الأربعاء , مايو 15 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / خطورة ما يفعله ابكر آدم إسماعيل هل هي بان أفريكانيزم أم  برغماتيزم ؟ وهل هي شوفينية الهامش المناظرة لشوفينية المركز؟ …

خطورة ما يفعله ابكر آدم إسماعيل هل هي بان أفريكانيزم أم  برغماتيزم ؟ وهل هي شوفينية الهامش المناظرة لشوفينية المركز؟ …

مبارك أردول

من خلال ما نشر من اللقاء الذي قام به أبكر آدم إسماعيل وآخرون  في لندن لأحد المنظمات التي تدعى بأنها تتبنى فكر البان أفريكانيزم، حد قولهم، وحديث ابكر آدم إسماعيل الكثير في ذلك اللقاء،  مثلا بأن السودان ليس به أصل وعرق عربي، نقتبسه من حديثه، ( كما اوضح ان السودان ليس به اصل عربي من الناحية العرقية بل به افارقة تم استلابهم و تعريبهم وهؤلاء اكثر حوجة للتغير للتصالح مع هويتهم التي تمت شيطنتها من خلال عملية التعريب والاسلمة المستمرة و الممنهجة) وما تبعه من ردود أفعال مختلفة، اود أن أقول إنه ليست من مشروع وقضية لممثل من الحركة الشعبية أن يبحث عن أصول الاخرين وعرقهم ابدا، ولا هي معركتهم التي يجب عليهم بحثها وبذل الجهد فيها.

وبالاضافة لذلك أريد أن  اثير بعض الاسئلة التي أعتبرها هامة، هل البانافريكان جاء كفكر لمحاربة ومعاداة جهة او قومية او اثنية او ديانة في افريقيا او غيرها؟ لا وأقولها بعبارة ممتلئة بالنفي، وأدل على ذلك بأن البان افريكان جاءت وانشئت كفكرة وكمنظمة لمحاربة الاضطهاد فلايمكنها اخلاقيا أن تمارس شي ضد الآخرين وفي نفس الوقت ترفضه لنفسها، ولا أقول أن هنالك خلط في فكر البان افريكان بل الخلط يأتي في فهم ابكر للبان افريكان، أو محاولة تسييره حسب مفهومه.

وخطورة حديث أبكر هذا وخاصة أنه يصور لهؤلاء من إجتمع بهم ومن خاطبهم عبر بيانه، بانه حامي حمى افريقيا وخائض معاركها ضد الاسلاموعروبيين (كما قال) وخط دفاعها الأول ضد غزوهم لافريقيا، خطورته تتمثل فى انها تجعل من الطرف الآخر (حكومة الانقاذ) أن تسخر ذلك الخطاب في إستمرار حملتها التعبوية والتجنيد خاصة وسط البسطاء من العرب والمسلمين، سيما وأن خطاب أبكر نهجه استئصالي يقود لمعركة صفرية (Zero Sum game )، تنتهى بنصر للافارقة او الاسلاموعروبيين، ولذلك يعطي الخطاب شرعية للنظام لخوض حروب البقاء باعتبارها حامي حمى الدين والعروبة معا، وهو دور كانت تصوره وتسعى له  الإنقاذ منذ فترة لتلعبه، لحشد الدعم والمساندة من الخارج في شكل أموال وسلاح ومن الداخل في شكل جنود ومليشيات من القبائل العربية للدفاع عن وجودها وتمسكها بالحكم، وهل نسأل بعد اليوم عن بعض أسباب إنضمام بعض الشباب للمليشيات من ذوي الأصول العربية؟ ففي هذا المكتوب نجد أن  ابكر آدم إسماعيل قد منحهم صك التعبئة  والتجنيد بالمجان، وهذا هو الخطر الذي نحذر منه ونرفض أن تترك الحركة الشعبية لتحرير السودان الحبل على قارب أبكر آدم إسماعيل بكل حرية، فالحركة لم تأتي لالغاء ونفي الاخر ولا للدفاع عن أفريقيا في مواجهة الاسلاموعروبيين كما يصورها أبكر، بل من أجل رفع الظلم والتهميش وتغيير علاقات الاستغلال (السلطة والثروة) لصالح الجميع واعادة توزيعها بعدالة.

عندما يخرج النضال من مفهومه الطبقي فمؤكد أنه ينزلق نحو القومية والمناطقية واخطره الاثنية، ولأن البعد الطبقي يجمع مؤيدين من اثنيات وجهويات واديان متعددة، وهذا هو سودان د.جون قرنق الجديد الذي كان يدعو له، لأن المناضلين خلال فترة النضال خاصة دون توعية كافية بأهداف النضال وافهام محكم عن عملية الاستغلال (The Exploitation) وتعريف مفصل عنمن هم المستغلين (بفتح الغاف)-Exploiters- والمستغلين (بكسر الغاف) – Exploited – لن يفرقوا بين العدو الحقيقي والمحتمل وبين الحليف والمحتمل، وعندما تسحب البعد الطبقي سيحل محلها البعد الاثني او الطائفي او الجهوي كما قلت وهذا نلاحظه في توجه أبكر، وهو الاسهل للفهم عند البسطاء هذه الأيام، ولو انتصرت تلك الثورة لأي عامل فأنها لن تغير نهج الاستغلال (Exploitation) الذي كان سائر قبل الثورة، وهذا في أحسن الأحوال، لانها مرشحة ان تقود الي مرحلة انتقام ليس الا، وقد يتحول فيها الثوار لمستغلين جدد (Exploiters).

الشي الآخر أبكر أعرفه أنه من مدرسة التحليل الثقافي، فمن أين له بالبانافريزم هذه الأيام  أم هي باراغماتيزم من أجل كسب مؤيدين عبر إذكاء الوعي القومي أيا  كانت حدوده الجغرافية،  فالوعي القومي هي بولتيكا البرجوازية (سمير امين)، لأن تلك الحدود والمسميات لم ينشئها الثوار وقادة التغيير ولا حتى البان افريكانست، سواءا كانت جنوب كردفان أو السودان أو حتى افريقيا ولم يصنعوها ولم ينشوئها، بل صنعها المستعمر البرجوازي ذو الفكر الرأسمالي الامبريالي، فالقبول بمناقشة المشكلة على مستوى حدوده وإطاره الذي صنعه وسماه هو تقبل في حد زاته بالانزواء والتقزيم، وأن المشكلة وفاعليها وأبعادها اكبر مما يتم تصويرها.

واخيرا مشروع أبكر لو غيرت مسمياته والفاعلين فيه فلا يختلف عن المشروع الذي تسبب في التهميش والإقصاء وبالتالي الثورة والحرب والانفصال، ولذلك صمم دكتور جون قرنق مشروعا يحقق دولة العدالة والمواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية، واحترام التنوع بين كل مكونات السودانية الدينية والجهوية والثقافية … الخ، واعتبارها مكون أصيل وجزء لا يتجزاء من السودان الجديد، وأطلق عليها بالسودانوية، ولذا كان خطابه قادر لدعم واستقطاب جميع السودانيين من مختلف الاثنيات والجهات، وقد هزم به شوفيني المركز شر هزيمة، ولم يسعى ليقيم خطاب شوفيني آخر منطلق من الهامش. 

14 مارس 2018م

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.