الإثنين , مايو 6 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / مكتبة عبدالقادر العشارى / التعليم فى عهد الانقاذ دعوة صريحة للتجهيل !!

مسارااات

عبدالقادر العشارى

التعليم فى عهد الانقاذ دعوة صريحة للتجهيل !!

*تلقى التعليم فى السودان صفعة قاسية من نظام الأنقاذ حتى بات دعوة صريحة للتجهيل ، رغم ان انهيار التعليم كان ضمن سلسلة طويلة من الأنهيارات التى طالت كل مرافق ومؤسسات الدولة الا ان التعليم كان له نصيب الأسد من التدمير الممنهج مع سبق الاصرار والترصد ، فاذا نظرنا للتعليم بكل ابعاده واركانه التى يستند اليها من معلم وكتاب مدرسى وبيئة مدرسية ومناهج نجد ان ايادى اثمة كثيرة قد عبثت به ، الامر الذى قاد اجيالا الى متاهات الجهل بشهادات علياء لاتغنى ولا تسمن من جوع .

*الشاهد ان العصابة وعند استيلائها على السلطة بأنقلابها المشؤم كانت مهمومة بكيفية المحافظة على كراسى الحكم الوثيرة فكان التعليم بما له من اهمية بالغة فى تشكيل الوعى والشخصية القوية المدركة لحقوقها وواجباتها اولى اهدافها التى وجهت لها سهامها السامة والتى اصابت اهم قطاعات المجتمع الحيوية فى مقتل الا وهى التعليم .

التعليم فى عهد الانقاذ دعوة صريحة للتجهيل !!

مسارااات

عبدالقادر العشارى

التعليم فى عهد الانقاذ دعوة صريحة للتجهيل !!

*تلقى التعليم فى السودان صفعة قاسية من نظام الأنقاذ حتى بات دعوة صريحة للتجهيل ، رغم ان انهيار التعليم كان ضمن سلسلة طويلة من الأنهيارات التى طالت كل مرافق ومؤسسات الدولة الا ان التعليم كان له نصيب الأسد من التدمير الممنهج مع سبق الاصرار والترصد ، فاذا نظرنا للتعليم بكل ابعاده واركانه التى يستند اليها من معلم وكتاب مدرسى وبيئة مدرسية ومناهج نجد ان ايادى اثمة كثيرة قد عبثت به ، الامر الذى قاد اجيالا الى متاهات الجهل بشهادات علياء لاتغنى ولا تسمن من جوع .

*الشاهد ان العصابة وعند استيلائها على السلطة بأنقلابها المشؤم كانت مهمومة بكيفية المحافظة على كراسى الحكم الوثيرة فكان التعليم بما له من اهمية بالغة فى تشكيل الوعى والشخصية القوية المدركة لحقوقها وواجباتها اولى اهدافها التى وجهت لها سهامها السامة والتى اصابت اهم قطاعات المجتمع الحيوية فى مقتل الا وهى التعليم .

*رغم ان جل قيادات نظام الأنقاذ وجدت فرصة سانحة من جودة التعليم ومجانيته والذى لولا هذه المزايا لكانو فى يومهم هذا (ماسحى احذية ) مع الاعتذار (لماسحى الاحذية ) ، لأنهم كانو فى ذلك الوقت تعانى اسرهم الفقر فكان يعيش بعضهم على فتات ما تبقى من طعام الحيوانات ، والفقر ليس عيبا انما العيب ان يتحول هذا الفقر الى حقدا وسما قاتلا تفرغه على مجتمع توليت امره فى  غفلة من التاريخ ، فأستخدمو فى ذلك كل فنون المكر والدسائس والحقد والحسد ليحرمو اجيالا من جودة التعليم ومجانيته لم يردعهم فى ذلك ضمير ان كان لهم ضمائر ولا اخلاق ان كانت لهم اخلاق !! اضحى التعليم مرتعا خصبا للأستثمار يتعرض لحسابات الربح والخسارة واصبح الكتاب المدرسى سلعة تباع وتشترى كغيرها من السلع الاستهلاكية فى السوق ، وغدا المعلم الذى كاد ان يكون رسولا ان يكون (متسولا) فقيرا منكسرا مهيض الجناح لا حول له ولا قوة فى مجاراة المعيشة بأجر ضعيف لا يقوى على الصمود فى يده الا لبضعة ايام مما اضطر كثرا منهم للبحث عن عمل اضافى فتجد مثلا على سبيل المثال الكثير من سائقى (الركشات ) معلمين وربما كان ذات تلامذتهم الذين يدرسونهم من اكثر زبانيتهم الذين يقلونهم بركشاتهم فى الشارع العام!!

