الجمعة , مايو 3 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *فى عيدك يا أمى* *اوراق فى الغربة*

*فى عيدك يا أمى* *اوراق فى الغربة*

*أسماء احمد*

ما بين الترقب والانتظار حدسى يطلعنى بأنها  ترأنى بين  الحاضرين  القادمين وكل صوت يعلو  فتحات الباب يقودها النظر  علها تجدينى من المباركين …فاعلم علم اليقين انى متربعة فى دائرة اهتمامها الوجداني وحبها الربانى وعطفها الغير محدود …
*أمى* ….
حينما قال (ص) الجنه تحت أقدم الأمهات وضع الدنيا وما فيها تحت اقدام  مخلوق جمع فيه الخالق كل الصفات لتهيئه  أن  يكون جسرا لنعيم الحياة الأبدية ورهنها بالعمل على رضاه فلذلك كانت  الصفات الوجدانيه الخالصه و خلاصة كل الاحاسيس متجذرة لتغذي الروح والقلب وتسبح عبر الشعيرات والانسجه ، فكانت الام كائن … استثنائى بتهيئ ربانى تجاه جزء من نسيجها البنيوى ووجدانها المترع   دون أدنى تضجر او امتعاص او خوف من مصير قد تفقد روحها بين لحظة واخرى حينما قال( ص) عن الموت  اسالوا العائدات ….
*أمى*
لقد مرت سنوات وانتى تنهضين بمسؤليات جسام  حينما اختبرك القدر وترك لك  أمانة فى عنقك فكنت أفضل من يحفظ ويصون  الامانات وانت تودعين ذلك الصندوق الذى يحتضن جثمان شريك حياتك ليوارى الثراء ،، الفراغ كان سوف يكون واسع  ولكن سريعا ما انتشرت  عواطفك واحاسيسك ومفهوم المسؤولية الضخمة التى استحوزت عليك وسدت كل الفراغات …
*أمى* …
سبعة عشر يوم مرت لم أسمع فيها غير أصوات الاقفال وصرير  ذلك الباب الحديدى وحركة اقدام تتجول هنا وهناك وتلك الكائنات التى تعلو الجداران و منادى للصلاه يطرق الباب بشده و ذلك الاعياء الذى صلب طوله وتمدد على جسدى وأنا بين القضبان و تلك الهواجس التى تتصارع لتحل برحالها  …كان صوت المنادى يخترق كل ذلك ويهتف بأسمى بأن هناك زيارة …جمعت قواى  وحزمت مشاعرى  التى عصرها ذلك المكان الخانق  ..فوجدت دموع أمى واخوانى الصغار تتنظرنى تدفعها مشاعر الحب والحنين والشوق والخوف على وضعى الصحى وهم الأكثر معرفة بذلك السكر الوراثى الذى توهط وسكن منذ سن مبكر انها مشيئة الله التى اتقبلها برضاء تام…كنت أرى أمى  تتشجع خلف دموعها وهى تصبرنى وتشد من ازرى وبخطاب مليئ بالتشجيع وحفز الهمم وضرب الأمثال بالبطولات الوطنيه وأنها ضريبة خياراتى فعلى الصبر والتحمل وأن النساء العظيمات هن الصامدات على كل الابتلاءات …
حينما خرجت من حبسى كانت اول المسقبلين ونفس الروح المليئة بحنان الام أرى فرحتها وهى تستقبلنى بالأحضان ودموع الفرح فى ابتسامتها وهى تسرع للجميع بقديم الحلوى وتستقبل كل من طرق الباب ليطمئن على رجوعى بالسلامه من الأهل والأصدقاء والرفاق والمنظمات الحقوقية والإنسانية بكل طيب خاطر ..فكانت أمى حاضره مع اخواتى فى كل لحظات حياتى حلوها ومرها   ..حينما اتخذت قرار مفارقة الوطن كانت الأكثر حزنا واصرارا  على عدم المغادرة وأن أكون بجانبها  واخوتى ،، فسلامتى هى الفيصل بين دموع أمى والرحيل …
*أمى*
كانت حاضرة فينى وشكل هذا الحضور ثقة وعزيمة وإصرار فى شخصى
فكانت دعوات امى ونصائحها  زادى وترياقى ….إلى أن وصلتنى  ومكثت معى فى أرض النجاشي لتطمئن على وضعى بنفسها رغم أن غيرها من الأسره كانوا الأكثر مجيئا للاطمئنان وتفقد احوالى بأستمرار ،، ان التواصل اليومى عبر شبكات الاتصال الذى جعل العالم عبارة عن غرفه واحدة لم يمنعها الحضور فكان له طعم ونكهة  ورائحه تفوق الحقيقة والخيال
*أمى*
لولا دعواتك …لانهكنى عناء الغربة  …وسخف الآخرين
فلك منى الحب والسلام والتحيه …
*فى عيدك يا أمى*
*وكل الأمهات طيبات*

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.