الثلاثاء , مايو 14 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *المشهد السياسي السوداني . . بين صراع الإرادات ومعركة تكسير العظام*

*المشهد السياسي السوداني . . بين صراع الإرادات ومعركة تكسير العظام*

╭─┅─═??ঊঊঈ═─┅─╮
    ? *الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

#الهدف_آراء_حرة

*بقلم: د. أحمد بابكر*

يمر المشهد السياسي السوداني بمرحلة انتقالية لها أسبابها الذاتية والموضوعية، كما لها سماتها.
وقبل الدخول في تقييم المشهد السياسي الحالي يجب أن نقرأ أحداث الحراك الأخير ودلالاته.

*معروف أن الحراك الأخير الذي حدث في شهر يناير، ارتبط بموازنة النظام الكارثية والتي كانت استجابة للمرحلة الثالثة والأخيرة من (روشتة) صندوق النقد الدولي والتي يعد أبرز سماتها تحرير سعر الصرف بشكل كامل وتعويم الجنيه السوداني*، والذي كان نتيجة حتمية للانهيار الاقتصادي والذي تسببت فيه سياسات النظام، التي انحازت بشكل كامل  للرأسمالية الطفيلية وفق إرشادات صندوق النقد الدولي.
دون الدخول في تفاصيل أكثر عن الانهيار الاقتصادي وعجز النظام في إيجاد أي بدائل تؤدي إلى إصلاحات اقتصادية حقيقية، سوف نركز على الحراك الجماهيري الذي حدث والذي تميز بالآتي:

*1.امتلاك القوى السياسية المعارضة لزمام المبادرة في تحريك الشارع، وهذا يعتبر حدثاً مهماً، باعتبار أنها المرة الأولى التي تتقدم فيها المعارضة السياسية حتى على الشارع الذي كان باستمرار متقدما في حراكه على القوى السياسية، مما أفقد أغلب التحركات السابقة التنظيم والبدائل التكتيكية، مما سهل على النظام ضربها وتشتيتها*.

*2.تجدد الأمل والثقة عند قطاع كبير من كوادر القوى السياسية والناشطين بفاعلية العمل الجماهيري السلمي في إسقاط هذا النظام، وفي المقابل تراجع تيار التسوية مع النظام تراجعاً تكتيكياً لإعادة التموضع من جديد.*

*3.تجذر فكرة العمل السلمي والمدني وفي المقابل تراجع فكرة العمل المسلح.*

*4.اختبار القوى السياسية المعارضة لقدرتها على قيادة الشارع وبالتالي قياس المسافة التي تفصلها عن الجماهير، والتفكير في كيفية تجسير هذه المسافة عبر مراجعة الخطاب المعارض، وكذلك الآليات والتكتيكات المصاحبة*.

*5. اختبار التنسيق بين القوى السياسية ولأي مدى كانت نسبة نجاح التنسيق.*

*6.اختبار التكتيكات والقدرات الأمنية للنظام في المواجهة، باعتبارها القدرات الوحيدة التي يمتلكها النظام*.

فإذاً، المشهد السياسي والحركي الآن بالنسبة للمعارضة هو في قراءة وتقييم مرحلة تحدي الإرادات وتقييمها للدخول في معركة كسر العظم بينها وبين النظام.
*كذلك هي مرحلة لتعميق الفرز وسقوط أي قوى مازالت تحلم بالتسوية مع النظام*.
هذه المرحلة، التي يبدو على السطح أنها مرحلة سكون، *هي المرحلة الأخطر بالنسبة للنظام وبالنسبة للمعارضة وبالنسبة لكامل تطور الحركة الوطنية.*

على مستوى النظام؛ فهو قد حاول امتلاك زمام المبادرة والسيطرة عبر وسائله المعروفة وهي:

*أ_المجابهات الأمنية كخط دفاع أول وأساسي بالنسبة للنظام*.

*ب_التكتيك السياسي وذلك عبر*:

*1~إحداث تغييرات في طاقمه السياسي والأمني، وتقديم المستبعدين ككبش فداء والايحاء بأنهم هم السبب في هذه الأزمة، مع إعادة تدويرهم في مناصب أخرى.*

*2~الحديث عن الاستعداد اللامتناهي للحوار مع قوى المعارضة لإنقاذ البلاد .. الخ.*

*3~تحريك أدواته الإقليمية لطرح مبادرات أو إحياء مبادرات قديمة*.

*4~الحديث عن البدء في محاربة الفساد بشكل مكثف في الإعلام*.

*5~الحديث عن بشريات لإصلاح الاقتصاد عبر إشاعات جلب  قروض وودائع واتفاقات مليارية مع بعض الدول.*
*كل ذلك تحت عنوان تغيير طبيعة المزاج العام، من مزاج مقاوم إلى مزاج مترقب ومتعشم في أمل يمكن عبره إخراج البلاد من ورطتها التي تسبب فيها نظام الإنقاذ*.

ولذلك أقول إن سمات هذه المرحلة سوف تتبلور في اتجاهين يبدو أنهما  متعاكسين ولكنهما بالنتيجة يصبان في مصلحة التغيير  على المستوى الاستراتيجي بتنقيته من قوى الارتداد والمساومة والمناورة ، وهما:

*1/تقييم ومراجعة كل ماحدث من حراك ونتائجه، ووضع استراتيجية واقعية تتعامل مع كل التحديات التي تم رصدها وفق رؤى علمية تتجاوز العشوائية وكذلك توجيه وتطوير القدرات والإمكانيات بشكل أكثر تأثيراً ونجاعة*.

*2/في المقابل تحرك قوى التسوية المحلية بقوة دفع النظام والمجتمع الإقليمي والدولي، وذلك عبر طرح رؤى تبدو كأنها جديدة واظهارها كأنها اختراق يمثل أشواق ورغبات قوى التغيير والجماهير، وأعتقد أن هذه التحركات قد بدأت في الفعل، وهي أصلاً لم تنقطع ولكن ترتفع وتيرتها بعد كل حراك باعتبارها اسفنجة امتصاص لقوة دفع الحراك لتحييده وتقليل أثره ما أمكن*.

هذان العاملان اللذان يشكلان ملامح المشهد السياسي، سوف يكونا المقدمة لمعركة تكسير العظام وذلك بعد إنتهاء المرحلة الأولى الخاصة بصراع الإرادات.
معركة تكسير العظام سوف يخوضها النظام بآلته الأمنية والإعلامية مع الإسناد الذي سوف توفره له مماحكات قوى التسوية وتمييعها للمواقف وذلك لكسب مزيد من الوقت، ولكن الشاهد أن النظام ليس لديه ما يقدمه من حلول جوهرية تشفع له في كسب معركة تكسير العظام مع الجماهير وقوى المعارضة.

خاتمة :
*رغم الدور الكبير الذي قامت به قيادات القوى السياسية وكوادرها في حراك يناير الأخير، إلا أننا نتطلع، بعد التقييم والمراجعة، لتوسيع دائرة المشاركة والفعل المعارض ليكون مظلة تستوعب أكبر قدر من الجماهير، لأنها العامل الحاسم في تتويج تراكم نضال الشعب السوداني نحو التغيير، والذي يشكل إسقاط نظام الرأسمالية الطفيلية المدخل الأساسي له.*
———————————————
*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

على تويتر
https://twitter.com/alhadaf_albaath
╰─┅─═ঊঊঈ??═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.