الامر الذى افقد المعلم هيبته وشخصيته الرسالية والقيادية التى كان بصقلها من الاعداد الجيد فى معاهد التربية المتخصصة والتى تمت تصفيتها جميعا .

من مفارقات الانقاذ ان مادة كاملة فى الدستور الذى يحكموننا به تنص على مجانية والزامية التعليم تم تعطيلها كغيرها من المواد التى تتقاطع ومصالحهم الضيقة  .

*من منطلق المسؤلية الاجتماعية والتاريخية ان نتحدث عن قضية تتعلق بمستقبل اجيال وضعت بين اكفهم مستقبل البلاد ، ففى الوقت الذى تتبارى فيه الدول بتنمية مجتمعاتها وصقل قدراتهم ومهاراتهم التعليمية فى شتى دروب العلم والمعرفة نجد ان السودان ينحدر فى هذا الاتجاه نحو هاوية الجهل الممنهج والمؤدلج من سلطة غاشمة لا هم لها سوى البقاء فى نعيم الملك .

* لاشك ان اهداف واستراتيجية وفلسفة التعليم فى عهد الانقاذ قد راوحت مكانها اذ لايمكن ان تضع اهدافا للتعليم غير قابلة للقياس (خلق انسان مؤمن بدينه ) فبربك كيف يقاس مثل هذا ؟.  هذا لا يعدو الا ان يكون مشروعا سياسيا للعصبة المسمى زورا وبهتانا  ب(المشروع الحضارى ) ، اذ ان اهداف التعليم المتفق عليها عالميا واضحة وضوح الشمس فى رابعة النهار وهى ان يكون الطالب قادرا على القراءة – الكتابة – التحليل – الفهم – الاستيعاب وغيره من الاهداف القابلة للقياس ، فيبدو ان العصبة الحاكمة عقدت العزم من وهلتها الأولى لتنفيذ مخطط كبير (ماسونى ) فيما عرف ب(عادة صياغة الانسان السودانى ) وكان التعليم يمثل رأس الرمح فى ذلك المخطط ، وقد افردت السلطة لتنفيذ ذلك المخطط التدميرى للانسان السودانى الذى كان مضربا للمثل ومعلما للشعوب وزارة كاملة (وزارة التخطيط الأجتماعى ) وكان على رأسها فى ذلك الوقت سئ الذكر والصيت على عثمان محمد طه الذى ينبغى عليه ان يتحمل هو وعصبته المسؤليه الكاملة فيما لحق من اضرار جسيمة بالمجتمع السودانى خاصة فى اخلاقه وتعليمه .

والأنكى وامر من كل ذلك ان يكون تأليف المناهج لعبة فى ايدى السماسرة بعد فقدان المرجعية العلمية للتعليم فى السودان (بخت الرضا) فأصبح المنهج فوضى تضرب بأطنابها اذهان التلاميذ فى عدم تناسق وتكامل واضح فى كل المواد فكل مادة باتت جزيرة  معزولة فى حد ذاتها ، اضف الى ذلك محتوى المقررات  الضعيف الذى لايقدم ولايؤخر (الانسان والكون ) ، (ملبسنا ) ، (مسكننا ) (نحن والعالم المعاصر ) وهنا من يقصد المؤلف بنحن ؟!! ، وعلى هذا المنوال حتى اصبح كامل القطاع التعليمى يعانى من عدم الانسجام والتناسق والتوافق .

كل ذلك لم يكن نتاجا لصدفة او اهمالا وانما كان عملا ممنهجا ومدروسا كما قال احدهم ذات مرة وهو الان فى عداد الموتى اننا لا نرغب فى اجيال تتعلم مثل مانهلناه من تعليم حتى لاينافسوننا فى الحكم !!.

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد فيه الميزانية التي اجازتها الحكومة الانتقالية

Share this on WhatsApp#الهدف_بيانات أصدر تحالف قوى الاجماع الوطني احد مكونات قوى الحرية والتغيير بيانا،انتقد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.