الأربعاء , مايو 8 2024
ardeenfr
أخبار عاجلة
الرئيسية / أخبار لالا اليومية / *ورحل الفتى الأبنوسي وفي قلبه غصة تشظي الوطن*

*ورحل الفتى الأبنوسي وفي قلبه غصة تشظي الوطن*

╭─┅─═??ঊঊঈ═─┅─╮
    ? *نشـرة الهـدف*
*دقة الخبر ومسئولية الكلمة*

*بقلم: فضل الله مختار*

بدأت معرفتي *بموسى التوم لادو لوليك* في صيف العام ١٩٨٩م في نصب القادسية في المدائن في رحلة تاريخية، كان قليل الكلام ونافذ الفعل، يكفي أن تحكي له همك لتجده مهموما به أكثر منك، كان دائما يفعل ما يقول ولا يقول الا ما يستطيع فعله.
حين نذهب إلى السينما، وكانت السينما الواقعة تحت الجسر هي المحببة لنا، كان يجتهد ليجلس على الكرسي الذي جلست عليه القاصة أجاثا كريستي، فقد اعتادت الجلوس على كرسي قريب من الشاشة على جانبها الأيمن، لم تسنح لى فرصة سؤاله عن مغزى ذلك، الآن وبعد مرور عشرات السنين على تلك الواقعة، أستطيع أن أقول أن العظام يتشابهون، فقد كان عظيما وهادئا وصادقا وانسانا. في إحدى المرات كانت السينما محجوزة لأحد عروض مهرجان المسرح العربي، وكان حظنا في ذلك اليوم عرض المسرحي المغربي الكبير عبد الحق زروال، رائد مسرح الرجل الواحد، وقد كان عرضاً مؤلماً شرّح فيه الواقع العربي، ولم يزد موسى في التعليق على ذلك العرض عن {هذا هو المسرح المسؤول}
قْدمت له عروض كثيرة مقابل التخلي عن مبادئه ومعتقده ولكنه قابل ذلك برفض عنيد وعزيمة لا تلين، فقد قدم له عرض للحصول على لجوء، وحينها كنا نعيش ظروفا قاسية وصعبة، ولكنه أبى كل ذلك وكأن ذلك العرض ما هو إلا طنين ذبابة.
لملم الفقيد روحه ومبادئه وإصراره وعاد إلى السودان، إلى مدينة كوستي، فقد كان يعشق كوستي، مع انه ولد في تندلتي، إلا أنه كان يعتبر أن كوستي هي مسقط رأسه، ومنذ ذلك لم التق به سوى مرتين على عجل، بينما كنت ماراً بكوستي إلى المقينص، وكان موسى هو موسى رغم السنين العجاف التي رقدت بيننا، تزوج الفقيد مؤخرا من إحدى قريباته من كنانة واستقر بالمدينة التي يحب ويعشق، وأنجب مولودته الأولى قبل خمسة أعوام أو يزيد، وأطلق عليها اسم “هبة” أحد رفيقاته وزوجة رفيق نضاله الطويل الأستاذ حامد محمداني، ظل يعمل في ضرائب كوستي لمدة ستة عشر عاماً، لم يرتكب خلالها مخالفة، ولم يشتكي منه أحد، فقد تربى في مدرسة البعث، النزاهة والصرامة والمساواة والعدل والانصاف.
حين انفصل الجنوب، لم يسع أحدٌ إلى استشارة موسى عن مصيره، فقد تم فصله تلقائيا، وقد ترك ذلك غصة في قلبه وملحاً في فمه، فها هو يْطرد من البلد الذي أفنى حياته في النضال من أجل وحدته واستقراره ونموه، وذهب إلى دولة الجنوب موظفا في مكتب ضرائبها الوليد، وسرعان ما أحس بالمرض، فقد كانت غصة تشظي الوطن أكبر من أي مرض، فحزم  حقائبه  عائداً إلى الخرطوم عله يجد العلاج تحت إلحاح رفاقه، إذ أصيب بمرض الكبد الفيروسي، وفي الخرطوم علم أن أحد أعز رفاقه سوف يتزوج، فتحامل على نفسه وذهب ميمماً وجهه إلى كوستي لحضور مراسم زواج رفيقه، ومن ثم عاد إلى جوبا، مقر عمله، وبقي هناك إلى أن توفاه الأجل صادقا وعفيفا وعميق الجذور كشجرة مهوقني.

*ﭠَڝَـدَرَ عـنَ حِـۤـزْب الَبعــثَ الَعـرَﭜَـيَ الَاشـَـﭠَرَاكَــيَ*
❇════════════❇

لِلِمِزِيِدِ مِنِ الِأخِبِارِ تِابِعِوِا صِفِحِتِنِا عِلِےِ الِفِيِسِبِوِكِ:

https://m.facebook.com/hadafsd/

╰─┅─═ঊঊঈ??═─┅─╯

 

Print Friendly, PDF & Email

عن laalaa

شاهد أيضاً

حزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي

Share this on WhatsAppحزب المؤتمر السوداني تصريح صحفي طالعنا البيان المؤسف الصادر من سكرتارية اللجنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.