات و اماكن العباده المنتشره
بمسميات متعدده لكنائيس كبرى مثل قوبريال مكائيل سانتى ميرى وجبرائيل وغيرها و لها فروع صغيره منتشره داخل الاحياء، كما ان هنالك كنيسة أنتتو وهى من أقدم الكنائس فى العالم  تقع فى شروميدا  أعلى قمة سلسلة الجبال التى تحيط بالعاصمه وتمثل  الآن مزار أثرى ياتى إليه  رجالات الدين والباحثين والسياح من كل انحاء العالم للتوثيق والوقوف على حقيقة  امتداد الأديان  فى أفريقيا منذ باكورات عهودها..
ان ممارسة الطقوس الدينيه الأرثوذكسية  ثمتل السياده الدينيه على مستوى الدولة  ووجدت حظاً اوفراً وأوسعاً من غيرها من الطوائف لأنها تمثل العقيده الاساسيه لغالبية الشعوب المسيحيه فى أثيوبيا…
أنه الثلث الأخير من ممارسه أهم الطقوس الدينيه ،، الصيام الذى يقارب الشهرين فى المجتمعات المسيحيه الأرثوذكسية ويأتى بعده أكبر وأهم الأعياد الدينيه

ما يحدث فى اثيوبيا يعتبر نموذجاً لاحترام الأديان والتعايش السلمى.. يشدنى لانه جزء من مفاهيم السودان الجديد الذى نحلم به.